shopify site analytics
رئيس جامعة ذمار يتفقد دائرة المكتبات ويبحث خطط تطوير المكتبة المركزية - رئيس الجامعة يدشن امتحانات الفصل الدراسي الأول بمعهد التعليم المستمر - مصلحة الدفاع المدني تنظم زيارة إلى معارض الشهداء بالعاصمة صنعاء - اسدال الستار على بطولة الجمهورية للعبة الملاكمة - انطلاق الماراثون الطلابي لكليات جامعة ذمار كخطوة نحو البطولة الوطنية - ذمار تكرم اسر الشهداء - مجموعة إخوان ثابت تدعم هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة بأدوية خاصة - في ذكرى الفاجعة وألم الفقد.. عبدالجليل حيدر .. الفقيد الإنسان - الكرملين: لهذا السبب استهدفنا أوكرانيا بصاروخ أوريشنيك - واشنطن تهدد.. لماذا لا تعترف بعض الدول بالمحكمة الجنائية الدولية وترفض الانضمام اليها -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ولد كونيتز لأسرة يهودية من أصل روسي، في مدينة وورسيستر من ولاية ماساتشوستس عام 1905، وذلك بعد أسابيع قليلة من انتحار أبيه،

الإثنين, 03-ديسمبر-2012
صنعاء نيوز/ بهاء الدين الخاقاني -
ولد كونيتز لأسرة يهودية من أصل روسي، في مدينة وورسيستر من ولاية ماساتشوستس عام 1905، وذلك بعد أسابيع قليلة من انتحار أبيه، وهو ابن خياط مهاجر الى أمريكا من ليتوانيا، وبعد تخرجه من جامعة هارفرد عام 1926، عمل في الصحافة الأدبية، ولاحقاً في مجال التحرير، وترجم عن اللغة الروسية، ودرس في الجامعات الامريكية، وعُيّن مستشاراً لقسم الشعر في مكتبة الكونغرس منتصف السبعينات، وكان له تأثير عميق على كبار شعراء القرن العشرين. وفي الثمانيات، أسس مركز عمل للفنون لرعاية المواهب الشابة من الأدباء والفنانين، وأيضاً بيت الشعراء عام 1986. اعتنق كونيتز المذهب السلمي وكان معارضا شرسا للحروب كافة بأنواعها.

أعتبر ستانلي كونيتز، مربيا للاجيال في الجامعات، لكثير من الدول لنشاطه لاقامة العلاقات، لكثير من الدول لنشاطه لاقامة العلاقات، ومن أهم الشعراء الأميركيين في القرن العشرين وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وفي صيف العام 2000، حينما كان كونيتز في الخامسة والتسعين من عمره، أختير لمنصب الشاعر الرسمي لمكتبة الكونغرس أللامريكي، مما اعتبر الشاعر الرسمي للولايات المتحدة الامريكية، وقد عبر عن ذلك:

: أريد لي أن أربط الحاضر بالمستقبل.. ولكن مَن للماضي ؟ .. لأنه بفقدان الماضي نفقد انسانيتنا.. هل تريدنا العولمة هكذا ؟..

وفي 14 أيار 2006، توفى هذا الشاعر الكبير بعدما كان الشعر قد أطال بعمره بحسب تعبيره، حيث قال في رسالته الثالثة – الحسين السماوي -*:





( .. العزيز

ماذا اقول ؟..

هذه الرسالة الثالثة بعد رسالتي محمد العظيم وعلي العادل لآتي الى حسين الشهيد ..

رائع ما شغلتني به ..

ان حديقتي الغناء بالورود سيلهمها كما عوّدَتني بعطرها عندما أرتل امامها اشعاري ..

هذه المرة ..

سأرتل أمامها أوديسا الانسان الشهيد ..

أرتل رمزا لخصوبة حضارة العراق ..

هذا الرمز أبلغ من كلكامش وتموز وعشتار ..

ان الحسين سماوي النزول ارضي الوجود ..

هكذا اراد خالقة ان يكون ..

ألهمني ببلاغة لا أستطيع ان أحيط بها ..

الا أني أقول أنه معجزة ..

انه الارتفاع الى ما اعتقده ..

انه المضي في سبيل ربه ..

انه الباهر بالاستثناء بالايثار من اجل قضيته ..

عشيرة مظلومة وأهل مسبيون وأطفال رضع مقتولون ..

عجيب لأجل ماذا ..

وهو المكرم المحترم حتى من عدوه ..

كان من أجل الحرية والحق ..

كان أمته اليوم ..

بل البشرية في طول وعرض الدنيا ..

هل لا تملك من فهم لموقف متمثل بالحسين ..

كي تفهم معنى أن يتحرر الانسان من العبودية والظلم ..

أم أنكم ما زلتم بحاجة لنضج كي تنهضوا من جديد ..

أمّة ما زالت في فقدان البصر مما أمامها من أسباب ومسببات ..

هذه هي الحضارة المعاصرة ..

اسباب في خلق الحسين استشهاده وخلوده ..

ومسببات في تسامحه وغفرانه وبكائه على من قصد قتله ..

عظيمٌ سماويّ أرضيّ وخالد ..

انه النبل في دموع تترقرق على من يقصد قتله ..

لأن القتلة بسببه سيحاسبهم ربه ..

اني ومعي التاريخ لم نألف ذلك..

فكل من انتصر على عدوه ثار منه وسباه ..

كائنا من يكون ..

كان الحق معه أو ضده ..

ليكون ولو للحظات مجرما وقاتلا لسفك الدماء ويسبي من سبا ..

مبرر انه ظلمه وجار عليه..

أما هذا البكاء من الحسين على قاتله أمر ليس في انسان ..

اِلا أن يكون هذا الانسان معجزة كونية ..

ومن سلالة الانبياء ..

فكان الحسين وكان سماويا ..

انه أصيل لـأني اعتقدت باحثا بعد بحثك القيم ..

عن تلك الامة العظيمة لابناء اسماعيل في العهد المقدس القديم في التوراة ..

وانه المذبوح المقدس بلا ريب على نهر الفرات ..

هي نبؤة التوراة المقدس ..

من هذا وذاك ومن هنا تنطلق الاصالة ..

من أنكر هذا أو لم يعترف بموقف الحسين ..

فهو ان ادعى ثورة ضد ظالم فهو كاذب ..

وان كان رجل دين أو طالب بحرية فهو منافق ..

وأن سعى الى الحق فهو مرائي ..

ايها الابن الحبيب ..

صديقي ..

أحتواني هذا الحسين الامام ابن الانبياء في ضيق وقتي وشيخوختي، وكان لاصرارك دور في ان اغالب نفسي كي أعرف عن العراق وان كنت أعرفه انه أب الحضارات، وعن حسينه وان كان الحسين للعالم وليس لكم وحدكم ومن يخالف هذه الحقيقة يظلم كل من يدعو لحرية أو يدعي الثورة ضد ظالم .

يدهشني بل يؤلمني بعد ما اطلعت من أصدقاء عرب وغيرهم ان هناك مسلمون بالضد من موقف الحسين الاصلاحي ضد الدكتاتورية والناهض بحقوق الانسان، بعد أن وجدت العالم والقادة والمفكرين من غير المسلمين متفقين عليه انه الاصلاحي العظيم ضد الظلم والدكتاتورية .

ان ماترسله لي فضلا عن ما امتلكه في مكتبة الكونكرس هنا في بلدي وغيرها، أضاء داخلي، وانا المعروف بفضولي لأية معلومة، فتغيرت بذلك عندي بعض الرؤى ..

كيف لا وانا اقرا المسرحية الشعرية بعنوان الحر الرياحي، لشاعر العراق او العرب عبد الرزاق عبد الواحد، لأتفاجأ باسم هذا الرجل الذي ظلم الحسين تنفيذا للاوامر الدكتاتور يزيد، بأن اسمه حرا، فقد انصفه ربه بالاسم قبل ان ينصفه الحسين ليهديه ويستشهد من أجل قضية الحسين لتطبيق العدالة، أو ينصف نفسه بانقاذ نفسه من هاوية جهنم بل وقبل ان ينصفه الأحرار اليوم والأمة، أعتقد انه اُهديَ له هدية لهذا الحرّ منذ ميلاده .

وكما قلت لك سابقا من انها مسرحية شعرية لمذبحة مقدسة، وان الحال الحاضر مثال عراقي ليتجدد الحر الرياحي في كل عراقي .. وعربي أو أي انسان .

فسميت هذه المسرحية بالملحمة المقدسة، فضلا عن قصيدة الحسين التي ارسلتها لي لنفس الكاتب الرائع الملهم للسيد عبد الرزاق عبد الواحد .

ام تلك الموسوعة الرهيبة عن الحسين للسيد الهلالي أو كما صححت لي العنوان للشيخ الهلالي، وأعتقد لا فرق بالمعنى لأنه كلا الاسمين ان كان سيدا أو شيخا دلالتهما القائد .

وبعد ذلك لم أدهش وانا اقرأ من أديان مختلفة ولمفكرين ليس لهم علاقة بالدين ولممثلي معتقدات متباينة ان يتبنوا مبادئ الحسين، ولا أخفيك قد استعنت بخبراء وأصدقاء لي عرب يمنيين وفلسطينيين وسعوديين وسوريين وغيرهم وأجانب، ترجمة وآراء، كي يروا فضولي الذي أعطشت بواديه برسائلك في شيخوختي المحتاجة للراحة وليست للاثارة، ليكشف لي الصديق الساسي التونسي، قول أبراهام لينكون رئيسنا الامريكي القديم الرائع قوله بالحسين الذي شدني الى الفكرة، ومثله بعض كتابنا واستغربت اني بعيد في هذا العمر الطويل عنه حتى جاءت رسائلك .

ولا اخفيك اذ وجدت أبيك ..، في قصائده عن الحسين، فضلا عن ما قرأت له في أبواب أخرى شاعرا متميزا، أحببت فيك طريقة تسويقك لأبيك ..، فأنت لا تمدحه بل تعرفه وهذه طريقة العاشقين المفكرين، مثلما ألمس هذا الاسلوب التعريفي في رسائلك تجاه كل موضوع ومنها الامام الحسين وان كنت احب ان أسميه الحسين السماوي .

أعتقد هذا هو العراق شهداء وحضارات وقديسين وشعراء، فاذا افتقدت البلدان ذلك فلا يمكن ان تصنع مجدا، وان كنت ومازلت مستغربا وانا ارى تأخر العراق والعرب في مجدهم اليوم وليس لدي جواب شافي لهذه الماساة .

انك ايها الفتى غيرت قراءاتي لأشهر .

واستميحك عذرا

يا صديقي وولدي

فأن فضولي قادني الى أن أسعى كي أرى ما تعبرون عن الحسين في منتدى هنا في امريكا وساعدني على ذلك الصديق الدكتور الفلسطيني الاصل أدوارد سعيد والذي ساعدني في رسائل الترجمة والشعر والوثائق، أنت تعرفه وهو نوع ما معجب بما تكتبه، لأقول لك خاب ضني بالاسلوب الذي اطلعت عليه بالتعريف بالحسين، كما أني اطلعت على ممارسات وخطابات عبر الاعلام زودني بها الأصدقاء، شعرت انها تضر مبادئ الحسين أكثر مما تنفع السماء، لأني اعتقد كانت لهذا القديس الحسين مهمة سماوية، فلا يمكن التعبير عنها بهذه الطريقة السادية، أما البكاء عليه فأمر اشعر به واجبا لأنه أبكتني القصائد التي قراتها، شعرت بها أنها تغسل أعماقي من الأدران، أن البكاء حاجة .

هذا العطاء المميز لتحرر الانسان اثر كثيرا بي، ولكن أقولها لك بصراحة وبحسرة، كيف لا تتحرر أمتكم من عبودية التخلف ولديكم مثل الحسين السماوي أمان وتحرير وفكر .

اعتقد كلامي هذا قاسيا.

ان الحسين الشهيد لم يكن حاقدا بل محب حتى لقتلته، وهذا ما استشفيته من سيرة أبنائه من بعده وعشيرته وهم يحتضنون محبهم ومبغضهم سواسية وبعدالة بالتربية والاخلاق والتعليم والمحبة وليس الثأر والكراهية، وهذا ما تحتاجه أمتكم بالوحدة والمحبة كما فعل جده العظيم محمد وبعده أصحاب جده وبعد ذلك ابيه.

اما اليوم فلا اثر لذلك، لأبقى متألما أن لا يدرك حدثا سماويا كما الحسين .

عزيزي ..

لا تتألم ولكن تقبل محبتي ..

في مثل هذه الرسائل تدفق نور تآكل للظلمة

تحياتي

ليلة من حديقتي الجميلة

الاحد / 31 نيسان/ 1996م )

.........................................



وفي تعقيب على رسالة سابقة علق على ما وصل له من شعر في الرثاء ليقول:

( .. ان الشعر ليسمو عندما تكتبون الرثاء وهو أحسن اشعاركم.. أشعر تكتبونه بلسان الوحي وليس باللغة الانسانية المجردة ليبتعد عن المجاملة لما يبعث من شعور الصدق فيه .. وأعجب من ذلك تلك الاسطورة الالهية المتمثلة في حزن تاريخي على العقيدة المتمثلة بالحسين عندما أشعر بالشاعر تلميذا يتعلم الايمان أمام استاذ يعبر التاريخ والشعر وهو الحسين .. ولهذا الحزن سوف لايموت العراق وان حضاراتكم ارتقت عندما يبلغ بكم الحزن مبلغه فتكون حضارتكم عالمية .. ولكن ما ان تفرحو انتم العراقيون حتى تنهار حضارتكم لانه ينتابكم الخمر والسكر والضياع ..) .

وكان خصّ لدعاء عرفة للامام الحسين (ع) أثره عليه، فقال :

( .. ان الحسين يعلم البشرية الكلام مع الرب.. إذا كان صحيحاً ان الفكر يولد أو يتجدد فان الماساة مادته الأولى وهكذا كانت ملحمة كلكامش .. وان في قصة نهج البلاغة بلاغة المأساة .. ومأساة الحسين دليلها .. ولهذا يحتاج العراق الى قرون كي يستوعب هذه العبقرية البلاغية التى تتجاوز الشعر كيما يتم التعبير عن الانسانية فيها والعدالة التى حرمت منها الأرض .. ولهذا فمأسي مثل هذه الحروب اذكاء لذاكرة الشعر والبلاغة التى لم يستوعبها الأوائل مثلما لم يتم استيعاب كلّ حدث لانسانية الأرض في كلّ مراحل نزول الأديان والبشرية ولذلك تكرر الأنبياء وتواصلت الرسالات كي يدرك الانسان ان وعيه لا يقصر تجاه انسانيته .. ان ما أراه .. ان المأساة تخيم على مدركات العرب والعراقيين في كل بلاغتهم فلابد ان لا يتاخر الوعي من الحضور الانساني لديهم .. فأنتم الأوائل في طرح الرسالة لكل ما يمت للسماء والأرض من استفهام ومثل ذلك الموت والحياة .. ) .

............................................

* ( ارشيف الشاعر في الكونكرس الامريكي قسم الرسائل – بالنسختين العربية والانكلزية - كذلك نشرت الرسائل الثلاث موحدة باللغتين في جريدة الجمهورية – العراق – بغداد - السبت 21 صفر 1418 هـ الموافق 28 / 6 / 1997م ) .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)