صنعاء نيوز/نبيل حيدر -
ربما انتهت مشكلة إضراب عمال النظافة بأمانة العاصمة بعد الإجراءات المتخذة الأسبوع الماضي من الحكومة ومن أمين العاصمة عبدالقادر هلال , وبالمناسبة لأول مرة أقرأ عن قيام أمانة العاصمة بإعداد خطة بديلة لرفع القمامة المتكدسة نبيل حيدر -
ربما انتهت مشكلة إضراب عمال النظافة بأمانة العاصمة بعد الإجراءات المتخذة الأسبوع الماضي من الحكومة ومن أمين العاصمة عبدالقادر هلال , وبالمناسبة لأول مرة أقرأ عن قيام أمانة العاصمة بإعداد خطة بديلة لرفع القمامة المتكدسة في الشوارع في حال عدم رفع الإضراب من قبل نقابة عاملي النظافة والتي توجست من جديّة قرار التثبيت الوظيفي لمنتسبيها وهو ما حُل لاحقاً بالتفاهم وإعلان النقابة رفع الإضراب .مع ذلك لا تزال الشوارع ممتلئة بالقمائم وعملية رفع أكوامها بطيئة بل وبطيئة جداً ولا أدري ما السبب .
عامةً هناك مشاكل لا حصر لها في قطاع النظافة الذي يحتاج إلى عملية انتشال وتوجيه رسومه ومخصصاته له فقط , والبدء بعامل النظافة الذي نحلم برؤيته كريماً في عيشه , مُكرّماً في عمله ومحيطه . وعامل النظافة يستحق من الدولة والمجتمع الارتقاء بوضعه ومعيشته , وهو شيء لن يحصل بمنحه وريقات القات والسكوت عن قبوله هو نفسه بمد اليد والتسول . وإذا كنا نريد إحقاق الحق فراتب عامل النظافة في وظيفته التي ستصبح (رسمي ) بدلاً من متعاقد لا يسمن ولا يغني من جوع , والتمسك به وتحويله إلى قضية ليس إلا من باب ( شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي ) .
لهذا أمام المسئولين واجب أخلاقي واجتماعي يتمثل في التخطيط والتنفيذ لإعادة تشكيل حياة عامل النظافة بدءاً من حصوله على راتب غير هزيل ومروراً بإعطائه الوسائل والأدوات اللازمة للتعامل مع رفع المخلفات بعيداً عن أسلوب تعبئة (الشوال) المشقوق و( هيلا بيلا) قذفه إلى حوض عربة مكشوفة السرة والركبة وتنقصها النظافة هي الأخرى . ولا يمكن مع هذه التفاصيل تجاهل منظر عامل النظافة وهو يتعامل مع المخلفات بيديه العاريتين وجسده المرتطم بأكياسها وبالمتناثر منها مباشرةً وبدون واقٍ .
إذا اهتممنا بهذه التفاصيل فنحن نؤكد جدية الاهتمام بعامل النظافة وبصحته وأدائه وبمنظر الشارع وجوهر البيئة , وإذا لم نفعل فالخطبة الخطبة والجمعة الجمعة وحالة العصيان للصواب مستمرة ومتواصلة . وثمة ما يجب الانتباه إليه وهو تحسين الوضع الاجتماعي لعامل النظافة , وزرعه في عيون الآخرين إنساناً غير هامشيٍ ولا منتقص وإخراجه من حياة الصفيح ومنحه حقه في الآدمية الكاملة والحقيقية .. وهو ما لن يتحقق إلا بالبدء بتحسين دخله ووسائل عمله .
ثمة أيضاً من يجب الاهتمام بأوضاعهم المزرية وهم عمال النظافة في شركات النظافة الخاصة التي تتعاقد مع القطاع الخاص وتأخذ اللحم لها ولا تترك لهم إلا بعض العظم . هؤلاء تقع على الحكومة مسئولية انتشالهم من حيلة الأجر اليومي المتدني والممنوح بلا ضمان وبلا دواء وبدون أي التزام من أي نوع . ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل معنية قبل غيرها بهذه الفئة المُغيّبة عن الاهتمام , واعتقد أن نقابة عمال النظافة يجب أن تضمهم إليها وتتعامل مع حقوقهم بمسئولية .