استطلاع: فضل عيوة -

محمية عتمة واحدة من المناطق اليمنية الجميلة بمناظرها الطبيعية وشعابها الدائمة الاخضرار، كما انها تمتلك العديد من المقومات السياحية الجذابة، حيث تجمع طبيعتها بين المناظر الخلابة والحصون والقلاع الاثرية، اضافة الى ماحباها الله من التنوع البيئي الفريد.. لتشكل في مجملها لوحة فنية غاية في الابداع والروعة.. حيث تتخلل تلك الجبال والوديان والسهول والغابات والاحراش الكثيفة التي تحتضن الاشجار والنباتات المختلفة والنادرة بما فيها المعمرة والطبية والعطرية والزينة.
جمال الطبيعة وسحر المكان جعلنا نقصد هذه المحمية ونخرج بالحصيلة التالية:


تقع عتمة في الجنوب الغربي من العاصمة اليمنية «صنعاء» التي تبعد عنها 158كم وتتبع ادارياً محافظة ذمار التي تبعد عنها 58كم غرباً.. ويحدها من الجنوب القفر ومن الشمال ضوران آنس وجبل الشرق ومديرية السلفيه بمحافظة ريمة ومن الشرق مغرب عنس ومن الغرب وصاب العالي.
وتبلغ المساحة الكلية للمديرية 460 كم مربع مايعادل 46الف هكتار.
ويبلغ عدد سكانها 154.284 نسمة حسب التعداد العام للسكان 2004م وتتميز المنطقة بالتنوع المناخي الذي ادى الىالتنوع البيئي والحياتي، وتتكون مديرية عتمة من خمسة مخاليف هي: حمير الوسط (18) عزلة، (بني بحر) (18) عزلة، السمل (6) عزل، سماه (9) عزل، رازح (9) عزل.. حيث ان هذه المخاليف تضم (06) عزلة مقسمة الى (435) قرية مكونة من 96402 مسكناً و2463 محلاً تجارياً وغيره.

تنوع تضاريسي
ان التنوع المناخي والتنوع الجغرافي المتمثل في الهضبات الجبلية والسهول الواسعة ووجودالمدرجات ذات التربة الزراعية الخصبة قد دفع بالسكان الى استغلال الارض في زراعة الكثير من انواع المحاصيل الزراعية، حيث يعمل 71٪ من السكان في الزراعة.. وينقسم الانتاج الزراعي الى ثلاثة اقسام- الانتاج النباتي والذي يشمل المحاصيل الحقلية مثل الحبوب بأنواعها والبقوليات الجافة، ويأتي محصول الذرة الرفيعة باصنافها المختلفة في مقدمة المحاصيل وتليها الذرة الشامية والدخن.. كما يتم زراعة اغلب اصناف الفواكه واللوزيات والحمضيات والخضروات، وكذا المحاصيل النقدية مثل البن والقات، اضافة الى زراعة السمسم والخردل.
كما انه لايكاد يخلو منزلاً في عتمة من وجود الابقار والاغنام والدجاج البلدي وكذا الجمال عند البعض.. كما انه يوجد الكثير من النحل في مختلف القرى والعزل بطول المديرية، حيث يساعد على تربية النحل وجود انواع النباتات المختلفة والغابات والأحراش واشجار السدر والعسق والضبة.

المعالم السياحية
تمتلك مديرية عتمة امكانيات كبيرة للارتقاء بالنشاط السياحي فيها سواءً سياحة داخلية او خارجية لتميزها ببعض الخصائص الطبيعية والتاريخية التي تشكل في مجملها لوحة صالحة للاستقطاب السياحي.
وتنتشر في ارجاء المديرية العديد من المعالم التاريخية والمواقع الاثرية الهامة والتي تختلف باختلاف العصور الحميرية والاسلامية -والكثير من المخطوطات الاسلامية- وكذلك وجود الاضرحة والمساجد القديمة التي يصل عمر بعضها الى 700 سنة.
كما نجد ان الحصون والقلاع التاريخية تقف شامخة على رأس كل جبل لتشكل درعاً قوياً لسكانها وكذلك منتزهاً رائعاً للمرتادين وهذه الاماكن يداعبها الضباب كل صباح ليبشر بيوم جديد من الحياة الجميلة.. ويعود تشييد هذه القلاع والحصون الى فترات تاريخية مختلفة ويزيد عددها عن خمسين قلعة وحصن.. تحتوي بعضها 360 غرفة مثل حصن الشرم، كما تحتوي ايضاً الكثير من المدافن الارضية كمخازن للحبوب.. اما القلاع فهي تحتوي على الكثير من الكهوف والمدافن مثل قلعة بني اسد التي يوجد بها 360 مدفناً.. واشهر هذه الحصون والقلاع حصن الحربي وحسن حيدر والحوادث وبني السمحي والمحصن والبرح وحسن الاتام اما القلاع فقلعة بني اسد والذاهبي وسماه وقلعة الذهب الناطق. وقلعة وحصن حبوس عزلة عيوة.
ومن المساجد القديمة ذات الطابع الاثري في مديرية عتمة مسجد جوفه وجامع الحقيبة وجامع عيوه، وغيرها كثير.. وهناك ايضاً الكثير من الاضرحة اشهرها ضريح المطهر محمد الجرموزي المزين بالزخارف القديمة الرائعة.. اما المخطوطات فتوجد على شكل مقتنيات لدى مكتبات خاصة مثل بيت معوضة والجرموزي وبني المعلمي والغابري والسماوي.

طبيعة ساحرة
كما تتميز المديرية بوجود الكثير من الغابات والاحراش التي تتكون عادة من الاشجار المعمرة والاشجار الحولية والطبية والعطرية والزينة والفطريات والطحالب، ولا تكاد تخلو اية عزلة من وجود هذه الاحراش النباتية الكثيفة.
أما الوديان فيوجد في المديرية اكثر من عشرين وادياً يتمتع كل واد منها بالارض الخصبة وتنوع المحاصيل والنباتات بشكل دائم مما يجعلها تشكل غابات من الخضرة طوال العام ومن هذه الوديان المشهورة وادي رماع، وادي النار، وادي حلمه، وادي حمير، وادي المعصرة.. وغيرها كثير.
أما الغيول والتي يعتمد عليها في سقاية البن والطلح والطنب والكثير من الاشجار الحراجية والمثمرة يصل عددها في المديرية اكثر من 150 غيل تقريباً.
وهناك ايضاً الشلالات الناجمة عن تساقط الامطار الموسمية وتنحدر من قمم الجبال والمرتفعات وتكون مستمرة بشكل دائم في مواسم الامطار ومن اجمل هذه الشلالات المحصن، وشلالات سيل سرابة وعددها أكثر من 40 شلالاً، اضافة الى شلالات بني غصين وحلمه وعيوه والغربي والشرقي وسيل الذرح، ويتراوح ارتفاع هذه الشلالات ما بين «100- 1000» متر تقريباً.
كما يوجد هناك حمامان طبيعيان هما: حمام السيلة، وحمام مقفد وهذان الحمامان يرتادهما كثير من الناس للتداوي من امراض الروماتيزم والكلى وامراض الجلد والاورام الخبيثة.

تنوع بيئي
تعتبر مديرية عتمة متحفاً طبيعياً لانواع كثيرة من النباتات النادرة وذات الفوائد المتعددة سواءً من ناحية طبية او عطرية او زينة.. وهذا جعل المنطقة من المناطق الهامة والغنية بالتنوع البيئي وتغطي الخضرة ما نسبته 90٪ من اجمالي مساحة المديرية.. وهذا ما جعلها علاج كل عليل يطلب الدواء الشافي والراحة والاطمئنان ومحطة تزود الالهام لكل مبدع وفنان وعزاء لكل محب يعشق جمال الطبيعة التي صنعها الخالق سبحانه وتعالى.. وتشير الدراسات الى ان بيئة عتمة تحوي اكثر من 800 نوع من النباتات الطبية النادرة.
كما ان هناك تنوعاً حيوياً في الحياة البرية، حيث يوجد الكثير من انواع الطيور المختلفة ذات الالوان المتميزة مثل الحمام والهدهد وابو قردان والبلابل والحسون والعندليب والببغاء ونقار الخشب والبورع وغيرها.

> من المحرر:
رغم ما تتمتع به محمية عتمة من شلالات وعيون ووديان، الا ان هذه الثروة المائية الكبيرة مهدورة ولا يستفاد منها، حيث لا توجد سدود أو حواجز مائية لتجميع هذه المياه.
لذلك ادعو وزارة الزراعة والري بلفت عنايتها الكريمة بالنظر الى هذه المديرية المحرومة ورفدها بمجموعة من الحواجز المائية وخصوصاً تلك العزل المحرومة مثل عيوة والغربي والمصانع.