صنعاء نيوز/نـجـلاء نـاجـي الـبـعـدانـي -
بالأمس القريب كان لنا نحن البسطاء والكادحين من أبناء الشعب اليمني أمنيات عراض وأحلام جميلة نتمنى تحقيقها وكانت لنا أهداف كبيرة نجاهد ونخوض معترك الحياة في سبيل الوصول إليها.. كان لنا أيضاً مطالب كثيرة ننادي الحكومة بتلبيتها وخدمات أساسية نفتقر لوجودها في حياتنا ونطالب الحكومة بسرعة العمل على توفيرها من أجل تحسين حياة مواطنيها ،وعشنا سنوات على أمل أن يكون الغد أفضل.. ولم نيأس أبداً في تحقيق ما نتمناه والوصول إلى مانريد وإن كان الوصول متأخراً فإن نصل متأخرين خير من أن لا نصل أبداً.. كل هذا حين كان لنا وطن آمن مستقر نأوي إليه.
أما اليوم فلم يعد البسطاء يحلمون كما كانوا ويمنون أنفسهم واستبدلوا كل أمنياتهم وأحلامهم بأمنية واحدة وحلم ليس لهم سواه.. وهو أن يجدوا وطناً آمناً يأوون إليه دون خوف من أن تغتال حياتهم وتزهق أرواحهم على يد المتقاتلين على السلطة المهووسين بالحكم والباحثين عن الجاه والنفوذ.
وكل ما نريده اليوم من حكومة الوفاق وأحزابها ومشائخها وتجارها وقادتها العسكريين ولجانها العسكرية والأمنية أن يمنحونا حق الحياة في وطن يسوده الأمن والسلام والعدل والمساواة والحرية.
وطن لجميع رعاياه بمختلف شرائحهم واتجاهاتهم ومذاهبهم ،وطن يحكمه النظام والقانون ويتساوى فيه الشيخ مع الرعوي والمسؤول مع المواطن.
– وطن آمن مستقر نعيش في كنفه دون خوف على أرواحنا من أن تزهق واعراضنا من أن تنتهك وعلى ممتلكاتنا المتواضعة من أن تذهب وتصبح فيداً مستباحاً للمتنفذين المتحكمين بمصير الوطن.
- نعم لا نريد من حكومة باسندوة الموقرة أكثر من هذا مقابل أن ينعم وزراء الحكومة ومشائخهم وأحزابهم بكل مغانم السلطة ونفوذها ولهم أن ينهبوا كل ثروات الوطن بره وبحره وجوه ويتقاسموها فيما بينهم كما نصت المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وبمقتضى التسوية التي أبرمها أطراف الصراع على الكراسي.
- نعم أيها السادة اعطونا الأمن والأمان ونعمة الاستقرار فوق تراب هذا الوطن وخذوا كل ماتريدون وكل ماتهواه أنفسكم من قصور وسيارات وأرصدة بنكية ونفذوا كل ما تطلبه منكم أحزابكم ومشائخكم ومن والاكم من العسكر.. ونحن يكفينا إلى جانب الأمن والاستقرار كسرة خبز يابس تسد رمق جوعنا وظل جدار نريح تحته أجسادنا المنهكة.
- ونقسم لكم بكل المقدسات أننا لا نريد أن ننازعكم فيما أنعم الله به عليكم ولانريد دولاراً واحداً من عائدات النفط والغاز والجمارك والضرائب وما يصل إلى أيديكم من هبات خارجية ومساعدات وقروض ، فأنتم وأحزابكم ومشائخكم أصحاب الحق كله .. كما أننا لا نطالبكم بترشيد النفقات وتخفيض الاعتمادات الممنوحة لوزاراتكم ولا نريد منكم أبداً أن تقللوا من السفريات الخارجية والمهمات الداخلية ولا تبخلوا أبداً على أنفسكم في صرف بدلات السفر.. كما كان يطالب صخر الوجيه قبل أن يكون وزيراً ويعرف فضل السفر وفوائده، فهذه حقوق مكتسبة لكل من وصل إلى كرسي السلطة.. ونحن على استعداد أن نقضي بقية عمرنا نلعن الظلام ونحن بأمن وسلام بدل الحصول على كهرباء دائمة تضيء لنا لنرى المأساة التي يعيشها الوطن.. نعم أيها السادة نحن لانريد من حكومة الوفاق إصلاح أوضاع القضاء وتحسين التعليم والصحة ولا نريد منها دعم الاقتصاد والقضاء على البطالة والفقر وإخماد نار الأسعار التي اكتوينا بها ، فقط قليلاً من الأمن والاستقرار.
- وحتى تطمئن حكومتنا الموقرة من بقاء الخزينة العامة عامرة وتكفي لسد أي نفقات وتغطية أي تبرعات ومساعدات للجمعيات الخيرية والجامعات والمدارس الأهلية والصحف الحزبية، فنحن على استعداد للخروج في مظاهرات تطالب بتخفيض الراتب وإلغاء العلاوات والزيادات لصغار موظفي الدولة.. مقابل أن تعود إلينا شوارعنا ومدننا خالية من المليشيات المسلحة ونقاط التفتيش الأمنية والتقطعات القبلية.. ولحكومة الوفاق وأحزابها ومشائخها أن تفعل بالوطن وخيراته ما تريد مقابل أن يمنحونا بضعة أيام في كل شهر نعيشها بأمن وسلام وطمأنينة، بضعة أيام في كل شهر لا نسمع فيها قعقعات البنادق ودوي القذائف وتخمد فيها أصوات آلات الموت والخراب .. بضعة أيام في كل شهر تسود فيها الحياة على الموت.
- فهل تستطيع حكومة الوفاق المتنافرة وأحزابها الأعداء تحقيق هذه المعجزة من أجل ملايين البسطاء المغلوبين على أمرهم والذين لم يعودوا يحلمون بغير وطن آمن يأوون إليه؟!.