صنعاء نيوز/الكاتب علاء الريماوي -
في كتابتنا عن مدينة القدس حرصنا الوقوف عند الوجع الذي تعيشه المدينة المقدسة من سياسات الاحتلال المتمثلة في التهويد والمصادرة .
مفصلين كل عبث في الساحات والأزقة تحت الأرض وفوقها ومن ثم سجلنا وغيرنا آلاف الملاحظات المهمة التي لم يتحرك معها أحد ، فبررنا في كل مرة أن الاحتلال هو المتحكم وأن النصرة تحتاج جيوش ودول عربية صاحبة سياده .
لكن في كل زيارة للمسجد الاقصى يفتح اللقاء جرحا عميقا في الفؤاد يضطرك الحال الى كتابة ملتهبة تغضب بعض وتؤلم كثير ، وإن قررنا الصمت نشعر بأننا أمام خيانة الأمانة التي نحمل .
في دخولنا للمسجد الأقصى نحرص في العادة الطواف في أزقة المدينة وشوارعها والاقتراب أكثر إلى مناطق العبث الصهيوني حتى نسجل ملاحظات عن عمق ما أحدثته سياسة التهويد الصهيونية .
في حديث مع زميل من عرب الداخل الفلسطيني عن ما يجده حين طوافه بالقرب من الكنس المنتشرة في المدينة والخدمات المقدمة ، وشكل المرافق العامة التي تخدم جمهور المصلين من اليهود .
تحدث صاحبنا عن حجم جهات النظام ، الإرشاد ، الإسعاف ، المساعدة ، ومدى تأمين الدخول الامن ، توفير المياه ، تكييف المباني ، تظليل يحمي من أشعة الشمس الحارقة ، الأهم أن هناك تأمين للمراحيض والمياه داخلها .
هذا الحديث لا ينطبق منه شئ في حالة المماثلة مع المسجد الأقصى ، تغيب الأوقاف ، وتنتشر العشوائية ، ويصدمك حالة الفردية التي لا تجد معها مرجعية ، والاهم لا وجود للتهوية ولا التكييف ، حتى التظليل البدائي من اشعة الشمس لا يغطي عشر الحاضرين الذين يضطرون الصلاة تحت أشعة المشمس الحارقة .
هذا كله يهون عن غياب الرقابة الشرعية التي تسمح بوجود بعض مدعي المشيخة القول في دين الله بغير علم في وسط المسجد العتيق متسببين بالفتن ، وقائلين في دين الله إفتراءا عليه .
في حديثنا مع صديق عارف وقريب من وزارة الاوقاف قال " أن المشكلة هي أن الاوقاف تتبع الاردن هنا ، والسلطة في الضفة لا تقوم بدور يذكر في المسجد الأقصى ولا تحاول ، وهناك حالة من البرود في التعاطي مع حاجيات المسجد الأقصى ، والكل يعلق فشله على سياسة الاحتلال ، لكن هناك مبالغة كبيرة في ذلك ، نظافة المسجد للا يعيقها الاحتلال ، توفير أماكن مظللة ، تأمين المراحيض بالمياه ، تكييف المسجد الاقصى ، تأمين الافطار بشكل منظم ، تامين مياه للشرب ، ترتيب الدخول والخروج ، الفصل بين النساء والرجال كل ذلك تملكه الأوقاف ولا تعمله "
في حديث الملاحظات كثير لا نحب ذكره ، لكن نكتفي اليوم الإشارة والتذكير إلى من يهمه الامر ، إن هناك في المسجد الأقصى تقصير جوهري وإدارة عليها ملاحظات كبيرة وجب الوقوف عليها .
حديث الملاحظات لا يغير حقيقة الروعة الروحية التي عشناها في المسجد الأقصى ، ولا ينسي ذاكرتنا مدى جمال المكان الذي تعيش فيه طمأنينة روح لا تجدها في الأرض كلها .
في مقدمتي عن شكل الخدمة التي تقدمها المؤسسة الصهيونية للمعابد المزورة والاهتمام الذي يقدم والذي ينم عن حالة إنتماء يفسر القدرة والتمسك الذي فهم أهمية الاستحواذ على المدينة في الصراع .
في المشهد المقابل يمكن الفهم أيضا أن الارتكاسة التي تعيشها الامة تجد مشهدها في كل تفصيل تعيشه في الحياة ، أباطرة المال العربي ، و خزائن المال الرسمية التي تفتح لتفاهات المجون والانحطاط ، تجدها غائبة ومغيبة عن قبلة المسلمين الاولى ، حتى إذا كان العطاء رفعت في زوايا المسجد لافتات لدول تقدم طعاما يظن أصحابه ان المسجد يحتاج إلى ارز الجياع الذي يتم توزيعه بصورة مهينة ومخزية أخشى من قيام الاحتلال بتصويرها والذي ادعوا خواني الى رفض تناولها وإبقائها للسيد المتبرع .
في الختام ورغم المرارة يظل مسجدنا حقيقة المكان ، وقبلة الإيمان ، وعمق المدينة العربية المسلمة ، أما هيكل الطغاة لا يعدو غير خرافة عابرة تنهي مع غضبة صاحب الحق الذي ينتظر فعله لا نثر الكلام