صنعاء نيوز/بقلم/عبدالكريم الرازحي -
"المرأة محمية في الحجاب، مثل اللؤلؤة المحمية في الصدفة"
-شعار إيراني على جدران شوارع طهران
في كتابها: ( أنْ تقرأ لُوليتا في طهران )
تقول المؤلفة في إشارة منها إلى رواية "غاتسبي العظيم" "لقد أراد غاتسبي" بطل الرواية- أن يحقق حلمه بأن يستعيد الماضي فاكتشف في النهاية بأن الماضي قد مات وبأن الحاضر زائف ولم يعد ثمة مستقبل.
أليس هذا شبيها بثورتنا التي جاءت باسم ماضينا الجمعي المتراكم وحطمت حياتنا باسم الحلم !
والمؤلفة هي أذر نفيسي كاتبة إيرانيه وأستاذة للأدب الإنكليزي في جامعة طهران وقد فُصِلت من الجامعة بسبب رفضها ارتداء الحجاب .
وكان الحجاب هو أول هدف للثورة الإسلامية في إيران، "فمنذ الساعات الأولى لقيام الثورة – تقول الكاتبة – شنت الحكومة الجديدة حرباً على النساء وبدأت المحاولات لفرض الحجاب... وكان هناك مقاومة عنيدة ومستميتة من قبل النساء الإيرانيات".
ولو تأملنا اليوم في ربيع الثورات العربية وفي ثورات الربيع العربي سنجد أن هذه الثورات تسير على خطى الثورة الإيرانية وجميعها جاءت باسم حلم استعادة الماضي من أجل فرض الحجاب.
ونحن في اليمن قد نتفهّم قيام ثورات في مصر وتونس وسوريا وليبيا حيث المرأة هناك تعيش خارج الحجاب وخارج الجلباب.
ولكننا لا نفهم الهدف من قيام اليمنيين بالثورة !
قولوا لي: لماذا ثرنا ؟ وما هو هدفنا؟ وماذا سنستعيد؟
هل ثرنا من أجل استعادة الماضي ؟
الماضي في اليمن والفضل لله حي ولم يمت حتى نستعيده.
هل ثرنا من أجل أن نفرض الحجاب على النساء؟
النساء في اليمن والحمد لله محجبات، مشرشفات، مشيذرات، منقبات، مجلببات، ومدرعات بالجلابيب ومحميات كاللؤلؤ في الأصداف.
هل ثرنا من أجل المستقبل ؟
نعم، بالأمس ثرنا وضحينا وقدمنا آلاف الشهداء من أجل مستقبل حمران العيون.
واليوم نثور ونقدم التضحيات والشهداء من أجل مستقبل أولاد حمران العيون.
وغداً لابد أن نثور من أجل عيون بلا حمران.