صنعاء نيوز/عبدالله حزام - -

- استقر في يقيني بعد أن التقيت مؤخرا طالبا جامعيا يعمل في محل أحذية أن نظام السخرة يسير على قدم وساق من خلال إقطاعيين جدد من أبو يمن وكأنهم بقية من بقايا إقطاع الإمبراطورية الرومانية..خلفوهم ونسوهم..!؟ * والع
استقر في يقيني بعد أن التقيت مؤخرا طالبا جامعيا يعمل في محل أحذية أن نظام السخرة يسير على قدم وساق من خلال إقطاعيين جدد من أبو يمن وكأنهم بقية من بقايا إقطاع الإمبراطورية الرومانية..خلفوهم ونسوهم..!؟
* والعجيب في الأمر تنامي هذه المعصية في شهر رمضان حين يزداد طلب أصحاب المحلات التجارية على شباب (عرطة) لمواجهة زحمة الزبائن ..والمقابل طبعا وجبات عابرة كوجبات عابري السبيل وقليل قات ..!!
* الشاب نشوان هو الاخر شكا بمرارة لمراسل صحيفة الحياة في صنعاء وقال إنه يعمل في رمضان لدى صاحب محل ملابس ( بلدياته )من الثالثة عصرا إلى الرابعة من فجر اليوم التالي وأقصى ما يحصل عليه هو وجبة عشاء وسحور ووعد مؤجل بملابس عيديه وأجرة الطريق إلى القرية في العيد!! يانعمتاه.
* والسؤال المؤلم في هذه اللحظة الفارقة من مصير شبابنا ..أين يذهب شباب يبحثون عن عمل وأمل كي يعيشوا هم أولا ثم من يعولون؟..والمؤلم أكثر أن تظل تلاحقهم حكاية الأم المسكينة التي دعت ذات يوم أن يمن الله على بيت الشيخ في القرية بالرزق كي يعمل ابنها شاقيا معهم..كماورد في الأثر الشعبي.!!
* ارض الله واسعة صحيح ..لكن هناك صنفا من الناس يجعلها ضيقة جدا أمام طالبي العمل من الشباب فيجعلهم كأنما يصعدون في السماء حين يجبرهم بعض التجار على نظام سخرة جديد لايرحم ذوي القربى ولا اليتامى ولا المساكين ..!!
* وللعلم ..فقد تجاوزالامر دائرة أهل التجارة والصناعة وتلقفته الجماعات المتطرفة التي تحصل على نصيب وافر من طاقات أولئك الشباب الذين استقطبتهم وحجزت لهم مقاعد درجة أولى في جنة الخلد بصحبة حوريات لم يطمثهن قبلهم انس ولاجان ..
و قبل هذا الموعود الأخروي وفرت لهم تلك الجماعات مأوى ووضع الأَكِل الشارب المحارب في سبيل الله مع مصروف جيب محترم بالدولار لينفق منه على أسرته ومن يحب!!
* يعني بالصلاة على النبي واله تحول بعض هؤلاء الشباب إلى ثوار بعد الثورة على طريقة أنصار الشريعة الفرع الذي فتح أبوابه مؤخرا لتنظيم القاعدة في اليمن ..حتى أن من لديه مفقودا من الأبناء اليوم استغنى عن برنامج نوح الطيور على الفضائية اليمنية بعد أن أصبحوا في كنف مبارزين في ميادين القتال ..!!
* اسألوهم بدون انفعال ..لماذا ياشباب تحولتم إلى مبارزين توجهون أسلحتكم إلى الداخل ؟..سيجيب أولئك الشباب الذين ضاقت بهم سبل العيش:الحاجة إلى المال والغذاء لمن نعول..!وهذه الحقيقة المرة.!
* إذن ماالحل.. ونحن أمام وضع شباب هم مركز شحنات الانفعال الملتهبة أصلا..؟بالتأكيد لن يأتي الحل من طريقة تجنيدهم في صفوف القبائل لمواجهة الجماعات الإرهابية كما حدث في أبين وشبوه ..حتى لو أوصى البيت الأبيض الذي لاينفع في اليوم الأسود بذلك ومن بعده حتى صندوق النقد الدولي على اعتبار أن ذلك سيعالج موضوع البطالة مؤقتا ويبعد هؤلاء الشباب عن خطر القاعدة والتطرف.. !!
* ياحكومة ..ياحبايبنا المانحين والمقرضين..الفقر والبطالة متهمان رئيسيان بإحداث توترات اجتماعية واقتصادية وأمنية .. فالبطالة والأجور الضعيفة ضمن العوامل التي تدفع الناس للتطرف، وحسب دراسة بريطانية" فإن الفقراء يرون في التشدد العنيف وسيلة تمنحهم الإحساس بالإنجاز وتحسن وضعهم".
* افهموا يرحمكم الله أن مايفرق الناس هو الفقر والحرمان.. وليس الدين - مثلا – كما يظن البعض ..والأمل معقود على قطاع خاص يخاف الله ويسعى مع الشباب لتحقيق آمالهم وآمال البلد ..ويتذكر أن الأجر النقدي حق فقد ورد الأجر في القرآن الكريم في مائة وخمسين موضعا..!
* أتمنى أن يأخذ رواد السخرة هدنة من حب المال حبا جما في شهر رمضان وينغمسوا في قراءة القرآن لتدبر آيات أجر العمل علهم يرشدون ..مع خالص عزائي للشباب المجبورين على عمل بلا أمل..!!!!!!