صنعاء نيوز / خالد الهروجي - - احتفلت مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر يوم أمس، باليوبيل الذهبي لصحيفة الثورة، هذه الصحيفة التي واكبت على مدى خمسين عاماً مضت أحداث اليمن بكل تفاصيلها، وكل ما فيها من تقلبات السلطة وتناقضات السياسة، وصراعات القوى الوطنية وتوافقاتها، وكانت شاهداً حياً على خمسة عقود من تاريخ اليمن الحديث لتدون حلوه ومره لحظة بلحظة.
ومناسبة مهمة كهذه، كانت تستحق منا الاحتفاء بها بشكل أفضل وأجمل مما تمكنا من تنظيمه من احتفال متواضع أبرز ما فيه المعرض الذي أقيم في بيت الثقافة، والذي اشتمل على نماذج مصورة من أعداد الصحيفة، التي تمكنا من الحصول عليها بجهد شخصي بذله الزميل الرائع محمد القعود، وهي الأعداد التي تعكس مراحل تطور الصحيفة.
ولا أفشي سراً إذا ما قلت أننا كنا نريد هذه المناسبة الغالية، أن تكون مناسبة للوفاء لروادنا الأوائل الذين حفروا في الصخر وهم يبنون هذه المؤسسة الرائدة وجريدتها الأولى لبنة لبنة، وعملوا في ظروف صعبة وقاسية، سواء أكانوا رؤساء تحرير أو محررين، أو فنيين وطباعين وموظفين، وبالطبع جميعهم بدون استثناء يستحقون منا كل التقدير والثناء والعرفان والتكريم.
ولكن مثلما يقال "ليس بالإمكان أفضل مما كان"، بعد ما مرت به الثورة الصحيفة والمؤسسة التي تصدر عنها، خلال التسعة الشهور الماضية من أحداث مأساوية ناتجة عن الزج بمؤسسة الثورة وما يصدر عنها من مطبوعات، وفي مقدمتها صحيفة الثورة في أتون الصراع السياسي الحاصل في البلاد، والذي أثر سلباً على مسار العمل الصحفي والفني والإداري، وفتح أبواب الشقاق والخلاف بين أبناء المؤسسة الواحدة.
فضلاً عن ما تمر به المؤسسة من ضائقة مالية خانقة، حيث بلغت ديونها الخارجية لتجار الورق والمواد الطباعية الأخرى والمتراكمة منذ سنوات نحو مليار ريال، إضافة إلى تراكم المستحقات الداخلية للصحفيين والفنيين والعمال والموظفين، والتي تصل إلى أكثر من 300 مليون ريال، إلى جانب ما أصاب آلات الطباعة والتجهيزات الفنية والتقنية من اعتلالات مزمنة، أثرت وما تزال تؤثر على الأداء المهني التحريري والفني والطباعي، بصورة مؤسفة وخطيرة في ذات الوقت.
وبالرغم من كل ذلك، فإن مناسبة اليوبيل الذهبي لصحيفة الثورة، وإن كنا قد عجزنا عن الاحتفاء بها بالصورة التي تليق بأهمية وعظمة الحدث، فإن المطلوب من جميع منتسبي المؤسسة وصحيفة الثورة بالدرجة الأولى، استثمار هذه اللحظة التاريخية المهمة والفارقة من تاريخ الصحيفة والمؤسسة، لمراجعة وتقييم أدائهما خلال العقود الماضية، من عمرهما المديد، ليس بهدف النبش في الماضي والبحث عن إدانات لهذا الطرف أو ذاك، ولكن بهدف تحويلها إلى دروس يستفيد منها الجميع.
كما أنه من الواجب علينا جميعا جعل هذه المناسبة محطة لوثبة جديدة، ننتقل من خلالها للمستقبل الذي ننشده لصحيفة الثورة والمؤسسة التي تصدر عنها ولمنتسبيها أيضاً، باعتبار أن أي تطور وتقدم يتحقق للمؤسسة ومطبوعاتها، سينعكس إيجاباً على العاملين فيها، وهو أمر لن يتأتي إلا بتكاتف كل السواعد والطاقات والقوى، التي يجب أن تدرك حقيقة الأوضاع التي تمر بها المؤسسة اليوم، وبالتالي العمل كفريق واحد، من أجل انتشال المؤسسة من حالها الراهن، والدفع بها إلى الأمام.
وقبل ذلك أجدها فرصة لأدعو جميع الزميلات والزملاء، لتحييد الحسابات السياسية والحزبية الضيقة، وتناسي ما فات، والتجاوز عن ما اقترفه بعضنا بحق بعض من الهفوات والزلات، حتى نتمكن من الاندفاع إلى الأمام كأسرة واحدة يحفها الحب والوئام. |