صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني - -
هناك فرق بين السماع وبين الإصغاء.. ومساء أمس الأول أصغيت إلى الكلمة التي وجهها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الشعب في مناسبة حلول عيد الفطر المبارك.. ووصلت إلى قناعة بأن مضامين عبداللَّه الصعفاني -
{ هناك فرق بين السماع وبين الإصغاء.. ومساء أمس الأول أصغيت إلى الكلمة التي وجهها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الشعب في مناسبة حلول عيد الفطر المبارك.. ووصلت إلى قناعة بأن مضامين «الإرسال» كانت من الوضوح بحيث تدعو الجميع إلى تصحيح عملية «الاستقبال».. فهل يكون في العيد وأجوائه العاطفية الكبيرة ما يجنبنا المزيد من حوار الطرشان ويجنبنا المزيد من الجرح اليومي لمشاعر المواطنين وقلوبهم؟
} لقد كان لسان حال الكلمة : وماذا بعد الأجواء الروحانية الرمضانية؟ لأنه وبصدق إذا لم ينصلح حالنا بإيحاء من تجليات شهر الصوم وأيام العيد فمتى ينصلح هذا الحال؟ وهل من سبيل لتجاوز أزمة ما تزال في أبرز ملامحها أزمة أخلاقية؟ وكأننا لم نستوعب معاني قول الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : «إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق».
}} وعندما يدعو رئيس الدولة اليمنية إلى نبذ الغلو والتطرف باعتبارهما خروجاً على مبادئ الدين والأخلاق والإنسانية.. فإن ما حدث عشية عيد الفطر في عدن إنما يختزل حجم هذه الأفكار التي تعمل على تدمير الإنسان وتدمير الوطن.. مستفيدةً من تفرق ليس أيدي سبأ وإنما تفرق أيدي العلماء الذين طالما ذكّرونا بأنهم ورثة الأنبياء ثم نسوا ذلك.. وذاب كثيرهم في منعطفات السياسة وأهواء الأحزاب.
} وليس من حل لإعادة قطار الوطن إلى قضبانه إلاَّ باستعادة قيم الوسطية والاعتدال وإشاعة روح التسامح والمحبة والتعاون في نبذ مفاهيم الجهل وعلل التطرف والإرهاب والفساد والتبعية لأصابع كثيرة لا ترى أن أكبر مشروع يمني لم ينجز بعد.. وهو مشروع بناء دولة النظام والقانون والفهم المسؤول لأسس النظام الديمقراطي.
}} وليس في الحكاية اليمنية ما يستدعي الحيرة في اختيار الطريق الصائب إذا أدرك الجميع مخاطر استمراء إطلاق المواقف من أغراض شخصية أو جهوية حزبية أو طائفية ومناطقية.. لأن هذه المواقف صناديق شر تقتل الأهداف الوطنية العليا وتقوض الأحلام الواقعية عند الأجيال.. وكلما استعرت أخلت بفكرة التحليق الناجح وأسقطتنا إلى نقطة الصفر.
} إن هذا الجو العاطفي المولود من رحم جو رمضان الروحاني إنما يدعونا جميعاً للانضمام إلى حزب اليمن الموحد الكبير.. وأبرز توجهات هذا الحزب الإحساس بخطر كل هذا الاحتراق الوطني وهذا الاحتراق النفسي.. حيث ليست حوادث القتل الجماعي بدوافع إرهابية سياسية أو جنائية معزولة بقدر ما صارت أجزاء من مشهد عام يرجون أن نحذره حتى لا يختلط الهزلي بالدموي والفوضوي بفكرة الحرية.
}} ومن المهم في سياق تلمس خطى الضوء إنكار قيام أي طرف سياسي أو جهوي بالتعامل مع موقع الرئيس المنتخب بعدم احترام.. وبذات الأهمية يجب أن تتغير الأفكار بذات تغيير وتدوير الرؤوس.. ولا مبرر للحيرة والارتباك بعد أن أخرجت الساحة اليمنية أبرز ما فيها : الأبيض والأسود.. الصحيح والخطأ.. المتمترس خلف الخطأ والمنقلب على مَنْ يشبهونه.. وكذلك أغلبية الباحثين عن يمن يتطور.
} وكنت أود أن أواصل الحديث إلى قارئ فطن لا يمل ولا ينضب.. ولكن عذراً لقد داهمتنا المساحة.. ولذلك كل يوم وكل عام واليمنيون أصدقاء للفرح.