صنعاء نيوز/فكري قاسم -
بالنسبة الى أي مُتعهد مظاهرات أو احتجاجات ليس هناك من هم أفضل من أبناء تعز لملء الشوارع والقيام بمهمة التصعيد والتثبيط وحشد رأي عام متعاطف أو ناقم مع أو ضد أي شيء.. حتى زيارة الرئيس التركي لبورما لا تمثل لدى مسلمي بورما شهقة فرح. أتخيلهم يصرخون من الانتهاكات التي يتعرضون لها وآذانهم مفتوحة على إذاعة تعز.. ومن المحتمل أن يكونوا قد طلبوا من الرئيس التركي التدخل – أولاً - لدى وجاهات وأحزاب تعز لسرعة القيام بتحريك مظاهرة تطالب العالم التدخل لوقف الانتهاكات قبل أن يصبح كل مسلمي بورما لسيس.
طبعا يستطيع أبناء تعز– في ظرف ساعة واحدة - أن يخرجوا إلى الشارع متضامنين حتى مع الجني الأزرق، لكنهم حينما يكون الأمر متعلقا بمحافظتهم ،بقضاياها وأمنها ينكمشون مثل "حلاوة العطب" ويتحولون بقدرة عجيبة إلى جالية صغيرة ليس بوسعها التفرد وإثبات الذات دون أن يكون لديها "كفيل " من "مطلع" ليشمروا السواعد خلفه ويبدأوا العمل !
الأمر ببساطة أن لدى أبناء هذه المحافظة الكبيرة طاقة مكبوتة ، لكنها لم تجد – حتى اللحظة – (رأس راكز) يحيلها إلى طاقة منتجة ، ذلك لأن الذين تداولوا حكم هذه البلاد في الغالب ليسوا أكثر من قُطاع طرق، إلى وقت قريب والعمل من وجهة نظرهم عيب.. الزراعة عيب.. الاغتراب عيب.. التجارة عيب.. اللي يشوفهم على حالهم ذاك يعتقد – بالصلاة على النبي - أنهم علماء فضاء ! ومع هذا لم نجد بينهم حتى حاكما واحدا أخذنا إلى الفضاء، بل وجدنا مجاميع من النهابة، طرحوا البلاد والعباد أرضا، وصعدوا هم وعائلاتهم إلى الفضاء.
لم يكتفوا بذلك فحسب، بل الأخطر أنهم هتكوا خصوصيات المدن وأحالوا الناس إلى رعاع. تلك الرعاعية بشحمها ولحمها هي أكثر ما سبب الأذية لتعز وأكثر ما يؤذيها الآن.كبارات تعز في الغالب، إن لم يكن كلهم، أصبحوا مع الوقت مجاميع من "المُدهننين"، ومع الوقت أيضاً أصبح رتل "المُدهننين" و"المُتدحلبين" أصحاب حظوة، ما جعل من تعز بأكملها محافظة "مُدهننه" ولا تفتقر إلى اللؤم. ولما جاء الوقت المناسب لاسترداد مهابتها الحضرية بوصفها محافظة متمدنة، استيقظ "المُدهننين" على بندقية ذخيرتها هرولت إليهم من علو! إنها لعنة "الكفيل" مجددا. وللأمانة والإنصاف، يبذل المحافظ شوقي أحمد هائل جهودا مضنية من شأنها لم شتات "جالية تعز" وتسخير طاقاتهم وعضلاتهم للبناء ولاسترداد تعز التي علقت مؤخرا في فوهة بندقية.
ملتقى تعز الذي عقد بالأمس، فرصة جيدة لأن تبدأ جالية تعز المطعفرة في كل بقعة من اليمن بالخلاص من رهاب الكفيل، هذا المحافظ "شوقي" فرصة ثمينة، الرجل لا ينظر إلى خزينة البنك المركزي، بل ينظر إلى غد آمن وإلى مدينة يحج إليها كل الطامحين بحياة سقفها القانون لا سلاح فيها ولا قوارح.
وإن لم يستطع التغيير الحاصل في البلد الآن أن يدك معاقل " الكفيل " التي لطالما تحصن بها كبار رجالات تعز من مشايخ ورجال مال ورجال دين فإنه من الأفضل لهذه المحافظة " الكنز" أن تسلم رأسها – رسميا – لأطرف عاقل حارة لديه الجرأة في أن يقول (لا) جهرة دون أن يلحقها بعبارة " والله من وراء القصد.
لقراء صحيفة حديث المدينة
أعتذر وطاقم هيئة التحرير عن توقف الإصدار، سنعاود لاحقا حال أن تجد الصحيفة "كفيل من مطلع" يساعدها على الانتظام والثبات.
[email protected]
صحفية اليمن اليوم