صنعاء نيوز/د\عبد الله الفضلي - -
> نحن نقدر ونثمّن ونتابع كل الجهود التي تبذلونها من أجل العاصمة وشوارعها ومعالمها الأثرية والتاريخية كما نقدر ما تحقق حتى الآن من إنجازات في مجال النظافة ورفع المخلفات والانضباط المروري في زمن قياسي قصير .
ولكن تلك الجهود والإنجازات لا زالت بسيطة نظراً لما خلفته الأزمة السياسية والإهمال من ركام وتركات ثقيلة ومحزنة ومزعجة ومقلقة في نفس الوقت .
وهذا لا يمنع أن نضع أمامكم وبين أيديكم سبع ملاحظات أو وصايا آملين منكم أخذها بعين الاعتبار وأن لا تغيب عن أجندتكم المستقبلية .
الملاحظة الأولى : القمامة المتراكمة في الشوارع .
رغم ما تم إنجازه وما بذل من جهود جبارة لإزالة آلاف الأطنان من القمامة المتراكمة التي كادت تهدد بكارثة بيئية وصحية لسكان العاصمة صنعاء وقد رفع من هذه القمامة ما يقارب 70٪ منها إلا أنه من الملاحظ أن هناك شوارع وأحياء وأسواق لا زالت أكوام القمامة متراكمة ومتعفنة ومتناثرة هنا وهناك وبكميات كبيرة وتسبب للناس إزعاجاً وتضايق المارة والمواطنين من سكان تلك الأحياء وبصورة خاصة شوارع الحي الزراعي والشوارع المحيطة بشارع الرياض وما حوله من حارات وربما في معظم شوارع أمانة العاصمة .
الملاحظة الثانية : الحفريات والتشققات والمطبات تجتاح شوارع العاصمة .
وهذه ظاهرة مزمنة ومشكلة كبرى تؤرق كل ساكني صنعاء من المارين وأصحاب السيارات على مختلف أحجامها وأشكالها حيث أن 90٪ من شوارع أمانة العاصمة قد تحولت إلى حفريات عميقة وواسعة وتشقق وتهدم بعضها خاصةً مع هطول الأمطار في الأيام القليلة الماضية حيث أدى تدفق السيول إلى تعمق الحفريات وتوسعها وباتت تشكل خطراً على المركبات وتحولت إلى مصيدة للسيارات التي تمر من فوقها على أنها مياه متجمعة فإذا بالسيارة تقع في مطب عميق وتلحق بها أضراراً مادية جسيمة وشراء قطع الغيار بأسعار باهظة ومن ثم إصلاحها . المهم أن تضعوا في اعتباركم أن إصلاح وترميم وسفلتة هذه الشوارع وإزالة ما لحق بها من تشوهات ومناظر غير لائقة من الأولويات العاجلة
الملاحظة الثالثة : عمال النظافة ولفتة إنسانية نحوهم .
إن عمال النظافة الذين يقومون بالغوص في أكوام القمامة المتعفنة ذات الروائح الكريهة يغوصون بأيديهم وأرجلهم لينتشلوا تلك القمامات ويستنشقون تلك الروائح ويصابون بالعديد من الأمراض الخطيرة التي قد تنقل عدواها إلى الآخرين من أطفالهم ونسائهم وأقربائهم فلماذا لا يتم تزويد هؤلاء العمال الشرفاء بالعديد من الكمامات التي تقيهم الروائح الكريهة بالإضافة إلى تزويدهم بالجوانتيهات لتغطية أيديهم من القاذورات التي ينتشلونها بأيديهم ثم يذهبون لتناول الأطعمة بدون تعقيم لأيديهم الملوثة هذا فضلاً عن تزويدهم ببواتي من البلاستيك التي تشبه بواتي عمال البناء والخلطة حتى تقي أرجلهم من الأمراض ونقل الأوبئة إلى الآخرين إضافة إلى تزويدهم ببدلات موحدة وواقية وذلك من خلال صرف تلك الأدوات كعهدة على كل عامل نظافة تحت إشراف رؤسائهم المشرفين عليهم وإلزامهم بضرورة ارتدائها واستخدامها ويعاقب من لا يرتدي تلك الأدوات . وذلك حفاظاً على عمالنا الذين لولا وجودهم لأصابنا الوباء ووصل إلى كل بيت وأعتقد أن تزويدهم بهذه الأدوات البسيطة ما هي إلا أقل ما يمكن تقديمه لهم أمام ما يقومون به من أعمال شاقة وخطيرة .
الملاحظة الرابعة : تسوير الأراضي الفضاء والورش ومصانع البلك .
تنتشر في صنعاء العاصمة الكثير من الظواهر غير الحضارية وغير اللائقة بالعاصمة صنعاء والتي تؤدي إلى تشويه العاصمة والإساءة إلى ما تتمتع به صنعاء من سمعة تاريخية وحضارية وأثرية ومناظر بديعة وحصون وشوارع محترمة .
إلا أن هناك ظاهرة منتشرة في كل أرجاء صنعاء وهي ظاهرة الأراضي الفضاء المكشوفة والتي دائماً ما تحتل واجهة الشوارع الرئيسية ومعظمها مخصصة إما ورش نجارة أو ورش سيارات أو مصانع للطوب والبلك وتمارس عملها وهي مكشوفة وتتصاعد منها الأدخنة والأتربة إلى الشارع العام وكان من المفترض أن تقوم أمانة العاصمة والمجالس المحلية بإلزام أصحاب هذه الورش ومصانع الطوب والبلك وأصحاب الأراضي الفضاء المهجورة أن يقوموا بتسويرها بالبلك ومن ثم دهان هذه الأسوار بالطلاء الأبيض وعمل بوابة كبيرة من الحديد للدخول والخروج منها وإليها وعمل لوحة على رأس السور باسم هذه الورشة وعملها بدلاً من أن تظل هذه الورش والأراضي ومصانع البلك مكشوفة وتشوه شوارع المدينة .
وأعتقد أن هذا عمل حضاري وراقي ولن يكلف أمانة العاصمة شيئاً غير المتابعة المستمرة فقط .
الملاحظة الخامسة : الأتربة ومخلفات البناء في الشوارع .
مما لا شك فيه أن الانفلات الذي شهدته الشوارع في العامين الماضيين قد أدى إلى تمادي أصحاب البنايات أن يتركوا مخلفات البناء أمام البنايات الجديدة والمستحدثة مما يؤدي إلى تضييق الشوارع أمام المشاة ومرور السيارات وقد تترك تلك المخلفات لعدة شهور فتأتي الأمطار فتسحب تلك المخلفات إلى شوارع أخرى خاصة في ظل غياب المتابعة والمراقبة من قبل الجهات المختصة بالإضافة إلى عدم الحصول على رخص البناء ورفع المخلفات أولاً بأول وتحديد السقف الزمني لرفعها وفرض الغرامات المقررة على المخالفين نأمل من أمانة العاصمة الاهتمام بهذا الموضوع .
الملاحظة السادسة : صنعاء القديمة يتم اختراق طابعها المعماري .
إن بعضاً من المواطنين من سكان صنعاء القديمة قد استغلوا غياب الرقابة والمتابعة وغياب المكتب التنفيذي للمحافظة على صنعاء القديمة فقام بعضهم بالبناء العشوائي بمواد الإسمنت المسلح والبلك في بعض أحياء صنعاء القديمة ومحاولة تغيير وتشويه طابعها المعماري المتعارف عليه وهم بذلك يخالفون القوانين الصادرة من الحكومة وأمانة العاصمة بتحريم البناء بالإسمنت المسلح وأحجار البلك والتقيد بالبناء التقليدي بالأحجار السوداء أو الملونة والطوب الأحمر (الياجور) لذلك نأمل من الأخ أمين العاصمة عقد اجتماع موسع لكل المهتمين بالمحافظة على صنعاء القديمة والمجالس المحلية وعقال الحارات لوضع حد لهذا البناء المخالف للقوانين الصادرة وإحالة من تثبت مخالفته وقيامه بتغيير نمط البناء في صنعاء القديمة إلى المسائلة القضائية .
الملاحظة السابعة : شارع جمال عبد الناصر يستغيث .
كلنا يعلم مدى المكانة المرموقة التي يحتلها شارع جمال عبد الناصر التجاري في قلب العاصمة صنعاء وما يتمتع به من سمعة وشهرة تجارية وبصورة خاصة تجارة الذهب والأماكن التي تقع داخل نطاق هذا الشارع ومنها السفارة المصرية ومدخل القصر الجمهوري وامتداده إلى ميدان التحرير حيث تعرض شارع جمال عبد الناصر في السنوات العشر الماضية إلى عدة انتهاكات وتشوهات من قبل العابثين من الباعة الجائلين والبساطين الذين احتلوا كل ركن فيه حتى الأرصفة لم تسلم من عبثهم بالإضافة إلى الإهمال المتعمد من قبل أمانة العاصمة على مدى السنوات الماضية وعلى الرغم من ضيق هذا الشارع وعدم كفايته لمرور السيارات والمشاة فقد جاء البساطون فزادوا من معاناة الشارع وتحول في الأيام القليلة الماضية إلى مقلب زبالة وتعفن وروائح كريهة وزحام شديد ليس له نظير في صنعاء وأصبح من المستحيل المرور بأي سيارة أو التجول الحر وسط الشارع إضافة إلى وقوف الكثير من السيارات صف ثاني إلى جانب صناديق البساطين لولا تدخل الأخ أمين العاصمة من خلال إزالة تلك الجموع من البساطين ورفع القمامات والمخلفات .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن شارع جمال عبد الناصر في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في تخطيطه وإعادة ترميمه وتجميله وسفلتته ودهان الأرصفة وأبواب المحلات التجارية بلون واحد وإضافة لمسة جمالية لهذا الشارع حتى يليق بالاسم الذي يحمله.
* أستاذ جامعي
[email protected]