صنعاء نيوز - علي ناصر:القمع وتجاهل المطالب الحقوقية لقيادة وناشطي الحراك أنتج لديهم رغبة فك الإرتباط
قال الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد أن هناك ترحيب بمؤتمر لندن الدولي حول اليمن من قبل القيادة اليمنية، وبعض فرقاء المعارضة الجنوبية وأنصار الحراك الجنوبي السلمي. غير انه شدد على ضرورة "التعامل مع المؤتمر بكل جدية حيث أننا نتفهم بواعث قلق المجتمع الدولي من أن تصبح اليمن ملاذاً للإرهاب والجماعات المتطرفة". معتبرا في رده على أسئلة حوار إستطلاعي لصحيفة "العرب اليوم تنشره اليوم الأثنين:" ان دعوة الرئيس علي عبدالله صالح إلى حوار وطني لا يزال كلمة في الهواء كونه لم يكن نابعاً من إرادة حقيقية تتمثل في تنفيذ خطوات عملية صادقة تتعلق بوقف الحرب شمالا والقمع جنوبا، وغيرها من قضايا الحقوق والحريات والإفراج عن المعتقليين".
وقال ناصر بالمناسبة :"أننا لا نجد في الحلول الأمنية والعسكرية عاملاً باعثاً للاستقرار في اليمن" الذي قال:" أن فيه "تتفاعل قضايا خطيرة وتتفاقم ظروف شعبه الفقير يوماً بعد يوم".
مشددا بالمناسبة على ضرورة مكافحة الإرهاب ومن باب أولى اجتثاث بؤره وبواعثه ومنها الفقر والبطالة وانتشار الأمية والفساد المالي والإداري والأخلاقي وعدم الاستقرار السياسي الذي يشكل مبعثاً أساسياً لكل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية".
وأشار في إجابته على أسالة صحفيين عرب شاركوا فيها من خلال النافذة الإستطلاعية "ضيف تحت المجهر" على موقع صحيفة جريدة العرب اليوم الإلكتروني" أن:"السقف السياسي للحراك يحدده قادة وناشطوا الحراك"، والذين قال:" أنهم كانوا في بادئ الأمر وقبل ما يقارب الثلاث سنوات يتحدثون عن مطالب حقوقية ولم يتم الاستجابة إليها ثم ارتفع السقف إلى الرغبة في فك الارتباط"، والذي قال انه :"عائد في الحقيقة إلى تجاهل مطالبهم إضافة إلى ممارسة القمع ضدهم لاسيما وهم يعلنون تمسكهم بالنضال السلمي المشروع والذي يكفله الدستور والقانون".
وعن ملامح اليمن القادم ؟ وموقفه من مؤتمر لندن حول اليمن قال الرئيس الأسبق أن :"من الصعوبة بمكان التكهن بملامح اليمن القادم" كون ذلك حسب قوله "مرهون بمصداقية اللجوء إلى الحوار الوطني الشامل والكامل وغير المشروط من عدمه".
مشددا على ضرورة أن يؤسس الحوار لمصالحة وطنية واستقرار سياسي في البلاد ينهي الاحتكام إلى لغة السلاح القائمة في شمال الشمال بمحافظة صعدة وغيرها وإنهاء عسكرة الحياة المدنية في الجنوب ووقف القمع والعنف، والإفراج الفوري وغير المشروط على المعتقلين والمختطفين من النشطاء السياسيين والإعلاميين".
حوار الرئيس لايزال كلمة في الهواء
وأكد الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في توضيحه لموقفه تجاه دعوة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار الوطني الشامل تحت سقف الوحدة في اليمن:" أن الحوار وكما قلت في وقت سابق لا يزال كلمة في الهواء مالم يكن نابعاً من إرادة حقيقية" قال ان لها "مؤشرات بسيطة منها على أقل تقدير ما ذكرناه في أكثر من مناسبة إبداء حسن النية من خلال وقف الحرب في الشمال والقمع في الجنوب وإعادة الاعتبار للحياة السياسية والمدنية وتخليص الهامش الديمقراطي من القيود المتعاظمة التي تخنقه كل يوم وتحرير الصحف وعلى رأسها صحيفة الأيام العريقة واحترام حرية الرأي والتعبير والإفراج الفوري وغير المشروط على المعتقلين والمختطفين السياسيين والإعلاميين وعلى رأسهم هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام والحد من الثارات والفتن التي قال أنها تزعزع السلم الأهلي وتهدد السلام الاجتماعي، إضافة إلى إعادة الحقوق لأصحابها وصولاً إلى الشراكة والمواطنة المتساوية بقوة القانون لا قانون القوة".
مشترطا في ضمان نجاح الحوار أن يكون شاملاً لجميع الأطراف ولايستبعد أي ملف من ملفات الأزمة اليمنية المعقدة".
وإعتبر أن مشكلة الفجوة الحاصلة في الدول العربية خصوصا بين المواطن والمسؤول تكمن في:"أن الخلل في هذه المسألة يسير بأبعاد رأسية وأفقية فلا النظام السياسي قادر على الاستفادة من النخب بطريقة واعية وحكيمة ولا النخب قادرة على التعامل مع متطلباتها بطريقة تجعل الحاكم يرضخ للتغيير".
منوها إلى ان هذا "عائد إلى قصور كيفي وكمي يحتاج إلى وقت طويل ومثابرة وتضحيات من كل مؤمن بقضية التغيير وهناك دراسات معتبرة عالجت هذه المسالة وخاصة العلاقة بين السلطة والمثقف في الوطن العربي ولكنها لا تزال حبيسة الأطر النمطية التي تحتاج هي الأخرى لتحريرها أو التحرر منها". مستدلا بالمثل القائل: "إذا رأيت المثقف يتردد على باب الحكام فبئس الحاكم وإذا رأيت الحكام عند المثقفين فنعم الحاكم"، ونحن لا نريد أن يتحول المثقفين إلى وعاظ للسلاطين والحكام" .
وأشار إلى ان "القضية الفلسطينية لا تزال وستبقى قضية الشعب العربي المركزية ، وأقول الشعب العربي لأن الرهان الحقيقي هو على الشعوب وليس على الأنظمة والحكومات"، وتابع:" ولئن كانت الشعوب العربية غير قادرة وليس متاحاً لها اختيار أنظمتها على النحو الذي يلبي طموحاتها من المحيط إلى الخليج فإن الزمن كفيل بتغيير هذه المعادلة التي ليست صنماً وحينها اعني عندما يحصل الانسجام التام بين الأنظمة والشعوب".
وقال في رده على سؤال لأحد الصحفيين الفلسطينين عن إمكانيةإعادة القضية الفلسطينية إلى قضية العرب الأولى:" سترى يا أخي عبد الشافي أن فلسطين قلبنا النابض ودمنا الذي يجري في العروق وبالتالي فهي مركزية حتى العظم. أضف إلى ذلك أن الاختلال القائم بين الأنظمة العربية مع بعضها وضعف دور الجامعة العربية وسطوة المشاريع الغازية والمشبوهة بحكم توافر عوامل عديدة منها بل أهمها الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني قد أسهم كل ذلك في ترسيخ الاعتقاد بأن فلسطين لم تعد قضية عربية مركزية وهذا لن يستمر إن شاء الله".
وأضاف الرئيس ناصر"لقد أكدت في الماضي والحاضر في أكثر من مقابلة لا للانقسام ولا للاستسلام ونعم للحوار الوطني للخروج من هذه الأزمة التي تمر بها الساحة الفلسطينية لان الدماء الفلسطينية أغلى من كل المناصب والأموال".
|