صنعاء نيوز/عبدالخالق البحري -
أقيم في مستشفى الأمل للطب النفسي بصنعاء حفل خطابي وتكريمي بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية والذي يصادف الـ10 من أكتوبر من كل عام، وحددت منظمة الصحة العالمية يوماً عالمياً للاهتمام العالمي بالصحة النفسية وزيادة الوعي العام بها وإجراء المناقشات حولها وتشجيع تقديم الخدمات النفسية والاستثمار فيها، ويأتي الاحتفال العالمي لهذا العام تحت شعار "الاكتئاب أزمة عالمية" لما للاكتئاب من انتشار واسع.
وفي الاحتفال الذي حضره أ.د/ عبدالمجيد فرحان مستشار وزير الصحة العامة والدكتورة/ بلقيس جباري رئيس مركز الارشاد النفسي بجامعة صنعاء أكد الدكتور/ محمد عبدالحبيب الخليدي مدير عام البرنامج الوطني للصحة النفسية بوزارة الصحة العامة والسكان بأن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، حيث يعاني أكثر من 450مليون شخص في العالم من اضطرابات نفسية منهم 350 مليون شخص يعانون من الاكتئاب من مختلف الأعمار على مستوى العالم ويموت أكثر من 800 ألف حالة بسبب الانتحار الذي يعتبر احد الأمراض التي تسبب عجزا وخللا في المجتمع لكنه قابل للعلاج والشفاء.
ونوه الدكتور الخليدي بأن الصحة النفسية لم تلق ما تستحقه من الدعم والاهتمام المناسب، مع أن وزارة الصحة وضعت الصحة النفسية من أولويات النظم الصحية وتعد لها الخطط والبرامج من اجل زيادات خدماتها التي ما تزال في طور النمو عن طريق إدماجها في نظم الرعاية الصحية الأولية في المستشفيات الحكومية، ولدى وزارة الصحة العامة إستراتيجية وطنية متكاملة لتقديم وتحسين خدمات الصحة النفسية في عموم محافظات الجمهورية، من خلال تنفيذ العديد من الدورات التدريبية للأطباء والممرضين العاملين في مجالس الطب النفسي وكذلك التوعية المجتمعية في المدارس للوقاية من مخاطر الادمان والاضطرابات السلوكية وكذلك دعم بعض المستشفيات والمصحات النفسية بالعلاجات النفسية بحسب الإمكانيات المتاحة، وهناك تطلع كبير في زيادة المرافق النفسية حتى تغطي خدمات الصحة النفسية جميع المحافظات وبحسب الأولوية، وزيادة الدعم المادي للبرنامج الوطني للصحة النفسية لتقديم خدمات متميزة وجيدة للصحة النفسية.
من جانبه أوضح الدكتور/صلاح الصنعاني نائب مدير مستشفى الأمل للطب النفسي في كلمته بان الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية يأتي استكمالاً لما تقوم به المستشفى من دور ريادي في مجال الطب النفسي، حيث حصل المستشفى على جائزة الأحمد الصباح للعمل الخيري المتميز، وسيدشن المستشفى حملة توعوية تثقيفية تهدف إلى زيادة الوعي حول الثقافة النفسية وما يتعلق بها، ويعتبر العمل في مجال الطب والصحة النفسية من أكثر المجالات صعوبة وتنفيذاّ كونه يتعامل مع العقل كما تعتبر الخدمات النفسية من أصعب الخدمات وأكثرها كلفة كونها تتعامل مع أشخاص غير قادرين على التفكير بطريقة صحيحة وغير مدركين لتصرفاتهم ما يجعل العبء الكبير على المستشفى في الصيانة والخدمات المساعدة.
وأشار الدكتور الصنعاني بأن التحديات كبيرة أمام مقدمي الخدمات النفسية ومنها قلة المستشفيات التخصصية والكوادر المتخصصة وكثرة الحالات وتزايدها يوماً عن يوم, ومن أهم التحديات أن معظم المصابين بالأمراض النفسية هم من الفئات الأقل دخلاً والأكثر فقراً بالإضافة إلى التكلفة العالية لهذه الخدمة وازدياد الحالات، حيث تشير إحصائيات مستشفى الأمل أن إجمالي حالات المعاينة خلال العشرين عام بلغ أكثر من 300 ألف حالة تقريباً بينما إجمالي حالات الرقود بلغ حوالي 20 ألف حالة تقريباً ورغم كل الصعوبات يقدم المستشفى كل هذه الخدمات بالإضافة إلى تقديم الخدمات الأخرى المساندة كخدمة المختبر وتخطيط الدماغ وخدمات المختبر النفسي والجلسات الكهربائية وخدمات الكشافة وتخطيط القلب وخدمات الوحدة النفسية.. كما أن معظم المصابين هم من فئة الشباب من سن 21-30سنة الفئة المنتجة.
كما ألقيت كلمتان للأخوين الدكتور/ عائض طلحة عن الأطباء وأنور جارالله عن الداعمين أشارتا إلى أهمية تضافر الجهود الوطنية الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتطوير وتحسين خدمات الصحة النفسية في اليمن، كون الأمراض النفسية من أكثر الإعاقات للإنتاج العطاء ومن أكثر الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الفرد والمجتمع والأمة، فهنا قصور وصعوبات كبير لقطاع الصحة النفسية تتمثل في نقص التثقيف النفسي والتوعيةـ الإهمال الشديد من قبل الدولة والقطاعين العام والخاص المنافسة الحادة لمقدمي خدمات الصحة النفسية من قبل المعالجين التقليديين، الوضع المادي الصعب للطبيب النفسي.. ودعت إلى ضرورة الاهتمام بقطاع الصحة النفسية وإعطاؤها ما تستحق لان الإنسان اليمني من حقه أن يتمتع بعقل سليم وتفكير سليم وصحة نفسية تساعده على أداء واجبه تجاه الوطن والإنسان.
تخلل الحفل عدد من الأناشيد والقصائد الشعرية المعبرة..وفي ختام فعاليات الاحتفال تم تكريم عدد من رواد وداعمي الصحة النفسية في اليمن..
|