تقرير/عبدالخالق البحري -
تبنت وزارة الصحة العامة والسكان خطة إستراتيجية تنفيذية لمكافحة الأمراض غير المعدية، نظراً لما تمثله من أعباء اقتصادية واجتماعية تضر بالاقتصاد الوطني وتساهم في تردي وتفاقم المشاكل الصحية في اليمن..
وتشير الإحصائيات الصحية العالمية أن نسبة الوفيات بسبب الأمراض غير المعدية بلغت 60%، إضافة إلى الأعباء المادية الكبيرة على الأسر لمواجهة هذه الأمراض..
فهناك توجه وطني وإقليمي ودولي لمواجهة أخطار الأمراض غير المعدية والحد من انتشارها ممثلاً بصدور قرار من قبل الأمم المتحدة يلزم جميع دول العالم المشتركة في مظلة الأمم المتحدة أن تتحد لمواجهة جائحة الأمراض غير المعدية.. لارتفاع نسبة الوفيات وتزايد الأضرار الاقتصادية والاجتماعية..
خطة إستراتيجية
الدكتور/ غازي احمد إسماعيل وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب العلاجي أكد بأن وزارة الصحة وبالتعاون مع الجهات المعنية تبنت خطة إستراتيجية تنفيذية لمكافحة الأمراض غير المعدية..
وأشار الأخ الوكيل إلى أن برنامج مكافحة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة العامة والسكان يختلف عن بقية البرامج من حيث تركيبته الإدارية، فهو عبارة عن مظلة تحتوي الكثير من المكونات المتخصصة، فهناك أمراض القلب والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، وأمراض السكر وضغط الدم، السمنة.. الخ ولكن القواسم مشتركة لهذه الأمراض ممكن التصدي ومواجهتها، واتخاذ تدخلات وبرامج تساعد على احتوائها وتخفض من حدوث معدلات الوفاة المرتفعة.. فكثير من التدخلات البسيطة يمكن أن يكون لها تأثير ايجابي قوي ومفيد والمتمثلة بالامتناع عن التدخين وتجنت القات والاهتمام بالتغذية والنشاط البدني..
ونوه وكبل قطاع الطب العلاجي إلى انتهاج وزارة الصحة العامة والسكان واعتماد خططها التنفيذية الحالية على برامج مكافحة الأمراض المعدية وبرامج تخصصية كالتثقيف والإعلام الصحي والسكاني وكذا إدارات عامة للمراكز المتخصصة، والاتجاه نحو تفعيل برامج الترصد الوبائي، ونظام المعلومات الصحية..
لجنة وطنية
وأضاف الدكتور غازي بأنه تم تشكيل لجنة وطنية عليا تضم صانعي القرار والمعنيين والمتخصصين حتى يكون هناك التزام سياسي من الدولة تجاه مكافحة الأمراض غير المعدية والحد من أخطارها.. حيث تم تشكيل لجنة وطنية برئاسة وزير الصحة العامة والسكان وعضوية الجهات المعنية لمواجهة الأمراض غير المعدية والحد منها.. خاصة وأن تحدي الأمراض غير المعدية لا يزال يتعاظم وينموا بشكل يتطلب الوقفة الجادة والحقيقية لمواجهته من قبل الجميع..
اللبنة الأولى
من جانبه أوضح الدكتور/ حاتم علي حاتم مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة العامة والسكان بأنه تم وضع اللبنة الأولى لوضع خطة وطنية تنفيذية لمكافحة الأمراض غير المعدية..
مخاطر اقتصادية
وأفاد مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية بأن الأمراض غير المعدية تكلف اليمن مليارات من الدولارات، وتؤثر سلبياً على الاقتصاد الوطني، وعلى التنمية وكل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ولها تأثير كبير حتى على المجتمع بكافة شرائحه وعلى نمو أجيالنا الصاعدة، ونحن نعمل بحدود إمكانياتنا وقدراتنا الحد من مخاطر وآثار هذه الأمراض، إذا عملنا بجد وإخلاص وتكاتفت الجهود.
وأشار الدكتور حاتم بأن البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية أنشئ قريباً، جاء نتيجة لما يعانيه الفرد والمجتمع ونحن نعلم كم طيران يطير كل يوم إلى خارج الوطن يحمل الكثير من الأمراض، والدولارات التي تنفق سواء من خزينة الدولة أو من المواطنين المرضى أنفسهم خارج الوطن للعلاج، والتي بالفعل تسهم في الإضرار بل وتهدد الاقتصاد الوطني..
80%
وأضاف مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية بأن الأمراض غير المعدية من أهم مسببات الوفيات في اليمن وتؤكد المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي في اليمن وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية أن المسوحات الطبية العالمية تؤكد أن 60% من الوفيات في العالم بسبب الأمراض غير المعدية.. وفي الدول قليلة الدخل ومنها اليمن تصل نسبة الوفاة إلى 80% من إجمالي عدد الوفيات السنوي.. بينما في الدول المتقدمة تصل نسبة الوفاة إلى 20%.. فيجب على الجميع بذل المزيد من الجهود وتفعيل التعاون والتنسيق لمواجهة مخاطر الأمراض غير المعدية من خلال تنفيذ الخطة التنفيذية التي تبنتها الدولة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان باعتبار ذلك مسئولية كل أبناء الوطن، من مؤسسات المجتمع المدني.. والتي تتماشى مع التوجهات الإقليمية والدولية..
توجه إقليمي ودولي
إلى ذلك أفاد الدكتور/ احمد النعماني عضو اليمن في مكتب الهيئة التنفيذية بدول مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي إلى أهمية الاجتماع ألتقييمي للكوادر المختصة على المستوى الصحي الإقليمي والعالمي، كون الأمراض غير المعدية تمثل عبئا على مستوى العالم من خلال الإحصائيات العالمية أن نسبة الوفيات بلغت 60%.
ونوه الدكتور النعماني إلى الأعباء المادية الكبيرة التي تنفقها الأسر والمجتمعات لمواجهة هذه الأمراض.. وان صدور القرار الاممي الذي يلزم جميع دول العالم المشتركة في مظلة الأمم المتحدة أن تتحد لمواجهة هذه الجائحة.. إلا دليل واضح لحجم المشاكل الصحية والاقتصادي وكثرة حالات الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية.. وأيضا اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بمواجهة الأمراض غير المعدية من خلال تشكيل 28 لجنة صحية من أهمها لجنة مكافحة الأمراض غير المعدية.. وكذا توجه منظمة الصحة العالمية نحو دعم برامج الأمراض غير المعدية لأنها تشكل في الإقليم العبء الأول للمراضى، وتوجه منظمة الصحة العالمية ودول مجلس التعاون الخليجي نحو دعم جهود الجمهورية اليمنية من خلال وزارة الصحة العامة والسكان البرنامج الوطني في مجال مكافحة الأمراض غير المعدية.. وكل الجهود الرامية إلى تقوية وتعزيز أنشطة البرنامج في اليمن..