صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجَّاش - -
بين يديَّ جهاز التليفون الخاص بي (Galaxi 2000) شكله فخم وكاميرته - وأنا أهوى التصوير - سعتها عالية جداً، وفي الجهاز مزايا لا تعد ولا تحصى، وأنا - برغم كل التفاخر - مثل كثير من اليمنيين نحمل أجهزة الكترونية متطورة جداً هي في السماء ونحن في الأرض!!
شخصياً أستخدم التليفون ولا أجيد فهم أسراره التي لو ارتبطت بحاجتي وبذلت بعض الجهد للوصول إلى تلك الأسرار لأستفدت فائدة عظمى ولوفر عنّي هذا الجهاز الصغير ما لا أتوقع، لكن لأننا لا نربط الاختراع بالحاجة فترانا تائهين، كأن أذهب أنا أو غيري نبحث عن الإنترنت من دكان إلى دكان ولا ندري أن الجهاز الذي بين أيدينا عبارة عن مكتب متنقل!! وإذا أردتم فالإلكترونيات بمختلف أنواعها وتطورها وأشكالها هبطت علينا من السماء كبشر مستهلك، ففي مدارسنا لا يدرس الكمبيوتر، وإن قرأت إعلاناً على واجهة هذه المدرسة أو تلك فهو لذرّ الرماد في العيون ليس إلاَّ!! وفي مناهجنا تغيب اللغة الإنجليزية، لذا لن تصل بالطالب إلى أسرار الإلكترون بدون اللغة.
وانظر، فالإنترنت نتيجة جهلنا وتخلفنا استخدمناه أسوأ استخدام، وإن أردت فاسأل صحفيين وجدوا فيه حلاًّ لعجزهم، فتراهم يغرفون منه إلى الورق ما شاءوا!! وكل لحظة تكتشف في الصحف والمواقع الإلكترونية القادمة من المطابخ ما يندى له الجبين!! بينما الإنترنت تطور مذهل للعلم هناك في بلدان العلم يدركون أي نعمة هو، أما في البلدان المتخلفة فيستخدم الإنترنت والفيسبوك - مثلاً - في الإساءة للآخرين، وقليل من الناس مَنْ يستفيد من الغوص في المحيط الهائل فيستخرج من اللآلئ أصنافاً ومن جواهر العلم ما يهديه إليها عقله!!
للأسف أصبح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي دواوين تفرطة!! ما يهمني هنا أن الوزارة أقدمت على خطوة وهي متأخرة جداً، لكن إذا كان الأمر جدياً يمكن أن نلحق بشرط أن يتولاها مبدع وليس موظفاً!! وفي المدارس يجب أن تستنسخ هذه الإدارة إدارات، ويا ليت لو يصدر قرار آخر بربطها بإدارة تعليم اللغة الإنجليزية، وتفرض اللغة الإنجليزية مادة نجاح وأساسية ومن الصف الأول وإلاَّ لا فائدة، على أن الأهم أن يكون الأمر ضمن رؤية شاملة وليس - فقط - إضافة قرار إلى قرارات تُملأ بها الأدراج!! فنحن في غنى عن ذلك، وما لم يشاع التعليم الالكتروني فقل على الدنيا السلام، وتذكروا أن الحكومة السابقة لنتنياهو الأولى رفعت شعار «كمبيوتر لكل مواطن»، ووزعت آلاف الأجهزة على الفئات الفقيرة، وهناك عندهم أكثر من (4000) شركة تعمل في مجال الإلكترون تصنيعاً وتوزيعاً، والهند ذهب صاحب المايكروسوفت لاستثمار أكثر من مليار دولار في المجال الذي أصبحت فيه الهند متفوقة، في أسواقنا آلاف الأجهزة ومئات الناس يحملون أجهزة، وفي المكاتب تنتصب أجهزة تُرى كم منهم يجيد الاستخدام وليس التعامل فتحاً وإغلاقاً فقط؟ البداية من المدرسة إذا أردنا.