صنعاء نيوز -
وصفت التسوية السياسية في اليمن والتي تطبق على الأرض منذ أواخر نوفمبر 2011مـ . بأنها تاريخية وشرط أن تكون كذلك أن تمتاز بالفاعلية والكفاءة . الأمر الذي يقتضي أن تكون متضمنة من المعايير ما يجعلها تستوعب جميع القوى والأحزاب والأطراف بدرجات متساوية من الندية والتكافؤ . لأنها ستعيد بناء المنظومة العامة على أسس جديدة . وبصوره جذرية وشامله . وما نواجهه في الممارسات أن أحزاب اللقاء المشترك والعسكري المنشق ومعهم بني الأحمر يتعاطون مع التسوية بمنطق بالي شديد الهمجية والتخلف . وبالذات إقصائهم وعدم قبولهم أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي . الشريك الأساسي في التسوية , والرقم الذي من الجهل وعدم الحرص العمل على عدم تجاوزه .
وهم أحزاب لها مرجعياتها التنظيمية وجماهيرها وامتداداتها في اغلب محافظات الجمهورية وهي فاعله ومؤثرة وليست هلامية أو منسوخة لاكنها أصيله وقانونية تمارس أنشطتها المختلفة وفقا للدستور وعلى ضوء مختلف القوانين واللوائح والأنظمة النافذة . وهي قد حصلت على إشهاراتها القانونية حتى قبل مثيلاتها من بعض أحزاب اللقاء المشترك , والتي ما هي منسوخة مرتين وثلاث وأربع . وتفتقد إلى الشرعية القانونية من كثرة المنازعات في ما بينها على الأحقية والمشروعية . الى حد ان وجود بعضها منعدما إلا من الاسم وأشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وفاقدة بحق لمسوغ الوجود الجماهيري الفاعل . والفرق بين أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وأحزاب في اللقاء المشترك لديها من الدعم المالي والاستمارات ما تنفقه بسخاء هنا وهناك فيقال عنها إنها أحزاب فاعلة .
عموما فان صياغة مستقبل البلاد على أسس جديدة تستدعي قدر عالي من الشراكة والمسؤولية من قبل الجميع والإقرار بذلك فكرا وسلوكا وسياسات . فأحزاب التحالف الوطني جميعها وقعت على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية , بل وساهمت في سيادة وبلورت محاور تلك الآلية كما وباركت في بيان رسمي معلن تشكيل الحكومة الانتقالية ( حكومة الوفاق ) بصيغتها وتشكيلها .
كما أصدرت أحزاب التحالف بيانات بتأييد القرار ألأممي رقم (2014) وأيضا القرار (2051) بالرغم من انها ترى انه كان غير متوازن وجاء ثمرة تقرير أيضا غير متوازن ومنحاز من المبعوث ألأممي / بن عمر .. لصالح فرقاء العمل السياسي في اللقاء المشترك . لاكن ما يجري اليوم على الواقع ان أحزاب اللقاء المشترك و العسكري المنشق وبني الأحمر يعتبرون أنفسهم هم فقط المعنيون بالتسوية السياسية , وأنهم وحدهم من أوكلت لهم رسم ملامح المستقبل وصياغة المعادلات السياسية والدستور والقوانين والأنظمة وغيرها وبالطريقة التي تحلوا لهم وبما يتفق مع مقاساتهم . وبدؤوا يتعاملون مع السلطة والوظائف ومنضومة الدولة بمنطق الاقتسام والمحاصصة في ما بينهم دون غيرهم من شركاء التسوية . ووصلت بهم الممارسات التعسفية وعقلية إقصاء وعدم قبول الآخرين أن قاموا بفصل ما يقرب من خمسة ألاف منتسب إلى الوظيفة العامة والمحسوبين على أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي , واستبدلوهم بكوادر محسوبة على قوائمهم التي تتزايد يوما عن يوم . وبما يخل بالموازين والمعايير التي تقتضيها التسوية المتفق عليها .
وبهذا فان أحزاب التحالف تحذر من مغبة التمادي في هذا الاتجاه ومن النتائج الوخيمة التي سترتب على ذلك بما قد يضر بأسس التسوية السلمية وقدرتها على الصمود .. وان أحزاب التحالف ترفض هدا المنطق الغارق في فهم السلطة ودواعي الإقصاء وعدم القبول بالأخر وبالشراكة وبالتكافؤ مع الآخرين في تقرير المصير وتحديد معالم المستقبل ..
كما ان أحزاب التحالف تنوه الى انه قد أوشك صبرها على النفاذ وان الكيل الظالم قد فاض بها .. فهيا ليست على استعداد لقبول السير في هذه الطريق او التفريط في حقوقها المختلفة كشريك فاعل من الصعب إلغاء دورة او تخطيه لمصلحة الطامعين والفاسدين .. وللأسف الشديد فان محور تواجد وحركة المبعوث ألأممي السيد / جمال بن عمر .. محصورا في تلك الأوساط من أحزاب اللقاء المشترك والعسكري المنشق وبني الأحمر تشاورا وحوارا وفعاليات بعيدا عن غيرها من الأطراف الموقعة على أدبيات التسوية السياسية مما يفقده الأهلية في أداء مهامه بحيادية ونزاهة وعدل .. وعليه إن أراد وصفا بالوسيط النزيه – وهو ما لن يثبت حتى الآن – ان يفوق الى الدور والمهام المنوطه به , وما يجب ان يتحلى بها من سمات .. عليه ان يعطي الآخرين نفس القدر من التواصل والحوار وإشراكهم في ما يسعى الآخرون نحو إقصائهم عنه بالقيام بزيارات ميدانية الى مقرات أحزاب التحالف واللقاء مع قاداتهم وتلمس رؤاهم ومعاناتهم السياسية ومجمل ما لديهم من ملاحظات وأفكار .. لأنهم ببساطة جزء لا يستهان به من المعادلات السياسية على الأرض .. وشركاء أصليين وفاعلين في التسوية كما يعلم هو والآخرين وبالذات الدول الراعية للتسوية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن . وذلك سيسهم دون شك في خلق مناخات ايجابية عالية الفائدة في ما يتعلق بالإسراع في تنفيذ بنود التسوية ومتطلباتها والعمل على إنجاحها .. واذا استمرت الممارسات الإقصائة لأحزاب التحالف الوطني من قبل / جمال بن عمر – وعدم حياديته في التشاور والاستماع إلى جميع الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة والآلية التنفيذية بنفس القدر الذي يبدله مع الآخرين ..
إن أحزاب التحالف ستجد نفسها في موقف يفرض عليها ( اتخاذ موقف تجاه المشاركة في الحوار الوطني ) ..
صادر عن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي |