صنعاء نيوز/معين النجري - -
قبل أن يصرح المصدر العسكري والمصدر الرسمي ويكشف عن أسباب الانفجارات التي حدثت صباح أمس في موقع الفرقة أولى مدرع نشرت بعض المواقع في الانترنت الخبر, كل موقع بحسب التوجهات و التعليمات التي تلقاها مسبقا للتعامل مع مثل هكذا أحداث دون التأكد من أي مصدر عن حقيقة ما حدث .
حتى المواقع التي كانت تحاول أن تقدم نفسها للقارئ بشكل محترم خلال الفترة الماضية سقطت أمس بشكل محزن للغاية.
لقد تحولت معظم المواقع _ولو لم يتم التوضيح لتبعتها باقي الصحف و الوسائل الإعلامية الأخرى _ إلى إعلام حربي موجه يعمل على تعبئة الشارع مع طرف ضد آخر, فما نشر لم يكن إلا محاولة لإشعال فتنة يعمل الصالحون في هذا البلد بالتعاون مع الأشقاء و الأصدقاء من أجل تفاديها منذ أول مسيرة وأول رصاصة وأول انفجار شهده اليمن.
ولان سوء النية موجود عند جميع الأطراف المتصارعة على وطن أنهكته خلافات أبنائه افترضت تلك المواقع الإخبارية أسوأ السيناريوهات واخطر التوقعات لتبثها للناس على أنها حقيقة واقعة , وهذا يعني أن على باقي الأطراف التعامل معها كحقائق تُبنى عليها مواقف.
لن أتطرق هنا إلى ملابسات وأسباب الانفجارات , ما يهمني في هذه الزاوية اليوم هو كيف يجب أن نتعامل مع الأحداث و المستجدات سواء الطارئة أو المتفق عليها في ظل فترة انتقالية دخلناها باتفاق سياسي ومايزال كل طرف يضمد جراحه الغائرة.
صحيح أن هناك دماء سفكت وأرواحا أزهقت نتيجة انفجارات أمس لكن سيكون هناك لجنة تحقيق هي من يجب أن توضح للناس أسباب ما حدث.
يبقى على أبطال الطوائف وزعماء الأحزاب والجماعات السياسية الذين يتداولون على شاشات الفضائيات ويتحدثون عن تهدئة وعن وجوب تهيئة الأجواء للحوار , يجب على هؤلاء أن يطلبوا من صحفهم ومواقعهم الإخبارية وقنواتهم الفضائية, والصحف و المواقع المساندة لهم ترجمة ما يقولونه ليصبح واقعا في ما تنشره و تبثه هذه الوسائل وأن تتحرى الحقيقة , فقط نريد منهم ومنها الحقيقة في كل ما ينشرونه, هل هذا صعب جدا ؟ لا اعتقد.
قليلا من المصداقية وحسن النوايا لنساعد الخيرين من أبناء البلد في ما يبذلونه من اجل المستقبل القريب لليمن.
لقد سبق ودعا رئيس الجمهورية _أكثر من مرة_ وسائل الإعلام إلى التهدئة الإعلامية لتساعد على تطبيق ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية, لكن شيئاً من هذا لم يحدث , فما تنشره بعض وسائل الإعلام يوحي بأن هناك من يستعد لمعركة جديدة أو أننا فعلا نعيش معركة خفية سرعان ما ستظهر على السطح لتأكل الأخضر واليابس.
والغريب في الأمر أن هناك من أبطال هذا التسخين غير المبرر من يظهر على الشاشات ليتحدث عن الوطن ومصلحة الوطن وما يجب أن يكون ليخرج الوطن من أزمته بينما إنتاجه على الواقع في صحفه أو مواقعه الإخبارية أو فضائياته يقول بعكس ذلك تماما .
أنا هنا لا أوجه اللوم لطرف دون أخر أو استهدف طرفاً بعينه , بل إن جميع الأطراف السياسية تقوم بذلك, لكن بطرق مختلفة غير أن النتيجة ستكون واحدة فكل الطرق التي تسلكها وسائل إعلامهم تؤدي إلى رأس نيرون وروماه.
حتى أصبحت ثقة الشارع بحرص الأشقاء على عدم اشتعال اليمن اكبر من ثقتهم بحرص بعض القوى السياسية في الداخل وهذا شيء مؤسف للغاية.
شكرا للمصدر العسكري الذي سارع إلى إسكات بعض الأصوات الإعلامية التي أرعبت الناس يوم أمس ونحن بانتظار الحقيقة كاملة حول ما حدث أمس من انفجارات هزت صنعاء.