د . عبد الحميد ناجي الصهيبي -
دونما أنى شك.. أحب التأكيد على أن التكنولوجيات الحديثة قد أثرت سلباً في الحياة الزوجية لأنها خلقت نوعاً من السخط وعدم الرضا بين الأزواج ..!!
ذلك السخط .. هو المرحلة الأولى من مسلسل " النكد الزوجي"..!! والذي يعكر الحياة ويفسد الأجواء بين الأحبة فتغيب معاني الرحمة والمودة من حياة الأزواج وبدلاً من أن يكون السكن هو النتيجة المتوقعة للزواج .. يتحول الزواج إلى منعطفٍ خطير للتشرد والضياع .. إذا لم يتداركه الجميع ..!!
وتبدأ مرحلة الصراع في عش الزوجية لعدة أسباب وفي مقدمتها الفراغ وسطحية التفكير أو نتيجة تربية خاطئة من الصغر .. وتلعب وسائل الإتصال دوراً مهماً في إشعال فتيل الحرائق وخصوصاً الهاتف السيار وشاشة التلفاز ..!!
هذا الأسبوع .. هاجمتني رسالة (SMS) وتخطت حاجز الخصوصية دونما مبرر لشركة الإتصالات التي تقوم بإرسال ما تريده في الوقت الذي تريده دون مراعاة لحقوق المستهلك أو احترام لإنسانيته..!! وقت الرسالة المزعج .. سلب من أجفاني النوم .. وبدأت أحلل ما جاء فيها ....
مسالة التوافق ..!!؟ ببساطة ووفقاً لنص الرسالة ....! " إرسل إسمك .. مع اسم من تريد لمعرفة نسبة التوافق بينكما" إلى الرقم ( ) بـ 20 ريال "!! والمقصود إن لم أكن مخطئاً التوافق بين الرجل والمرأة ..!!
وبعد لحظات من الصمت .. بدأت أتخيل مشاعر المستقبلين لتلك الرسائل ممن خُدعوا فقاموا بإرسال الأسماء وكان الرد بأن نسبة التوافق ضعيفة .. .. !! وهنا أدعوكم لتخيل المشهد التالي لأحد الأزواج .. !! وهو يحدث نفسه .. !!
كما توقعت ..!! فالمشاكل التي أعيشها مع زوجتي في البيت سببها عدم التوافق .. فقد حولت زوجتي الحياة الزوجية إلى جحيم لا أطيقه ولا استطيع احتماله .. وكيف لي أن أواجه تلك اللحظات من الاستهزاء وعبارات الهجاء كلما أحضرت شيأً إلى المنزل خصوصاً وأنها تقارن مع ما أحضره مع ما يحضره أحد جيراني ..
وكيف لي أن أطيق مناقشاتها الحادة وأصواتها العالية كلما عدت من العمل .. وكأنها بذلك تنتقم مني وتحاول إضعاف ما تبقى من قوتي .. وتتعمد إهانتي أمام أبنائي وبناتي .. .
كيف لي أن أتحمل تلك الصورة من اللامبالاة وعدم المراعاة لاحتياجاتي ورغباتي فلا تجلس في البيت إلا باسوا الثياب ... ولا أشم منها إلا أكره الروائح ..!!
وكيف لي .. أن أتوقف عن البحث عن الحنان والرقة .. عن الحب والمشاعر الدافئة .. عن الجمال والأناقة .. ورائحة العطور .. وأعذب الكلام .. ,وأحلى الأنغام ..!!
إنها السبب في بلوغي لهذه المرحلة .. ورما كان السبب في ذلك عدم التوافق كما اشارت نتيجة الرسالة النصية ...،، وفي ظل تلك الصورة من النكد الزوجي سيبدأ مثل ذلك الرجل في التكفير في زواج سري أو زوجة ثانية يشبع بها رغباته وتحقق له مطالبه واحتياجه .. ما لم تسارع الزوجة إلى إتخاذ خطوات عمليه جادة تستطيع من خلالها إعادة البريق الذهبي لقفص الزواج .. وإعادة أجواء الحب والمودة لعش الزوجية من خلال ما يلي :-
1. عدم إهمال الزوج مهما كانت المبررات .. وعليها مراعاة مطالبة الحياتية واحتياجاته العاطفية مهما كانت انشغالاتها مع البيت والأولاد لأن حرمان الزوج من ذلك قد يدفعه للبحث عنها خارج السوار البيت ..!!
2. مراعاة حالة الزوج فور عودته فلا تبادر بإبلاغه بالأخبار السيئة والمواضع التي تزيد من توتره وغضبه وعليها اختيار الوقت المناسب لذلك .
3. عدم مقارنة الزوج بأقرانه .. أو مطالبته بما لا يستطيع .. ومساعدته في تحسين ظروفه المعيشية وفقاً لإمكاناته وتشجيعه المستمر على الكسب الحلال .. والصبر معه حتى يحقق آماله وأحلامه ..!!
4. الابتعاد عن ممارسة ادوار المحققين .. في عمليات الاستجواب للأزواج .. أين أنت!!، مع من ؟؟!!، رايح فين،!! ومن عندك!!.. ولماذا تأخرت!!، وما سبب تجاهلك لاتصالي عليك بعدم الرد .... ومن كلمت اليوم ..!! لان مثل تلك الأسئلة تزيد من الشك المتبادل بين الزوجين وقد تدفعه إلى التهرب من إجابة بعض الأسئلة وعندها تحاول الزوجة إثبات كذبه .. وقد يكون لها ذلك بالفعل .. فتتأزم العلاقة الزوجية وتصل إلى طريق مسدود .. نهايته المتوقعة أبغض الحلال .." الطلاق ".
وللحديث بقية عن أخطاء الرجال .. فإلي اللقاء
|