عبد الواحد البحري -
الغش التجاري جديد ألأسواق:
وزارة الزراعة تقر منع أستيراد الزبيب (حبر على ورق)..!
مكسرات مخالفة للمواصفات تلاقي روجا لرخص ثمنها وتباع في مختلف الاسواق
الصيني والهندي والايراني يطيح بالزبيب اليمني بأسعاره فقط!
تحقيق وتصوير عبد الواحد البحري
حملة إغراق واسعة لأصناف مختلفة من الزبيب المستورد شهدتها الأسواق المحلية خلال الفترة الأخيرة أدت إلى تكبد المزارعين المحليين المشتغلين بزراعة العنب وتجفيفه وبيعه في الأسوق المحلية خسائر فادحة نظراً لإقبال غالبية المواطنين على شراء الزبيب المستورد مستغلين رخص أسعاره.. وهو الأمر الذي استدعى وزارة الزراعة والري إلى اصدار قرار منع استيراد الزبيب وذلك لتشجيع الزبيب المحلي على المنافسة ومنحه فرصة الرواج في الأسواق علاوة على الهدف الأسمى وهو تشجيع ودعم المزارعين، وهو القرار الذي استقبله مزارعو الزبيب بارتياح بالغ كونه سينهي سنوات من الخسائر المتوالية التي تكبدوها بسبب منافسة الزبيب المستورد.
اليوم وبعد صدور قرار منع استيراد الزبيب (الذي أصبح حبر على ورق) كما يقول المثل مانزال نشاهد اطنان من أصناف الزبيب المستورد تغرق بها أسواقنا المحلية على مرأى ومسمع السلطات المختصة والتي يبدو أنها تراجعت عن تطبيق هذا القرار بعد أن لمست أن حجم الإنتاج المحلي من محصول الزبيب لايستطيع أن يفي بحاجة الاستهلاك المحلي إضافة إلى أن أسعار هذا المحصول في ظل محدودية الإنتاج وزيادة الطلب ستكون مرتفعة جداً بحيث لايستطيع الكثير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود الحصول عليه وهي أسباب جوهرية أعتقد جازماً بأنها كانت وراء تراجع السلطات المختصة عن قرارها الذي لم يستند على دراسات وإحصائيات دقيقة نابعة من حالة السوق المتعلقة بالعرض والطلب لهذا المحصول وهذه السلعة التي تشتهر بلادنا بإنتاج أجود أصنافها.
ويكتسب عيد الاضحى المبارك نكهة خاصة في اليمن فالاستعدادات للاحتفال بهذه المناسبة الدينية تجري بوتيرة عالية فالجميع يتجه لشراء (جعالة العيد) من الزبيب والمكسرات بأنواعها مما يضفي طابعاً مميزاً على هذه المناسبة، حيث تكتظ الأسواق بالمواطنين ذكوراً وإناثاَ لشراء الحلويات المتنوعة، وبدونها لا تكتمل فرحة العيد.
هكذا يضن غالبية اليمنيين الذين اعتادوا على شراء المكسرات كنوع من مستلزمات الفرحة بالعيد حيث تزين الأسواق بالحلويات العيديه قبل العيد بأسابيع ويتمركز تجار الزبيب والمكسرات في مواقع متميزة في المدن الرئيسية فمثلا في العاصمة صنعاء يتواجد الكثير من تجار المكسرات في وسط ميدان التحرير بقلب العاصمة وامام بوابة باب اليمن وعلى امتداد شارع هائل وفي سوق الحصبة ودائما ما تستحدث اسواق جديدة مستغلة ارصفة المشاه تلبية لرغبة المواطنين في توفير اهم وأحلى موائد الاعياد والمناسبات إلى ان الفترة الأخيرة ظهرت علينا بانواع من الزبيب لم يعرفها المواطن اليمني من قبل والمتمثلة بالزبيب (الصيني والهندي والايراني) انواع كثيرة ومتنوعة وبأسعار متواضعة جدا جعلت الكثير من المواطنين يفضلون شرائها على المنتج المحلي لرخص ثمنها, إلى جانب اللوز والفستق وحب العزيز (الفول السوداني) والقرع والدخش (العتر)، والتي تعج بها أسواق صنعاء كغيرها من أسواق المحافظات اليمنية تعبيراً عن الابتهاج بمقدم العيد السعيد باعتبار أن المكسرات تعد ضمن استعدادات استقبال الاعياد والمناسبات بالحلويات تشتد ذروتها في العشرة الايام التي تسبق يوم العيد حيث يبدأ التجار بتغيير معروضاتهم من السلع الغذائية وإعطاء الأولوية لحلويات العيد التي تلقى هذه الأيام رواجا منقطع النظير وللعام الرابع على التوالي تشتد المنافسة بين الزبيب المحلي ونظيره المستورد المضروب).
التقيت بأحد المتسوقين بسوق الملح الأخ عبد الكريم المقرئ الذي قال المستورد رخيص بربع قيمة المنتج المحلي الذي أصبح شرائه لمن أستطاع إليه سبيلا وصار الكثير من المواطنين يستخدمه (وصايف) لارتفاع ثمنه وأما بالنسبة لجودة المنتج المحلي فلا توجد مقارنة اطلاقا بينه وبين المنتج الخارجي الذي يفتقد للطعم والشكل ايضا وغالبا ما يتغير طعمه نتيجة للتخزين السيئ واحيانا يكون ضار وغيرصحيا.
ويتفق معه الوالد محسن المطري الذي أكد ان المستورد رخيص من حيث القيمة إلى انه خطير على صحة متناوليه لأن اضراره جسيمه على كل من يتناوله وقد تظهر علامات التسمم من خلال منظره حيث يشاهد وكانه يشبه الهريس او العجين وهذا في الحقيقة بحاجة إلى تفعيل قرار منع الاستيراد نهائيا لن اليمن تمتلك ثروة جيدة من الزبيب تنافس بها المنتج الاجنبي .
ويرى الأخ مقبل سعد -أحد المتسوقين في سوق الملح يعلق على عدم الإقبال على شراء الزبيب المستورد بالقول: "أثبتت التجارب السابقة أن المنتج المحلي يتمتع بجودة عالية مقارنة بالمستورد الذي تزداد فيه نسبة السكريات واللزوجة.
الصدارة
وفي سواق باب السلام التقينا الاخ بكيل حسين شايع – رئيس الوكالة المركزية لتجارة اللوز البلدي مدير مركز جبل اللوز بمديرية خولان الطيال بمحافظة صنعاء الذي ينفرد ببيع المنتج المحلي اوضح ان اجمالي ما يتم توفيره للمواطنين سنوياً من المكسرات وانواع الزبيب ما يقارب 36 ألف كيلوجرام بقيمة 288مليون ريال، مفيداً بأن الاسواق اليمنية باتت تعاني حالياُ من منافسة غير متكافئة مع المستورد الاجنبي الذي ينافس بشكل ملفت الاسواق اليمنية نتيجة لسعره المنخفض.
واشار شايع الى الاسباب الرئيسية لارتفاع سعر الزبيب واللوز البلدي ترجع الى تأخر موسم الحصاد لهذا العام وقلة الامطار الا ان هناك اقبال كبير من المواطنين لشراء اللوز والزبيب البلدي لما يحتويه من مميزات صحية جودة عالمية، منوهاً الى ان المنافسة غير المتكافئة تتمثل في القيمة السعرية، والتي يصل قيمة الكيلوجرام الواحد من الزبيب البلدي مابين 2000-3000 ريال مقابل نظيره من المستورد الذي يصل ثمن الكيلوجرام منه 750 ريال.
وانتقد رئيس الوكالة المركزية لتجارة اللوز البلدي التسيب الكبير من قبل الجهات المعنية المتمثل بعدم الاهتمام بالمنتج المحلي من الزبيب واللوز والجوز ومختلف الاصناف الاخري التى تتميز وتنفرد بزراعتها اليمن.. والذي ساعد على ايجاد منافسة غير متكافئة للمنتج المحلي كون الدولة لا توفر الامكانيات اللازمة لحماية المنتجات المحلية، مفيداً بان مديرية بني حشيش تحتل المرتبة الاولى في زراعة وانتاج الزبيب التي يصل انواعها الى اكثر من 14 صنف اشهرها واجودها الرازقي والبياض والاسود والحاتمي والعرقي والجبري إلى ان المشاكل الأخيرة التي أثارها المتمردون من أتباع الحوثي أثرت سلبا على كمية المحصول وتناقصه حيث تعرضت الكثير من المزارع إلى الحريق والتلف وهذا رفع من سعر المنتج المحلي وندرته.
منتجات خطرة
وبخصوص مشاركه اليمن في المعارض الدولية لعرض المنتج المحلي من الزبيب يؤكد الأخ بكيل شايع سبق وشاركت في عدد من المعارض الدولية مثل معرض دبي وفي الشارقة وفي المملكة العربية السعودية نشارك في عدد من المعارض بواسطة أشخاص وبعلاقات شخصية ونحرض على توزيع كروت وبرشورات دعائية للمنتج المحلي.
ويرى شايع ان خبرة 50 عاما في تجارة الزبيب تكفي لمعرفة المنتج الجيد من الرديء لأن بعض الزبيب يأتي الينا وقد تعرض لعوامل طبيعية مثل (الضريب) وقلة الامطار في الفترة الأخيرة وظهور مرض النبات المعروف (المن الاسود) الذي قتل كثير من الأشجار المثمرة.
ويضيف المنتج الخارجي ضعيف ولايمكن ان ينافس المنتج المحلي لأن المنتج الخارجي اذا تعرض لحرارة الشمس لمدة خمسة ايام فقط سرعان ما يظهر فيه الدود ولهذا يلجأ الكثير من تجار المستورد الصيني يدخلة في الثلاجة إلى ان بعض المنتجات المستوردة خاصة الزبيب الصيني حين يتأخر في بعض المنافذ ينتهي ويصبح مكسرات خطرة على صحة الانسان لأنه في الغالب ما تتعرض هذه المنتجات على المنافذ.
معمل
وفي دراسة أعدتها جمعية جبل اللوز التعاونية الزراعية دراسة متكاملة لمشروع أستيراد معمل نموذجي لتكسيراللوز البلدي بطريقة علمية حديثة خاصة وان اللوز البلدي ذوا احجام مختلفة ويؤكد الأخ بكيل شايع بان الجمعية ستعمل على ايجاد حل لهذه المعضلة.
مفيدا بان وجود معمل سوف يساعد تسهيل مهمة المزارع وتنظيم عملية التسويق داخليا وخارجيا بما يحقق التنمية المستدامة خاصة وان التوسع في زراعة اللوز بمنطقة خولان الطيال والحيمة الداخلية وبني مطر اصبح يمثل اهمية اقتصادية.
وحدد بكيل شايع المساحة الزراعية الحالية 115الف متر مربع بقدرة انتاجية تصل إلى بخمسون طنا ويستفيد من هذه الزراعة 70ألف مواطن كما أشارة الدراسة إلى أمكانية زراعة اللوز في محافظتي ذمار وإب لتشابة في التربة والمناخ الصالحان للزراعة.
وحول الانواع الموجودة في الاسواق اليمنية يقول شايع : يوجد إلى جانب اللوز اليمني هناك السوري والايراني والأمريكي والروسي والهندي والاسترالي والاسباني وان حجم استيراد اليمن من الزبيب يبلغ (950) الف كيلوا جرام ومن المكسرات بشكل عام سنويا.
ويضيف الأخ بكيل أحمد رئيس جمعية جبل اللوز:أن أنواع الزبيب المحلي الذي يتم تجفيفه من ثمرة العنب التي تشتهر بها مديريتي خولان وبني حشيش بمحافظة صنعاء، وتحتل الصدارة لدى المستهلكين يأتي على رأس هذه الأنواع الزبيب الرازقي والبياض على المنتج المحلي بجميع أنواعه وأصنافه في عموم الأسواق اليمنية مقابل أنواع الزبيب المستورد الذي أصبح له حضور واسع ومنافس للمنتج المحلي، بالإضافة.
ويرى أن عملية إغراق السوق المحلية بالمنتج المستورد وبأسعار رخيصة سيكون له تأثير سلبي على المنتج المحلي وهو مايستدعي من الجهات الحكومية منع دخول المنتجات المستوردة بصورة غير مدروسة وتلحق أفدح الأضرار بالمزارع اليمني الذي يقف حائرا بين تقلص كمية الانتاج المحلي ووفرة المنتج الخارجي الذي تصل اسعاره إلى حوالي اقل من الف ريال للكيلوا الواحد.
موضحا إن الزبيب اليمني يكتسب شهرة عالمية بجميع أنواعه المختلفة نظراً للمذاق الرائع والجودة التي يتميز بها عن غيره من الزبيب المستوردة كون الزبيب اليمني لا يزال محافظاً على طرق حفظه التقليدية، ولا تدخل عليه المؤثرات الزراعية (المواد الحافظة) كما هو الحال مع معظم الزبيب المستورد"، مشيراً إلى أن عملية تجميع محصول الزبيب من المحافظات اليمنية المشهورة بزراعة العنب يتمثل في تسويق المحصول إلى مراكز توزيع الزبيب على التجار مثل باب السلام وجمرك الزبيب الكائن بسوق الملح وسوق الزمر وباب اليمن وشارع خولان، ومن ثم يتم توزيع هذه الثمرة على تجار التجزئة بمختلف أسواق اليمن في الحضر والريف لتسويقها وبيعها على المستهلكين إلى ان المفاودين وتجار التجزئة في الفترة الاخيرة يتذمرون من حركة البيع المتواضعة للمنتج المحلي مقارنة بالمنتج الخارجي الذي يلاقي رواجا في الاسواق.
ويؤكد بكيل أن كميات الزبيب التي يتم تسويقها إلى جمرك الزبيب تتراوح بين 1000 - 1300 طن تقريباً سنويا يتصدر الزبيب الخولاني المرتبة الأولى يليه الحشيشي من حيث الكمية إلى ان الفترة الأخيرة قل انتاج الحشيشي أثر التمرد الحوثي الذي أثر تأتثير كبير على مزارع العنب.
ويؤكد الخبير الزراعي جابر الوحيشي أن عدم رواج الزبيب المستورد من قبل المستهلكين اليمنيين إلى المواد الحافظة التي يتم وضعها بغرض التجفيف، إلى جانب استعمال الأجهزة الآلية الخاصة بعملية تجفيف العنب، وتحويله إلى زبيب الأمر الذي يجعله يظهر بشكل غير مقبول للمستهلك من حيث الطعم واللزوجة.
ويقول سعد صالح الهرش - بائع زبيب في ميدان التحرير - أن الإقبال من قبل المواطنين على محصول الزبيب المستورد بكافة أنواعه ضعيف هذا العام مقارنة بالسنوات الأخرى وذلك بسبب توفر المنتج المحلي بكميات كبيرة وبأسعار تناسب مختلف الشرائح كما أن تدني جودة الزبيب المستورد كان العامل الرئيسي في إحجام الناس عن شرائه مبيناً أن نسبة مبيعاته من الزبيب المحلي تصل إلى 80 % مقارنة بما يتم بيعه من الزبيب المستورد الذي لا يقبل عليه سوى أصحاب المطاعم ومحال الحلويات، ونسبة قليلة من الناس.
تقنيات الحديثة
خبير الاقتصاد الزراعي المهندس جابر صالح الوحيشي- نائب مدير مكتب الزراعة بمحافظة إبين أن استعمال التقنيات الحديثة في عملية تجفيف العنب بغرض تحضير الزبيب بصورة عاجلة، يفقد هذه الثمرة الكثير من المواد الغذائية المفيدة للإنسان مثل الزبيب المستورد الذي لا يلقى إقبالاً في السوق اليمنية نظراً للمذاق المختلف بسبب التأثيرات الكيميائية الناتجة عن عملية التجفيف الحديث.
ويشير إلى أن تجفيف العنب بالطريقة التقليدية (العوشه) الذي يستمر ما بين 30 - 45 يوماً يسهم بشكل كبير في الحصول على أجود أنواع الزبيب من حيث المذاق والحفاظ على المواد الغذائية التي تحتويها هذه الثمرة ويستفيد منها جسم الإنسان، ويمكن تخزينه لفترات طويلة دون أن تقل قيمته الغذائية أو يتغير مذاقه.
ويوضح المهندس الوحيشي أن العمل وفق نظام التجفيف الآلي الذي لا يستغرق التجفيف باستخدامه سوى بضعة أيام فقط الهدف الأساسي منه تجاري بحت للحفاظ على محصول العنب من التلف وتجفيفه بطريقة حديثة، وتحويله إلى زبيب بكميات تجارية، ويتلف إذا تعرض للشمس،لان طريقة التجفيف الحديثة تستهدف امتصاص الماء الموجود بداخل ثمرة العنب بصورة سريعة لا تراعي الجوانب الصحية التي قد تترتب على ذلك وتؤثر على المستهلك والمنتج على السواء وسرعان ما يلحق الضرر بالمنتج فور تعرضه لأبسط لبسط العوامل المناخية.
أجود أنواع الزبيب
ومن أنواع الزبيب اليمني (ألرازقي ،ألعاصمي ) و ألرازقي هو الأفضل لان كمية السكر فيه مرتفعة وهو أغلى أنواع الزبيب بحسب قول نائب مدير مكتب الزراعة بمحافظة أبين الذي يرى أن الزبيب اليمني من أجود أنواع الزبيب في العالم وبالا مكان المنافسه به عالميا داعيا الجهات المختصة في الدولة ممثلة بوزارة الزراعة إلى ضرورة الاهتمام بهذه السلعة ودعمها حتى لا تنقرض مشيرا إلى أن معظم المزارعين استبدلوا هذه السلعة بزراعة شجرة (القات) كونها الأكثر رواجا في أوساط المجتمع وتدر أرباحا هائلة بعكس بقية السلع الأخرى التي يمكن استيرادها من الخارج ومنها العنب.
علاج السرطان والقولون
وفي هذا المجال يؤكد الدكتور عبد الرحمن فرحان غيلان – مدير مركز هيئة الإغاثة الاسلامية بمنطقة السنينة بامانة العاصمة أن الزبيب يتميز باحتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة علاوة على الفسفور والبوتاسيوم والكليسوم والماغنسيوم والحديد والنحاس وأن من فوائد الزبيب والعنب أنهما يساعدان على إزالة السموم من الدم
والكبد والجهاز الهضمي كما يفيدان في مقاومة أمراض القلب .
ويساعد تناول الزبيب والعنب في تقليل دم الدورة الشهرية عند النساء في حالة نزولها بغزارة وتشير نتائج دراسة أمريكية صدرت مؤخرا إلى أن تناول المسنين للزبيب يقلل من نسبة الإصابة بالسرطان .
وقال الدكتور غيلان ان الفوائد الصحية للزبيب متعددة لاحتوائه على العديد من مضادات الأكسدة ومواد غذائية وسكرية وأملاح معدنية وفيتامينات، حيث وجد أن الزبيب يحتوي على خمسة مركبات مضادة للأكسدة، وبعض المركبات تمتاز كونها مكافحة للبكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، كما أن تناول الزبيب يساعد على تنظيم ضغط الدم، إلى جانب أن الألياف التي تحتويها ثمرة الزبيب تمنع تكون سرطان القولون وبقية الأمراض المعوية، ويحتوي أيضاً على نسبة عالية من الحديد المفيد لتكوين خلايا الدم، الأمر الذي جعل الأطباء ينصحون المصابين بأعراض فقر الدم بتناول الزبيب، وعلى وجه الخصوص الزبيب الأسود.
ويوضح الدكتور عبد الرحمن ان التمييز بين الغث والسمين أفقد التسوق متعته وأصبح محصورا على من يمتلك خبرات في الأصناف والخامات، حيث يجد المستهلك نفسه وسط أمواج متلاطمة من الأصناف المتشابهة والأسعار المتباينة .
الاستيراد
جاءت توجيهات وزارة الزراعة بعدم السماح بدخول أية كميات من الزبيب المستورد وحجزها في المنافذ وكذلك عدم الإفراج عنها عبر منافذ الحجز النباتي المتواجدة في المنافذ البحرية والبرية ولكن تلك التوجيهات تبخرت وأصبح استيراد تلك الأصناف الزراعية التي يقف خلفها نافذون يسهلون حصول التجار على تراخيص استيراد ضاربين بمصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط.. أحد المواطنين من أبناء خولان اعتبر استيراد الزبيب من الخارج مؤامرة على المزارع اليمني والمستهلك في آن واحد، مؤكدا أن تجار الزبيب كانوا يحجزون كميات الإنتاج منذ عدة سنوات من المزارعين ولكنهم تراجعوا وأصبح المنتج ضحية، مستشهدا بحال بما آله إليه حال محلات الزبيب في أسواق صنعاء التي أصبحت تبيع الزبيب الصيني والهندي قائلا: القدح من الزبيب أصبح بـ50 ألف ريال بعد أن تراجع إنتاجه.
مهدد بالانقراض
باب السلام وسوق الملح في صنعاء القديمة بقايا أسواق الزبيب اليمني الأصيل حيث يتم فيها شراء وبيع الزبيب اليمني بكميات تجارية.. عندما زرنا وكالة جبل اللوز في شارع السلام التقينا بعدد من الشخصيات من ذوي العلاقة الذين أفادوا أن الزبيب اليمني يعاني من حالة انقراض وأن هناك انعكاسات كبيرة جراء استيراد الزبيب الهندي والصيني قالوا ان الفرق بين المحلي والأجنبي كبير حيث أن المحلي مشهور عالميا وجودته عالية ومن سماته أنه يجفف لعدة أشهر بينما يعتبر تجفيف الزبيب المستورد على وسائل صناعية ومواد كيماوية فيتغير مذاقه وله فترة صلاحية محددة في الوقت الذي يظل الزبيب المحلي سنوات دون تغيير في اللون والمذاق.. مؤكدين ان الاستيراد له انعكاسات كبيرة وأصبح يهدد زراعة وإنتاج الزبيب في اليمن، معتبرين أن عدم تدخل الدولة للحد من الاستيراد وإنصاف المنتجين سيدفع بالمزارعين نحو زراعة القات بدلا من العنب.
دعم وتشجيع
وفي ختام حديثنا عن الزبيب ومنافسة المستورد له استخلصنا ان عملية أستيراد الزبيب من الخارج أصبحت ضرورية لأن الإنتاج المحلي من الزبيب غير كافٍ للاستهلاك المحلي وإذا ما أرادت السلطات المختصة العمل على منع استيراد الزبيب مستقبلاً فإنها مطالبة أولاً بتشجيع المزارعين على إنتاج الزبيب ودعمهم ومنحهم كافة المزايا والتسهيلات الكفيلة بتوسيع نطاق الأراضي المزروعة بهذا المحصول وتقديم الاستشارات الزراعية التي من شأن العمل بها الحصول على إنتاجية عالية الجودة وبكميات وفيرة لضمان استقرار الأوضاع السعرية والتموينية وخصوصاً في موسم الأعياد الذي يكثر فيه الطلب على محصول الزبيب باعتباره السلعة الرئيسية العيدية الأولى في بلادنا في الريف والمدن ولابد هنا من إيجاد رقابة فاعلة على عملية البيع والشراء لهذه السلعة لضمان عدم التلاعب بأسعارها وفي المقابل تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع عملية تهريب الزبيب المستورد وهي حلول ومعالجات كفيلة بإنعاش إنتاجية وتجارة الزبيب المحلي والعودة بها إلى سنوات التميز التي ظلت سائدة قبل أن يفسدها فتح المجال أمام استيراد الزبيب من الخارج، ونتطلع إلى أن نشهد قريباً عودة الزبيب المحلي للواجهة بأنواعه العديدة والتي تلبي حاجة المستهلكين من مختلف الشرائح.
|