shopify site analytics
قيادة شبوة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ومعارض شهداء ابناء المحافظات بصنعاء - مجلس شؤون الطلاب بجامعة ذمار يستعرض القضايا الطلابية - رئيس جامعة ذمار يتفقد مستشفى الوحدة الجامعي ويشيد بجودة خدماته - جامعة إب تحتفي باليوم العالمي للجودة - وزير الصحة والبيئة يجتمع بالهيئة الإدارية للجمعية اليمنية للطب البديل. - غواصات الجزائر المرعبة تثير المخاوف - لافروف يحث الغرب للاطلاع على تحديث العقيدة النووية الروسية - أردوغان يحذر الغرب من العقيدة النووية الروسية - هجمات صنعاء تخنق التجارة البريطانية - الدائرة المفرغة للاستبداد: الأزمات المتراكمة والطريق إلى الانهيار! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الاستاذ عبد الرحمن بجاش

الإثنين, 18-يناير-2010
عبدالرحمن بجَّاش -
وقد قدَّرت السكرتارية التابعة أنَّ الكيكة التي ستُقدَّم إليهم لا بُدَّ أن تتوزَّع قِطَعَاً بقدر عددهم، ورأت المُشرفة أنَّ حجم القطعة مُناسبٌ لمُتوسِّط عدد الأشخاص الحاضرين، وأنَّ كُلَّ واحدٍ سيشعر بالشبع، وفجأةً سمع الجميع طرقاً على الباب، ليستأذن الطارق بالدُّخول له وَلِمَنْ بعده، أزاح كُلّ موجودٍ على الكراسي جسده ليُفسح لواحدٍ من القادمين، فبلغوا خمسين شخصاً، أيْ أنَّ عشرة ظلُّوا وقوفاً، كان لا بُدَّ أن ينالوا من الكيكة نصيبهم، وذلك عنى للمُشرفة أن تُعيد توزيعها إلى قِطَعٍ أصغر، احتارت، إذ أنَّ الْقِطَع صغرت إلى حدٍّ سيجد كُلّ واحدٍ من الموجودين قطعته لا تكفيه، وسيكون الأمر هكذا، لا ذا تأتَّى ولا ذا حصل.


للصُّورة وجهها الآخر، فلماذا لا يُؤتى بكيكةٍ ثانيةٍ وثالثةٍ ولا يُترك الجميع جائعين، ونظرات النقمة باديةٌ على وجوههم، كُلٌّ يتَّهم الآخر بأنَّه أخذ حقّه، خاصَّةً نظرة مَنْ كانوا في القائمة من البداية، وكيف ينظرون إلى القادمين الجُدد؟!



يرى كُلّ ذي عقلٍ أنَّ ذلك هُو الحلّ الطبيعي والمعقول، لكنَّ المُشرفة على الورشة وسكرتاريتها ومسؤولها المالي نظرا إلى الأمر من زاويةٍ أُخرى، فالمال المُعتمد للورشة لا يُوجد به مبلغٌ إضافيٌّ لكيكةٍ جديدة!! وهكذا هُو الحال بالنسبة للقضيَّة السُّكَّانية، فكُلَّما زاد مُعدَّل النُّموّ وارتفع، صغُرت القطعة، حتَّى أنَّنا سنجد الكيكة قد تلاشت، وكُلَّما ذهبنا إلى وزير المالية وقُلنا ارفع الميزانية، فيرفعها لمرَّة لاثنتين، لثلاث، وبعدها تجده يقول : لا موارد.



إِذَاً، نحنُ أمام قضيَّةٍ سُكَّانيةٍ تُستفحل كُلَّ يومٍ وتتحوَّل إلى مُشكلةٍ بسبب الزيادة غير الطبيعية، التي تفوق المُعدَّلات المأمونة في العالم، فنحنُ كبلدٍ بعد قطاع غزَّة في الزيادة الرهيبة، وانظُر ففي العام 1950م كان عددنا (4.3) مليون، وفي العام 2004م وصلنا إلى (19.7) مليون، وليكُن السُّؤال : ما هُو تأثير، أو هل هُناك تأثيرٌ لهذه الخُصوبة على : «الاقتصاد»، «التعليم»، «الصحَّة»، «الموارد الطبيعية»؟



لِنَعُد إلى حكاية الكيكة ونرى ونحكم ونقول للناس أو لنقُل لبعضنا ما تأثير العشرة الذين اقتحموا الغُرفة على كيكة الأربعين أو على الأربعين؟ وماذا حصلوا منها؟ وبأيَّة نسبة؟



أيُّ عاقلٍ أو يملك بعضاً من الإدراك، وليس بالضرورة أن يكون عالِمَاً، سيرى أنَّ الزيادة مُرتفعةٌ جدَّاً، فمُعدَّل الخُصوبة «طفلٌ لكُلِّ سيِّدة» هكذا : في السُّودان (4.8)، في سُوريا (3.5)، في مصر (3.2)، في اليمن (6.0)، ولنا أن نتصوَّر، ولماذا نتصوَّر - فقد احنا فيها - فمُعدَّلٌ يستمرّ بهذا الشكل وقد يستمرّ إذا لم ينتشر الوعي بين الناس، وتُوازي ذلك شحَّةٌ في الموارد أو نضوبها، فتخيَّلوا ما الذي سيحدث مُستقبلاً، ففي موردٍ كالمياه علينا أن نرحل من مدينةٍ مثل صنعاء سريعاً إلى أقرب شاطئٍ وتحت أيَّة خيمة، والْقَسَم بأغلظ الأيمان ألاَّ نبرحها، وهذا ما سيفعله قادمون آخرون من مُدنٍ أُخرى، ما يعني، بكُلِّ بساطة، أنَّنا سنُقاتل بعضنا يوماً ومن أجل مياه البحر التي هي غير صالحةٍ للشُّرب، ما يعني ضرورة تحليتها، ومن أين المال؟ ما يعني شُربنا لها مالحة، والمياه المالحة لا تروي الظمأ، لنجد أنفسنا بين خيارين للموت أحلاهما مُرّ : إمَّا بالتقاتل، أو بملح البحر!!



لكي نكون عادلين ومُنصفين، فوزارةٌ مثل الصحَّة تبذل جُهداً وبلا حُدود، وفي المسألة السُّكَّانية تحديداً، لكنَّ هذا الجُهد نراه ولا نراه، والسبب أنَّ الزيادة السُّكَّانية تلتهم الكيكة والصحن الذي هي بداخله، فماذا نحنُ فاعلون؟



ولنا عودة، فللصُّورة أوجهها الأُخرى.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)