صنعاء نيوز/*منى سالم الجبوري - لم يکن يوم الجمعة المصادف 28/أيلول/2012، يوما عاديا للنظام الايراني، وانما کان واحد من أصعب و أثقل و أعقد تلك الايام العسيرة التي مرت به منذ أن رکب مرکب الثورة الايرانية و نصب من نفسه بالکذب و الدجل ربانا عليها.
يوم الجمعة هذا، کان يوما فاصلا في عمر و حيان هذا النظام، لأنه بدد کل مکائده و دسائسه و أحرق شبکته العنکبوتية السوداء التي نصبها لأقوى فصيل إيراني معارض يشکل الخطر و التهديد الاکبر عليه، وبعد أن کان هذا النظام يسرح و يمرح و يصدر الارهاب و الجريمة المنظمة الى مختلف دول المنطقة و العالم، کان العالم يعتبر و بإيحاء من هذا النظام المخادع الفصيل الاساسي في المعارضة الايرانية"منظمة مجاهدي خلق"،
منظمة إرهابية، لکن إذعان الولايات المتحدة الامريکية لمنطق الحق و العدالة و رضوخها للأمر الواقع دفعها لإصدار قرار وزارة الخارجية الامريکية بشطب اسم هذه المنظمة المکافحة في سبيل الحرية و الديمقراطية في إيران من قائمة المنظمات الارهابية، وهو ماشکل صدمة و لطمة قوية جدا للنظام الايراني و أرجعته مجددا الى المربع الاول و جعلته وجها لوجه أمام الحقيقة و الامر الواقع.
قرار إدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب، قد تم إستغلاله من قبل النظام الايراني أبشع إستغلال لممارسة المزيد من القمع و الاضطهاد و مصادرة الحريات و الحقوق الاساسية للشعب الايرانيوقام نظام الملالي أيضا بتعذيب واعدام عدد كبير من السجناء السياسيين واعضاء وانصار مجاهدين خلق بحجة هذه التسمية، مثلما تم أيضا إستغلاله بنفس الاسلوب من قبل الحکومة العراقية في سبيل ممارسة القمع ضد سكان اشرف اعضاء مجاهدي خلق الايرانية متشبثة بهذه التهمة وقتلت 49 منهم واصابت 1100 آخرين بجروح وفرضت حصارا ظالما عليهم منذ اربعة سنوات وقد قضي عددا كبيرامنهم نحبهممنجراءالحصارالطبي.
إن إلغاء هذه التهمة الظالمة تعتبر الخطوة الاولى الاساسية المطلوبة من أجل تصحيح سياسة المسايرة و المداهنة الخاطئة و غير المنطقية حيال نظام القمع و تصدير الارهاب في طهران و التي يعاني من ظلمها و جبروتها الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و شعوب المنطقة کلها وان رفع هذه التهمة يزيل رادعا کبيرا في مسار تغيير النظام و إقرار الديمقراطية في إيران، مثلما أن بقاء تلك التهمة الجائرة کانت تلقي بظلالها على القاعدة الشعبية لمنظمة مجاهدي خلق داخل إيران و حددت من القدرات الخلاقة للتغيير و الکامنة في المجتمع الايراني و لم تسمح لها بالظهور و التطور، وسوف تثبت الايام القادمة کم کان هذا القرار ضروريا و کم سيساهم في دفع عجلة التغيير السياسي في إيران قدما للأمام.
وهناك نقطة مهمة جدا يجدر الاشارة إليها، وهي أن النظام الايراني و لأهمية و حساسية مسألة بقاء منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب الامريکية، فإنه سعى بکل جهوده و قواه لمنع رفع هذه التهمة بل وانه قد أسس و رعرع لوبي خاص له في الولايات المتحدة الامريکية و أناط بها مهمة عدم السماح بشطب اسم المنظمة من قائمة الارهاب مهما کلف الامر.
هذا القرار المهم الذي يعتبر من أهم القرارات السياسية الدولية المتخذة بشأن الاوضاع في إيران، هو قرار سيقود إيران حتما الى مفترق تأريخي حساس و حاسم وان الاوساط السياسية و الاعلامية في المنطقة و العالم قد تنفست الصعداء لإصدار هذا القرار و تعتبره بمثابة طبول تقرع للتغيير في إيران. |