صنعاء نيوز/معاذ الخميسي -
- لن افتش مغطى التعليم العالي خاصة هذه الأيام لأن هناك ما يتسبب في ضيق الشرايين وارتفاع الضغط ويجلب الجلطات .. لكني سأتوقف عند حالة واحدة لن يصدقها أكثر المتشائمين ولن يستوعبها أفضل الفاهمين .. فمن المستحيل أن يأتي التأكيد الذي لا يدع مجالا للشك من داخل وزارة ما يسمونه "تعليم عالي" ليقول لأصحاب العقول النظيفة ولعباقرة الذهن المتقد والتحصيل العلمي المتميز .. مكانكم الآن الرصيف .. لم نعد في حاجة لكم .. ولا لعبقريتكم .. ولا لتميزكم .. ولا لعلمكم .. الباب يفوت جمل .. وفيه متسع لكم جميعا!!
- كارثة .. لا اكاد اصدقها لولا أن كشف الوزارة أمامي يشرح كيف يُكافأ المتميزون في بلادنا وإلى أي حدّ يصل الجحود والنكران والظلم لمن يأتي بتقدير الامتياز أو جيد جدا في دراسته الجامعية أو العليا في الخارج .. وبدلا من الاهتمام والاحتفاء بهم ودعمهم ليواصلوا تفوقهم .. يقال لهم بكل بساطة إذا أردتم مواصلة دراسة الماجستير أو الدكتوراه عليكم أن (تُدبّروا) رسوم المقعد الدراسي لكل عام من أعوام دراستكم!!
- هكذا في بلادي يتعاملون مع الإبداع العلمي والعقول التي تبني دولا وتحقق نهضة وتطورا .. وفي اتجاه آخر يأتي من يَحمَل الفاشلين دراسيا والمتعثرين لسنوات طوال على كفوف الراحة .. دلع .. غنج .. وقيمة مقاعد دراسية .. ومنح مالية شهرية .. لأنهم من أبناء المسئولين أو لهم صلة بشيخ أو بوجاهة أو بقائد عسكري .. وبعض منهم لا يفشل ويتعثر فقط.. بل ينحرف بدلاً من أن يحترف العلم ويأتيه المخصص المالي إلى حيث يتواجد..وزياده عليه قبلة في الرأس !
- شفتم المفارقة الصارخة بين المجتهد والكسول .. والمتميز والفاشل .. والمنضبط والمتلاعب .. الأول لا حاجة إليه وهو أول من يضايق ويضطهد ويحارب .. والثاني أول من تُسخر له الإمكانات وتجند له الوساطات ويتصدر التعيينات !!
- لا أدري من هو صاحب هذا المقترح الجهنمي .. وهل عنده عقدة نقص من أصحاب المؤهلات العليا .. والعقول النيرة .. أم أن الأمر دخل في حسبة تقليل النفقات .. ولم يجدوا أمامهم سوى أولئك الذين نالوا تقدير "امتياز" فقالوا لهم بوجه لا يعرف الحياء .. عليكم رسوم المقعد .. وعلينا المساعدة المالية !!.. ومعنى ذلك أن يوفر الطالب المتميز ما يصل إلى خمسة عشر ألف دولار أو عشرين ألفا .. ويدبرها حتى من الجن .. ليُكمل الماجستير او لينال الدكتوراه .. وكأن طلاب التميز ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب !!
- لمن يتغابى فقط من .. أحب أن أقول له المساعدة المالية التي تمنح للطالب اليمني شهريا في بلدان مثل اليابان أو ماليزيا أو الأردن أو لبنان .. لا تكفي لعشرة أيام .. ولان هناك من يحب العلم والتميز وليس عنده أب مسئول أو تاجر أو شيخ يرسل له ألآف الدولارات لزوم ( النغنغة) .. وأسرته بالكاد توفر قوت يومها .. فإنه يضطر للعمل في "مطاعم" أو " كبائع متجول" في بلاد الغربة بما هو محدد له من مساعدة شهرية ضئيلة جدا .. فكيف لمثل هؤلاء أن يوفروا مرة واحدة " رسوماً دراسية" تصل إلى "خمسة آلاف دولار" في العام !!
- لا أجد مبرراً واحداً قد يعفي صاحب أو اصحاب القرار من المسئولية في تحطيم المتميزين ومحاربة المتفوقين .. حتى ولو طلع لي من يقول نحن بحاجة إلى تقليل النفقات .. وهو يعرف أين هي النفقات التي تقصم ظهر الوطن والمواطن .. ولماذا لدى اليمن عدد كبير من الدبلوماسيين في الخارج يستنزفون ملايين الدولارات .. ولماذا لم يتم تحويل مرتبات "العسكر" إلى البريد .. وما قصة "الفرار والمنتدب" والأسماء الوهمية في كشوفات المرتبات (العسكرية) .. ومشاريع "المليارات" .. والسفريات التي لا تتوقف للمسئولين والوزراء في هذا الوقت الصعب .. والإسراف في شراء الكماليات .. ثم ما حكاية تجنيد عشرة ألآف جندي دفعة واحدة ولحساب من..ومن أهم وأولى (المرافقين) أو العقول ؟!
- تركوا كل أسباب الفساد .. وغضوا البصر عن أماكن "النفقات الهائلة " ووجدوا ضالتهم في الطالب المتميز .. والعقل المتفتح .. ليعاقبوه بسبب ما اقترفه من جرم بالحصول على تقدير امتياز!!
- رعاك الله يادكتور صالح باصره .. أين سنجد مثل موقفك وصراحتك .. ومن الذي سيرهن "حقيبة وزارية" بمصير مناصرة طالب متميز بعد ما غادرت .. وذكرك الله بالخير يادكتور عبدالوهاب راوح .. فمن الذي مثلك سيقول إلا المتميزين فهم خط أحمر !! .. وأين أيامك ياسلامي وياعسلي حينما كان للتميز أولوية لا تقبل "النقاش"!!
- وياوزارة تعليم عالي .. ويامالية .. وياحكومة هياااااااا وكيف .. عدشي معكم جنان غير هذا ؟؟ .. وغير محاربة "العقول" .. والقضاء على التميز ..وسحق التفوق!!