صنعاءنيوز/ محمد شمسان -
التحولات السياسية التي يشهدها ويعيشها وطننا العربي الكبير هي ثمرة حقيقية لنضالات مريرة خاضتها القوى السياسية العربية بمختلف توجهاتها القومية والاسلامية واليسارية وكانت ثورة الربيع العربي نتيجة مشرفة لذلك النضال والكفاح السلمي المدني ومؤشر يوأكد مصداقية التقارب والتكاتف والتلاحم بين تلك القوى .
لذا لا يجب على هذه القوى ان تتسرع في اتهام و تخوين بعضها البعض بمجرد ان تتباين او تختلف مواقفها من بعض القضايا او الامور المتعلقة بالمستقبل كما هو الحاصل الان في مصر حيث ان الاخوان المسلمين وهم جزء اصيل وكبير في حركة الثورة العربية الجديدة لم يقدموا النموذج الامثل في التعامل مع القوى السياسية الوطنية المصرية المعارضة للاعلان الدستوري وهو الامر الذي يجعلنا نخشى من تحولهم الى انظمة ديكاتورية مستبدة مع انني على ثقة من الجماعة الاسلامية (الاخوان تحديدا ) اصبحت اليوم تعيش تطور حقيقي في فكرها السياسية وهو الامر الذي جعلها تكون في طليعة القوى السياسية العربية كما انها كانت اكثر القوى التي تعرضت للاضطهاد والظلم التشويه خلال المرحلة السابقة وهذا ايضا سيساعدهم على تجنب كافة الاساليب والطرق المستخدمة من الانظمة الاستبدادية الساقطة بفعل ثورة الربيع العربي وسيجعلهم يعيدون حساباتهم في التعامل مع قوى المعارضة لهم كي لا تذهب جهودهم ونضالاتهم وكفاحاتهم ومسيرتهم الحافلة بالعطاء خلال السنوات الماضية ادراج الرياح
ان المعاناه التي عاشتها جماعة الاخوان المسلمين هي الرصيد الحقيقي التي يجب عليها ان تفتخر بها بالمستقبل وهذا ما يجب عليهم التفكير به جيدا , ان ظلم الاخر وتشويهه والاساء اليه وتهميشه وقصائة بغرض احراقة سياسيا لا ينتج سوى احقاد ومشاريع معارضة قد لا تمكن الاخوان والجماعة من تطبيق مشروعهم وتحقيق اهدافهم التي يناضلون من اجلها منذ عقود
كما ان السير في نفس الطريق التي سار عليها الانظمة الساقطة واتباع نفس الاسلوب في مصادرة حق الاخر وتقييد حريته تحجة الشريعية الدستورية وهو ما كانت عليه الانظمة السابقة طوال السنوات الماضية كل ذلك لا يهدد مستقبل الاخوان ويعرض تأريخهم للانتقاد والتشويه والجدل المثير للشك والريبة .وحسب بل يهدد مستقبل الشراكة بينهم وبين القوى الوطنية الاخرى ( القوميون واليساريون تحديدا ) وهي القوى التي ناضلت معهم طوال السنوات الماضية وتعرضت لما تعرضت له جماعة الاخوان وربما اكثر ورابطت ايضا معهم في ميادين وساحات ثورة التغيير في سائر بلدان الربيع العربي
كنت ولا زلت اراهن على التحول الكبير داخل اطار الاخوان المسلمين وهو التحول الذي قدم نموذجا رائعا في تجربة الاخوان خلال السنوات الاخيرة خصوصا في بلدي اليمن وهذا ما يجعلني ابدد كل المخاوف التي تثار حول الاخوان ومستقبل الشراكة السياسية معهم لذا كل ما اتنمناه هو ان يحافظ الاخوان على مسارهم السياسي المدني المطتور والمتقدم وعليهم ان يقبلوا بالاخر مهما اختلف معهم على رسم ملامح المستقبل .
وعلى الجميع ان يدرك ان ما تحقق حتى الان هو اقل القليل لأن القادم الكثير هو الاصعب ويتطلب من الجميع بذل المزيد من الجهود والتكاتف والالتحام وتوحيد الصفوف وذلك من اجل الانتصار لكافة اهداف ثورة الربيع العربي التي اجمعنا عليها وتعاهدنا عليها وضحى من اجلها شباب هم من خيرة شباب الامة .
على الجميع ان يدرك ان التسلط والانفراد بصناعة القرار السياسي ورسم ملامح المستقبل لا يهدد فقط العلاقة بين قوى ثورة الربيع العربي بل يهدد الثورات العربية جميعها ويعرض مستقبل الشعوب والبلدان للكثير من المخاطر وربما ما هو اسوء من المخاطر .