صنعاء نيوز/عبدالكريم الرازحي -
العيد مناسبة للتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء، وهو مناسبة لتجديد أية شروخ أو تصدّعات في علاقتنا بهم وبالآخرين وبالعالم من حولنا.
لكن المأساة أننا في بلد فيها اللغة السائدة هي لغة القطيعة ولغة القطع:
قطع الماء، قطع الكهرباء، قطع الهاتف، قطع الطريق، قطع الشارع، قطع المعاش، قطع الرزق، قطع العلاقات، قطع الألسُن، قطع الأيدي، قطع الرؤوس، قطع الطريق إلى المستقبل.
غير أن الأسوأ من قطاع الطرق التقليديين قطاع الطرق في شركات الاتصالات الحديثة.
فإذا كان أولئك يقطعون عليك طرق البر في الأيام العادية فإن هؤلاء يقطعون – في أيام الأعياد والإجازات – طرق الهواء.
يقطعون عليك المكالمة، ويقطعون عليك الخط، ويقطعون عليك خطوط التواصل مع أهلك وأقاربك وأصدقائك، ويقطعون حبل أفكارك بمناسبة عيد القطع المبارك ويحولون عيدك إلى جحيم.
وهم يفعلون ذلك ولسان حالهم يقول:
كلنا في اليمن قطاع طرق، كل الطرق مقطوعة، باستثناء طريق واحد..هو الطريق إلى جهنم.