صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني - -
- أن تعمل صحفياً تحت إدارة وإشراف الأستاذ الكبير الكاتب الصحفي الأديب المرحوم محمد ردمان الزرقة فأنت بكل تأكيد صحفي محظوظ .. لا يهم أين يكون موقعك .. فالزرقة نوع نادر من القيادات الإعلامية التي تشكل في محيطها مصابيح العقل.. يصدح بالحق أمام من هم أعلى منه مركزاً وظيفيا .. ويتواضع أمام من هم أدنى منه في الوظيفة.
* أن تعمل صحفياً تحت إدارة وإشراف الأستاذ الكبير الكاتب الصحفي الأديب المرحوم محمد ردمان الزرقة فأنت بكل تأكيد صحفي محظوظ .. لا يهم أين يكون موقعك .. فالزرقة نوع نادر من القيادات الإعلامية التي تشكل في محيطها مصابيح العقل.. يصدح بالحق أمام من هم أعلى منه مركزاً وظيفيا .. ويتواضع أمام من هم أدنى منه في الوظيفة.
* ولذلك كان أهم ما يلفت نظري وأنا أشغل وظيفة نائب مدير التحرير في هذه الصحيفة أنه وهو يرسل كلمة الثورة بالفاكس لا ينسى أن يكتب الملاحظة التالية (مشروع افتتاحية) في إشارة إلى أنه لن يضيق بملاحظة على هذه الافتتاحية قبل النشر فيصوبها .. وطالما رفض نشر ما يعتقد بأنه لا يعبر عن مهنية ولا ينطلق من مصلحة وطنية وإنما يعبر عن حالة انفعالية في مقيل.
* عندما غزا صدام حسين الكويت كان الأستاذ الزرقة صاحب رؤية مختلفة على غير الكثيرين من كذابي الزقة والزاعقين بشعار (بالكيماوي يا صدام) لكنه لم يصادر رأياً لصحفي يعمل في إحدى المطبوعات الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة تملقاً لتاجر أو مسؤول .. وحتى عندما انفعلنا في صحيفة الرياضة وسيسناها لم يتدخل ولم يستغل سلطته على الإطلاق.
* وهي مناسبة للتذكير بأن المسؤولية نوعان .. نوع يملأ الكرسي ونوع آخر يحاول أن يضيف لنفسه بالكرسي ما يفتقده فتراه مرتعشا حائراً بين خيار تقليد الحماقة أم الثعلب .. وهو موضوع يحتاج إلى تفاصيل ليس مكانها هذه المساحة ..
* وكان الأستاذ الزرقة صاحب رؤية جادة وفكر صائب لا يخشى من تفوق زملائه وتلامذته ولا يتوانى عن التشجيع لكل من يستحق ويرفض تحول المؤسسة إلى جزر معزولة .
* يلقاك في ساحة المؤسسة في الثامنة والنصف صباحاً ويكون قبلها قرأ ما كتبت سواء كان ما كتبته اجتماعيا .. سياسياً أو حتى رياضياً .. يأخذ بيدك .. يناقشك .. وفي مكتبه يقرر أنك أو غيرك جدير بالسفر نيابة عنه وبالتدوير بين الزملاء.
واهتمام فقيدنا الكبير الأستاذ محمد الزرقة بالبشر كان متناغماً مع اهتمامه بالشجر ونزوعه إلى طهارة اليد وعفة النفس والتوازن السلوكي الجميل.
* في عهده كانت الساحة الشمالية الشرقية للمؤسسة حديقة وارفة الظلال غنية بالثمار .. العنب .. الفرسك والرمان .. حيث يدور شخص على الموظفين ليقدم حصصهم من حديقة مؤسستهم الكبيرة .. ياااااه كيف أصبحت هذه الحديقة الآن لا تصلح لأكثر من نصب كمين بريء لأحد أمناء الصناديق في سياق ملاحقات توم وجيري.
* عندما تتذكر إدارة الأستاذ الزرقة تغوص في تفاصيل إدارية ومهنية وإنسانية حقيقية ليس فيها إدعاء في مقيل ولا بكاء على حائط الفيسبوك ولا إقصاء من عانى من الإقصاء فتحول إلى خبير في الإقصاء .. تعاون وهو المحسوب على المؤتمر الشعبي مع الاشتراكي أحمد الحبيشي ولم يضق ذرعاً بوجود الإصلاحي حينها نصر طه مصطفى.
* وكان الأستاذ الزرقة كاتباً سياسياً خطيراً ينطلق من المعلومة ويمتلك الرؤبة .. ومتمكن من الفكرة .. يجيد التعبير عن الفكرة وعن الرؤية بامتياز .
* ولو سألت أي منصف من تلاميذه عما استفاده لطال بك السماع فالزرقة كان كبير قوم لا يحمل الحقد يتكلم معك بمحبة حتى لو كنت مدمناً لقراءة خواطر السوء في نفسك .. قد يغضب منك ولكن لا يطعنك في الظهر .. يدرك تماماً أن للحليم غضبته وإن تأخرت وأن الحلم سيد الأخلاق .. ملاحظاته المهنية إضافات ذهبية.
* واعترف بأن الكتابة في ذكرى رحيل الأستاذ محمد الزرقة بصعوبة الكتابة المتواضعة عن العظماء .. لكن الاحتفاء بالعظماء لا أقول واجباً يسقط بالفدية وإنما ركن بدونه نسقط في البحر متحولين إلى عالم من الأسماك.
* رحم الله (الأستاذ) محمد الزرقة والهمنا قدرة السير على خطاه المهنية والإدارية والإنسانية.