صنعاء نيوز/ حسن طه الحسني - آنِس : بكسر النون وسكون السين جاء في معجم العمراني : إنها بكسر النون وسكون السين وفي معجم ما استعجم للبكري بأنها بكسر ثانيه وفتح أوله وهي إحدى مديريات محافظة ذمار وتنسب آنِس إلى ابن الهان أخو همدان والهان وهمدان من الإسماء وهما ابناء لمالك ابن زيد ابن أوسلة ابن ربيعة الخيار ابن زيد ابن كهلان . بلد أنس ذات سلسلة جبلية زراعية وفيها الكثير من الوديان الزراعية التي تتوافر مياهها على مدار العام.
يقول القاضي العلامة المؤرخ المرحوم : محمد ابن عبد الله الحجري المتوفي سنة 1380هـ ـ 1960م في كتابه : مجموع بلدان اليمن وقبائلها : وجبال أنس ترتفع أعلاها عن سطح البحر نحو ثلاثة ألاف متر تقريبا وفي أنس مزارع الذره وعيون المياه ويزرع الشعير والبر والعدس والبرتقال والليم العجيب .. وجمهور مياه أنس تسيل في تهامة وتفضي إلى البحر الأحمر عن طريق وادي سهام شمالي أنس وعن طريق وادي رِمع بكسر الراء وفتح الميم وسكون العين جنوب أنس وهذه الوديان من أشهر أودية اليمن .
ـ الهان في أنس بلد واسع وفيه يقول الهمداني في كتابه : صفة جزيرة العرب مخلاف الهان ومقري واسع ومجمعها الجبجب يسكنها آل مقري إبن سبيع والجبجب توجد أيضا بمحافظةريمة عزلة مداراء ووصابين .
وفي معجم البلدان للحموي : ألهان أخو همدان مخلاف واسع وفيه قرى كثيرة وفي جبال جبالها ووديانها وسهولها بنيت الحصون والقلاع وجبالها مشهورة منها ضوران والمنار وجبل الشرق . فضوران: من جبالها المرتفعة وكان اسمه الدامغ بكسر الميم وسكون الغين واقيمت عليه مدينة من أقدم مدن اليمن أشار إليها المرحوم المؤرخ القاضي إسماعيل ابن علي الأكوع في كتابه : البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي بقوله : يقع في سفح ضوران بضم الضاء وسكون الواو وفتح الراء الشمالي مدينة ضوران التي تهدمت بفعل زلزال 27 صفر من عام 1403هـ الموافق 13 كانون أول من عام 1982م وهي الأن مركز المديرية وكانت عاصمة الدولة في القرن الحادي عشر الهجري وفيها جامع قديم مشهور بناؤه يعود للحسن ابن الإمام القاسم ابن محمد المتوفى عام 1048هـ وباني هذا الجامع وأولاده المتوكل والقاسم والمؤيد مقبورون بنفس جبل ضوران .
ويقول القاضي الحجري رحمه الله : ضوران مشهوره في جبل أنس وضوران أيضا قرية في جبل الحشا بضم الحاء من ماويه وفيه مديرية الحشاء وضوران قرية صغيره من البستان مديرية بني مطر حاليا إحدى مديريات محافظة صنعاء .
يقول المؤرخ حسين ابن علي الويسي في كتابه اليمن الكبرى جـ 1 : وفي جبل ضوران من أنس الدامغ أثار قديمة حميرية كما أن في أعلى الجبل جامع كبير تقام فيه الشعائر الدينية والدروس العلمية وجبل ضوران هو المعروف بالدامغ وفي ضوران حصن الدامغ وحمام يستشفى بمائه .
ـ المنار : من جبال أنس المسكونة سمي باسم احد ملوك حمير واسمه ذو المنار ابن الحارث الرائش وسمي بذلك لأنه أول من نصب الأعلام في الطرق ليهتدي بها الجيش في الرجوع ويقول الويسي في تاريخه اليمن الكبرى أن إبرهة ذو المنار أحد حكام اليمن حكمها مدة مائة وثلاثة وثمانون سنة .
ـ يوم في قرية الشَّرية الجبل من ضوران أنس لا ينسى : هو اليوم الذهبي لعيد الثورة اليمنية يوم احتفل اليمنيون بمرور خمسون عاماً على قيام الثورة وهو اليوم الذي ذهبنا فيه إلى قرية الشرية في تقديم واجب العزاء وبنادق التحكيم بوفاة شابين في عمر الزهور هما : محمد محسن البرطي ومحمد عبد الله الضبياني والوفاة كانت نتيجة صدام غير متعمد على مدخل مدينة معبر والسبب الدخان الكثيف الأسود المتصاعد من حرق القمامة الواقعة على جانب الطريق العام لمدخل المدينة والدخان كان السبب الرئيسي لانعدام الرؤيا عند سائق السيارة الهيلوكس ( نبيل عبد الرحيم الحسني ) وسائق الموتر المتوفى وصاحبه أدى هذه الحادث المؤلم إلى وفاة الشابين .. ذهبنا إلى قرية الشرية ومعنا جمع كبير من مديرية السلفية إحدى مديريات محافظة ريمه في تقدم الجميع الشيخ العقيد / قائد علي شاطر والشيخ اسحاق قاسم النوفاني رئيس المجلس المحلي امديرية السلفية والشيخ عبده مشهور أحمد والرائد أحمد قاسم النعومي من دائرة أمن معبر وأخرين وعلى مشارف القرية استقبلنا استقبال لا نظير له يفوق الوصف وبعد الإستقبال والإنتهاء من كلمة الترحيب تم تقديم اعتذارنا مما حصل وتم تقديم مبلغ مالي مقابل المقبار أو ما يسمى بحق الدفن وتقديم أربع بنادق وهي بنادق التحكيم وأنتم ضيوفنا وعلى الفور كان رد أصحاب الدم أن المال لا نقبله قليل أو كثير ونقبل منكم بنادق التحكيم وبالفعل بعد دخول الجميع أماكن الإستقبال وبعد خمسة وثلاثون دقيقة قام أولياء الدم مشكورين ومأجورين ودون نقاش أعلنوا عفوهم العام دون قيد أو شرط عن سائق الهيلوكس وإرجاع بنادق التحكيم وتقديم العفو وتسليمنا والتنازل مكتوب وموقعاً عليه ومبصوم وأبى ولاة الأمر الكرماء الأتقياء الأصفياء.
قبول المواد الغذائية التي نحملها كواجب إنساني نحسبه كذلك وانفض المجلس بعد اختلاط بكاء الحزن مع بكاء الفرح بعد إعلان العفو عن السائق وودعنا من قبل أهالي القرية والمشائخ بنفس ما استقبلنا به ولم يكتفي هؤلاء بتقديم التنازل الخطي وإنما كلفوا الشيخ ناصر الميبلي الذي ذهب بنفسه مشكورا إلى دائرة أمن معبر التي يحتجز فيها السائق الذي تم العفو عنه وطلب من مدير الأمن إطلاق سراح السائق المحتجز وسيارته فوراً وتعميد التنازل ومنها لم نعد إلى العاصمة صنعاء إلا ومعنا السائق ومبادرة الصلح والتنازل سعى إليها مشائخ من المنار وقرية الشريه من الجبل وأخرين ومشائخ من مديرية السلفية أبرزهم الشيخ عبد الله عزي يحيى سعد النوفاني الذي سعي في الصلح وتقريب وجهات النظر والتواصل المستمر وكان متفائل بنجاح القضية بدون كلفه أو خساره .
وسبق قوله لنا ستقدمون على قومٍ لديهم النخوة العربية من مميزاتهم التسامح والعفو عند المقدرة وبالفعل قابلنا رجال مؤمنين صادقين مع الله ومع أنفسهم كان العفو منهم على السائق بعد أن اتضحت لديهم المعلومات الأكيدة عن ملابسات الحادث وأنه عرضي وأنه قضاء وقدر ولا يد لأحد فيه وأقول أن هؤلاء رجال لديهم قوة إيمان مؤمنون من أهل الجنة يمشون على الأرض وهذه من صفات المؤمنين الموحدين أهل الكرم والقناعة نسأل الله أن يجبر مصابهم وأن يحشرهم مع الصديقين والشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقا وأن يرحمنا ويرحمهم وشكر الله مساعيهم وجزاءهم جميعاً عند الله عز وجل وعليهم الصبر على هذا المصاب الجلل وجزاء الصابرين عند الله أجر بغير حساب وصدق الله القائل في قرآنه الكريم ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
والمؤمن الحق مطبوع على كرمٍ مهما تغير أو سأت به الحال
والمؤمن الحق لا يثنيه عن هدفٍ إقتار عيش ولا جاه ولا مال
|