صنعاء نيوز/جميل مفرح - -
- الدين نظام علاقة بين الإنسان وماحوله من وجود وافتراض، وإلا ماهو سوى ذلك؟! إنه يحدد طرائق وكيفيات التعامل مع مايحيط بنا وما يتعلق بنا وبوجودنا، ابتداء من علاقتنا بذواتنا وأنفسنا أي في جوهرنا، وعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم مختلف مانر-
الدين نظام علاقة بين الإنسان وماحوله من وجود وافتراض، وإلا ماهو سوى ذلك؟! إنه يحدد طرائق وكيفيات التعامل مع مايحيط بنا وما يتعلق بنا وبوجودنا، ابتداء من علاقتنا بذواتنا وأنفسنا أي في جوهرنا، وعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم مختلف مانرتبط به من علاقات مع سوانا من بشر وجماد وقيم وأفكار وسبل حياة وسوى ذلك من علاقات مفترضة ومتوقعة لايمكن حدها أو اختصارها أو التمثيل لكل منها.
< ومن هذا المنطلق وهذه الفكرة يتبين لنا أن الأديان وجدت لترمم حياتنا وتنظم نسق وجودنا بما يتفق مع كل ماهو سوي ومثالي وعادل، وبما لا يتعارض أيضاً مع الحقيقة والواقع في صورهما الفرضية والافتراضية الخالية من الشوائب والالتباسات.. كل ذلك أمر لايكاد يختلف فيه عاقلان إلا إذا أرادا ألا يكونا عاقلين أو أن يضحيا بالقيمة الأزلية الأبدية للعقل ويكفرا بكونه نعمة وعطية مثلى من الله جل جلاله، ليحققا بتلك الإرادة وذلك الكفر إرادات محدودة ضيقة تناسب عينات وفئات محددة ولا تتسع على الإطلاق لسواها في الوجود.
< وذلك التفكير النفعي البحت في فكرة ومعنى الدين بات رائجاً وطاغياً اليوم لأسباب كثيرة جداً معظمها سلبي ولا إنساني، نفعي ولا أخلاقي قائم على مصلحة دون أخرى ومرتبط بفئة على حساب أخرى.. وهذا بالطبع وفي المنظور الطبيعي والمنطقي لا يتوافق مع ما تتبناه معظم أو فلنقل مختلف الأديان التي يدين بها البشر على الأرض.. فليس هناك من دين لا يدعو إلى الأخلاق السمحة وحسن التعامل والتعاشر وفعل الخيرات وتجنب الظلم وتعظيم وتقديس البشرية كهدف أولي لهذه الأديان التي من المفترض أن تنظم وتنسق كيفيات وطرائق وجودنا وحياتنا..
< لا أعتقد بل وأجزم أن ليس في الوجود دين أو متدين سوي يفرض أو يبيح الوقوف في وجه الحياة وإزهاق الأنفس إلا بحق بين ولعله لا تقل مستوى وقيمة عن جرم كهذا يخطف من البشر أرواحهم ويفجع بهم ذويهم دون حق يكاد يذكر.. والذي يحدث اليوم في بلادنا وفي كثير من بقاع الأرض من باطل وشر وظلم في حق الحياة والأديان والبشر أمر يجب أن يجابه ويواجه قبل أن يستفحل ويغدو أبشع مما هو عليه.. إن الذين يزهقون الأنفس ويستبيحون إراقة الدم وإشاعة الفوضى والحزن والافتقاد لا يمكن في اعتقادي أن يكونوا يدينون بأي دين على وجه الأرض، لأن أسوأ دين موجود لو افترضنا وجوده لا يمكن أن يجيز القتل الحرام ويدعو إلى سفك الدماء والاعتداء على حقوق البشر في الحياة والطمأنينة والأمان.
< وإن أبشع ما يمكن أن يتصور أو يتقبل القتل باسم الأيادي التي وجدت من أجل إطالة أمد الحياة وتنظيم مسيرها من خلال ترميم علاقات البشر في ما بينهم في الأساس وتبيان وفرض الحقوق والواجبات تجاه بعضنا البعض وتجاه الحياة وتجاه الوجود كاملا وإلا لما سنت ولا وجدت الأيادي على الإطلاق ثم أنه لمن الضروري أن نؤمن كبشر بأن الخير مطلق لا لبس فيه وأن الشر مطلق أيضا في معناه ولا استثناء منه وأن ثقافة أنا وأنا فقط أو أنا ومن بعدي الطوفان لا يمكن على الإطلاق أن تكون ثقافة إنسان متدين ذي أخلاق وأن العدالة والمساواة وإشاعة الخير والسلام والقيم المثلى عموما لا يمكن أن تتحقق عن طريق التمرد على القوانين البشرية والأخلاقية والقانونية بل والربانية وإلا لما استمر البشر أحياء موجودين إلى يومنا هذا وكل عام واليمن واليمنيون في خير وسلام.