صنعاء نيوز/ شـوقـي الـيـوسـفـي -
أمن تعز .. الفقاعة المسمومة !
لاتستغرب إن التقيت في حياتك مدير أمن غير آمن على نفسه ومدير مباحث لايبحث عن مجرم او عن افراد عصابة ، هكذا نحن في اليمن لدينا جهاز امن لايأتمنه الناس على ارواحهم ولدينا قادة امنيين يتشابهون في تفكيرهم مع تفكير عمال شركة نظافة !
قد تدفعك الظروف الى دخول قسم شرطة للإبلاغ عن حادثة سرقة منزلك وتتفاجأ بعد ايام انك دفعت للمكلفين بالتحرى مبالغ مالية اكثر من قيمة مسروقاتك وبالتالي ستخرج بانطباع ان البعض ممن يرتدون بزات عسكرية لن يتركوك وشأنك مالم تدفع ثمن كل شخطة قلم ، هؤلاء لم يعد من واجباتهم حمايتك وانما سرقتك وابتزازك !
في أقسام الشرطة تجد جنوداً فقراء وضباطاً تعساء ومدراء يتعاملون مع الضحايا بمنتهى الشراسة ، يسألونك في أول محضر عن خصومك ثم يتحولون (مالم تدفع اتعابهم) الى خصوم مبتزين ، انا شخصيا حصلت قبل فترة على توجيه بإطلاق سراح سجين من داخل قسم شرطة واستعصى علي إخراجه إلا بعد أن دفعت مجبراً حق ابن هادي ، المهم لدينا وزير داخلية لايترك فرضا من فروض الصلاة بل ويحرص على ان يصلي الفروض في اوقاتها ، كنت انا وغيري من المتشائمين نتمنى ان يكون لدينا وزير داخلية مصلي على النبي ، وزير ينظر الى المجرم والى الضابط بعين واحدة اذا اشتركا في سرقة ذات المواطن بوسيلتين مختلفتين !
اعتقد ان وضع الجهاز الأمني في بلادنا لن يتحسن مالم يكن هناك ثورة جديدة تطهره مماعلق به من قذارات وممارسات تتنافى مع كونه جهازاً وجد لخدمة الشعب ، ودعوني بالمناسبة أقول إن رجل الاعمال ابوبكر احمد عبدالله الشيباني الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل اسابيع سيتفاجأ ان قضيته لاتعني الأمن حتى وإن كان الفاعل على مرمى انظارهم ، سيكون مطلوب منه اذا اراد ان يقبض على اي متهم ان يدفع لضابط الطقم قيمة عشر دبات بترول في حال طلب منه ملاحقة المتهم لمسافة مائة متر ، سيدفع ايضا لفريق المحققين اتعاب تفكيرهم ، سيدفع الكثير وقبل ذلك سيكون عليه ان يبحث بنفسه عن المجرم فاذا تسنى له القبض عليه فسوف يبارك له رجال الأمن الاشاوس مساعدته لهم في تحقيق العدالة !
مشكلتنا في الجهاز الأمني ان المحقق في شأن اي جريمة يتوقف عن المتابعة اذا توقف صاحب الشأن عن زيارته ، واحسب ان ابوبكر الشيباني مالم يتابع قضيته بنفسه فإن احدا لن يتصل به ،والسببب انه ليس لدينا في تعز مدير أمن يتعامل مع قضية اطلاق نار على رجل اعمال بمسؤلية بحيث تكون القضية قضيته باعتبار ان الجاني طليق وقد يكرر فعلته بشخص آخر أو أن من واجباته الانسانية والأمنية كشف الجاني وتقديمه للمحاكمة ، تخيلوا لو ان لدينا مدير أمن ينام وباله مشغول بملاحقة اللص الذي سرق منزل الزميل نشوان دحان او بالتحري عن المجرم الذي اطلق النار على رجل الاعمال ابوبكر الشيباني ، حتما لن نصدق ان هذا يحدث في بلادنا ، والسبب أننا اعتدنا على مدراء أمن يشغلون بالهم في تدبير قيمة تخزينة كل يوم اكثر من أي شيئ آخر وهذا سبب كافٍ لأن يلعن المرء اليوم الذي دخل فيه قسم شرطة للبحث عن الأمن والأمان .