صنعاء نيوز - ذكرت مصادر مطلعة أن قيادة المحافظة ستبدأ تحضيرات لعقد مؤتمر حوار محلي شامل، في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
ونقلت صحيفة " حديث المدينة " الصادر من مدينة تعز عن المصادر قولها : إن قيادة المحافظة تتطلع إلى مؤتمر حوار محلي، يشمل مختلف أطياف المجتمع المحلي، بلا استثناء في مسعى اجتماعي هو الأول من نوعه لحشد الطاقات وبلورة الرؤى وتنسيق الجهود لحفز أفضل مشاركة اجتماعية ممكنة في جهود وبناء تعز الجديدة.
وحسب المصادر يطمح مؤتمر الحور التعزي، المزمع بدء ترتيباته خلال أسابيع، لأكثر من تحقيق أكبر لم للشمل في تاريخ تعز؛ بغية الخروج برؤية واحدة، تتضمن أسس ومبادئ العمل على قضايا التنمية والأمن والخدمات والنهضة الشاملة؛ لجعل تعز أنموذجاً وطنياً في الأمن والتنمية.
وتريد قيادة محافظة تعز لمؤتمر الحوار أن يكون محطة تاريخية للتصالح والتسامح والتفاهم الاجتماعي واسع النطاق، وفرصة لتنقية الأجواء وتهيئة الظروف المساعدة على مواجهة العقبات في طريق تأسيس تعز الجديدة، كمكان أفضل لتعايش اليمنيين دون تمييز، تحت سقف القانون.
ومن المتوقع دعوة طيف واسع من السياسيين والمهنيين والمحترفين في مجال الحقوق أو الحريات والمجتمع المدني، والناشطين والشخصيات الاجتماعية والفقهاء ورجال المال والتجار.
يتوقع لفكرة عقد مؤتمر الحوار المحلي بتعز حيازة قبول وإعجاب على مستوى واسع، اعتماداً ووجود إرادة شعبية قوية في الواقع، إلا أنها إرادة لم تجد طوال المراحل السابقة قيادة مهتمة على رأس المحافظة، بيدها القرار السياسي وقادرة على تأمين الموارد اللازمة للنهوض بتعز على مستويات التنمية والعيش الآمن.
الواضح حتى الآن، الأهداف الأساسية لفعالية سياسية تنتظرها تعز منذ زمن الآباء والأجداد، زمن انتظار يمتد لأكثر من نصف قرن، شهدت بعض محاولات مشابهة لحشد مختلف أطياف المجتمع المحلي بغية تأسيس نموذج تعز المدني، وهي محاولات كانت تجابه بعنف من قوى متنفذه بالمركز، ويقضي عليها في طورها كأفكار وجهود أولية.
حالياً الاحتمالات قوية أيضاً؛ بظهور مواجهة من خارج تعز، لإفشال مشروع الحوار المحلي في المحافظة، لكن المفاجأة قد يصنعها المجتمع التعزي، مع وصول البلاد إلى حافة الانهيار تحت ضغط الحاجة الشريرة للنموذج المدني، الذي ينتزع باقي محافظات البلاد من بين مخالب العنف والإرهاب؛ لإعادة وضع البلاد على عتبات الطريق السليم لمشروع الدولة المدنية.
بينما تفصلنا أيام، عن موعد انطلاق الترتيبات والتحضيرات العملية لعقد مؤتمر الحوار التعزي، يبدو الرهان على إرادة المواطنين والقوى الاجتماعية المحلية مع الحاجة لقيام رئاسة الدولة جيداً بدور مساند لكي ينتج مؤتمر محلي شامل في تعز في اشاعة المحبة والتسامح وتصفية الأنفس والأجواء الملبدة بتركة ثقيلة من النزاعات والعداوات والبغضاء في مجتمع محلي بحالة فوضى وانقسامات حادة مع وجود كتل اجتماعية في حالة التبعية والارتهان الميئوس منه لمراكز الصراع السياسي بصنعاء.
قليلاً من المساعدة لمؤتمر الحوار المحلي بتعز، ممكنة من القيادة الجديدة إذا أحسن الرئيس عبده ربه هادي تقدير الأهمية البالغة والفوائد المرجوة على المستوى الوطني؛ لإنجاح مشروع حوار واسع في تعز يهدف لبناء نموذج تعز الوطني الملهم، بدءاً بلم شمل مختلف أطياف المجتمع المحلي وقواه في مؤتمر حوار تعزي شامل للخروج بخطة موحدة ومشاركة اجتماعية واسعة في تقرير مصير ومستقبل تعز اليمن.
تأتي أهمية مؤتمر الحوار التعزي، حسب المصادر، من الحاجة المتعاظمة لاستقرار تعز أمنياً واقتصادياً وأهمية وقف هدر قواها الاجتماعية والسياسية وعقلياتها الفذة في فوضى عارمة من المناكفات الحزبية والصراعات السياسية الطاحنة.
قد تكون هناك حاجة لما يشبه المعجزات من أجل نجاح مؤتمر حوار تعزي في الخروج برؤية موحدة وخطة عمل تلبي الصالح العام لسكان المحافظة وتنعكس إيجاباً على البلاد، لكن لا شيء سيبقى مستحيلاً أمام قوة إرادة المجتمع المحلي، خاصة في الظروف الراهنة حيث يبدو تآلف التعزيين في مؤتمر حوار بمثابة واحدة من فرص النجاة الأخيرة. |