صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني - -
وللثورة الصحيفة عيدها الذهبي.. ولسان حال هذا العيد.. فعلا ليست الكلمة الا الطلقة عندما تتمثل روح الثورة والنزوع إلى تغيير كل ما هو عابث ومتخلف. وعندما تمد صحيفة الثورة عبدالله الصعفاني -
وللثورة الصحيفة عيدها الذهبي.. ولسان حال هذا العيد.. فعلا ليست الكلمة الا الطلقة عندما تتمثل روح الثورة والنزوع إلى تغيير كل ما هو عابث ومتخلف.
وعندما تمد صحيفة الثورة قدمها اليمني باتجاه النصف الآخر من القرن يكون من المهم ان لا يشغلنا الالتفات إلى الخلف عن النظرة إلى الامام.. بالمرتكز العقلي وليس بالقفز البهلواني.. بانتقاد الأخطاء ورفع معنويات الصائب دونما اضطرار لرفع صدور المترهلين لزيادة حجم جبل النفاق.. هذا الجاثم على تجليات الابداع الرباني لهذه البلاد.
وما أجمل المناسبات عندما تكون فرصة للتغيير.. تغيير أي سلوك خاطئ أو قناعة فاسدة.. اما أفسد القناعات التي تكرست عند بعضنا فهي عدم الادراك بانه لا يعني ان اعمل في صحيفة حكومية ان لا اكون صحفيا لأنه وبصدق.. مكانه الاعلامي ليست في علاقته بمن يحكم.. حكومة كانت أم حزبا وإنما بمستوى احترامه للرأي العام.. بقدرته على انتقاد الفساد المالي والإداري والفساد السياسي والتردي في القيم الأخلاقية والإنسانية تمثلا لكون الكاتب الصحفي هو ضمير مجتمعه ولا غنى له عن احترام الرأي العام.
في العيد الذهبي للثورة تلوح الاماني بأن يكون القادم أفضل وتكون (الثورة) عروس الصحافة وسيدة القلوب ورفيقة كوب القهوة عند من ينازعون الطيور لحظة الاستيقاظ.
ولم لا والمنافسة على اشدها في صحافة تبدأ بالورق ولا تتوقف عند الإعلام الجديد وعند مدونين من شباب الفيسبوك فرضوا أنفسهم قوة اعلامية جديدة لا تعترف بالمستحيل.
في العيد الذهبي لـ(الثورة) ما يدعو لتكريس قيم مهنية جديدة تجعل الصحفي يرتقي بأدائه دون ان يهاجر إلى صحيفة حزبية أو مطبوعة خارجية أو قناة فضائية.. وفي أي مناسبة إعلامية ما يدعو لان لا يكون الصحفي مجرد وكيل عن وزير أو قيادي حزب أو مجموعة تجارية لأن الصحفي والصحيفة باختصار مرآة لمجتمعه لكن لا يجوز ان تكون المرآة محدبة أو مقعرة وإنما مستوية.. مستوية وحسب.
ليس من لوازم الإعلام الحكومي أن يكون بعيدا عن الشارع أو مجرد وكيل عن مجموعة من الناس.. لأنه وبصراحة شديدة لو كان الاعلام الحكومي يقول الصدق للحكومات السابقة ما عشنا كل هذه السلسلة من الازمات.
ومن نافل القول الإشارة إلى انه عندما تشير صحيفة باصابع التهمة إلى مسؤول وتؤكد على فساد أو تلاعب صارخ بالمال العام أو في مصالح الناس فلا يجوز ان تسكت أي صحيفة مثلما لا يجوز ان تواجه الحكومة ذلك بالصمت، والصحيح ان يتم النفي أو الشكوى للقضاء.. اما الصمت فإنه لا يعبر إلاّ عن احد شيئين.. إما عدم احترام مشاعر المواطنين الباحثين عن الحقيقة أو الاعتراف بالفساد.. وبوقاحة.
ومن العيب هذا التقسيم للصحف حتى في المواقف لأن الكلمة هي الكلمة بصرف النظر عن وسيلة النشر والممول.. وعيب ان يحتار أحدنا بين ان يكون ممسكا بطبل أو بسكين وفقا للصحيفة التي يعمل بها.
وليس أقل في مناسبة العيد الذهبي لـ(الثورة) من الدعوة إلى صحافة حكومية محترفة قريبة من الشارع لا يكون ما يصدر عنها مجرد كلام جرايد.
في العيد الذهبي لصحيفة الثورة المتزامن مع العيد الذهبي لثورة سبتمبر الخالدة يكون من المهم ان اعلق بالقول: ليتوجه الجميع إلى الانسجام مع المبادئ.. والمبادئ على أي حال ليست أحذية أو قمصانا وكل عام واليمن أفضل.