|
|
|
صنعاء نيوز/أجرى الحوار: محمد عمر الضرير -
بحضور المستشار المالي بالملحقية الثقافية بسفارة اليمن بالمملكة المغربية كان اللقاء الودي المدعم بالوثائق والمتسم بروح المسؤولية والشفافية المطلقة العاكس لشخصية المستشار الثقافي الدكتور أحمد الأميري المعروف بتواضعه ورحابة صدره وتفانيه في خدمة أبنائه الطلاب، حتى أنهم تظاهروا أمام السفارة قبل عدة أشهر عند إشاعة خبر انتهاء عمله هناك، حديث شامل سُلطت من خلاله الأضواء على العديد من الجوانب والقضايا والاشكالات وخاصة ما يهم شريحة عزيزة ممن رحلوا من أبناء اليمن إلى أقصى حدود القارة السمراء نحو سامي الأهداف في التحصيل العلمي ليعودوا مشاعل نور تُستضاء بها جنبات الوطن. مواضيع عدة تم التطرق إليها ومشكلات تلمسناها باحثين عن حلولها من خلال الحوار الآتي:
* في مستهل لقائنا هلا تعرف قارئنا بشخصكم الكريم في بطاقة شخصية موجزة؟
= بداية وقبل تسليمكم البطاقة أخي الحبيب أحب أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكم على اهتمامكم وتلمسكم للقضايا الثقافية والهموم الوطنية عموما، أما بطاقتي الشخصية:
فالاسم: أحمد الأميري. متزوج وأب لستة أبناء 3 ذكور و3 إناث. وظيفتي الثابتة: أستاذ بجامعة تعز، وحاليا المستشار الثقافي لليمن بالمملكة المغربية.
* شكرا على كريم الإيجاز دكتور، وما تقييمكم للعلاقات اليمنية المغربية عموما والثقافية العلمية خصوصا؟
= بهذه المناسبة يسرني أن أتقدم بخالص شكرنا وتقديرنا باسم الجمهورية اليمنية للشقيقة المغربية ممثلة بجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وحكومة المملكة ممثلة بوزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي على كل ما قدموه من تعاون منقطع النظير فعلى سبيل المثال: البروتوكولات الموقعة بين بلدينا في مجال التعليم العالي تنص على 25 منحة في كل عام، لكن كرم الإخوة في المغرب كان أكثر مما نتوقع، ففي عامنا هذا مثلا ورغم صدور تعليمات الوكالة المغربية التي تنص صراحة على عدم السماح لخريجي المغرب بالمواصلة لجميع الدول الا أنه تم استثناءنا، وتم قبول مالا يقل عن 80 طالبا تبادل ثقافي ومن خارج التبادل الثقافي أيضا، ويمكن القول أن طلابنا خريجي المغرب قبلوا جميعا سواء كانوا من التعليم العالي أو التعليم الفني. كذلك في العام الماضي وفي إطار انعقاد مؤتمر اتحاد الجامعات العربية بجامعة سيدي محمد بفاس انجزنا العديد من الاتفاقيات والبرتوكولات الثقافية لمعظم الجامعات اليمنية، وهي حقيقة بحاجة إلى أن تفعل من جامعاتنا لأن الجانب المغربي لدية كامل الاستعداد لتنفيذ كافة الاتفاقيات في مختلف مجالات التعليم العالي والفني والشباب والرياضة والأوقاف، وهنا أجدها مناسبة لشكر وزارة العدل المغربية التي فتحت أبوابها لإخوتنا القضاة من مختلف المحاكم والنيابات اليمنية وقد قبلوا لنا أكثر مما توقعنا، فالأشقاء المغاربة فتحوا لنا قلوبهم قبل مكاتبهم، وفي آخر اجتماع الاسبوع الماضي للجانب المغربي مع كل العاملين في السفارات العربية أعلن لنا رئيس الجامعة وحملنا رسالة إلى وزير التعليم العالي في اليمن تؤكد أن الجانب المغربي لديه استعداد لإقامة علاقات مفتوحة وغير محددة مع الجامعات اليمنية كافة، وتبقى مشكلة بسيطة تتمثل في بعد المسافة بين البلدين والتكلفة، وإلا فإن الجانب المغربي أكد استعداده للوصول بالتعاون الثقافي لأبعد مدى، فلديهم الرغبة في استقبال أساتذة ودكاترة اليمن مشرفين ومناقشين وتنسيق إشراف وتحكيم أبحاث مشترك، وإقامة ندوات ومؤتمرات وفعاليات علمية وثقافية مشتركة الخ، ولكن كما أشرت سابقا يبقى الجانب المادي عائقا في اكتمال صورة هذا التعاون.
* نتمنى في المستقبل القريب زوال أي معوقات، واسمح لنا بالسؤال عن عدد موظفي الملحقية ؟ وهل جميعهم من اليمنيين؟
= هذه مشكلة، وإذا عدنا إلى جذورها: فإن المبالغ المعتمدة لنثريات الملحقية لا تتجاوز الألفي دولار في الشهر، ومن هذه الميزانية لدينا أربعة موظفين كل واحد منهم يستلم 2500 درهم، ومن ثم نحن لا نستطيع حتى إقامة حفلة أو ضيافة لمحدودية الميزانية، والموظفين ثلاثة مغاربة وواحد من اليمن، وتعرف إكراميات الموظفين وبالتالي لا نستطيع توظيف عدد أكبر من ذلك لأن ما لدينا لا يسد رمق الموجود. لدينا مشكلة حقيقية مالية، واغتنمها فرصة وأحسب أن الطلاب أيضا يسجلون بأحرف من نور الشكر والتقدير للملحق المالي سواء الحالي أو السابق، فحتى الآن لم تصلنا شكوى حتى بدولار واحد، وأنت من خلال تعاملك هنا كطالب هل وجدت أي تجاوز بمصادرة ولو دولار واحد على أي طالب أو حتى بلغك شيء من ذلك؟ لا أعتقد، لعدم حصول ذلك، بل ونرفع عند حصول أي وفر أولا بأول إلى الداخل.
* لعل أبرز ما دعانا لهذه المقابلة - ومن منطلق عملكم الأساسي- هو الهم الطلابي والعلمي الثقافي عموما، لذا ربما تُكرس المساحة أكثر لتناول هذا الجانب، ولنبدأ من بداية وصول الطلاب:
هل ثمة آلية لدى الملحقية لاستقبال الطلاب المبتعثين الجدد القادمين إلى المغرب الشقيق، وخاصة الإناث منهم، وهل لليمنية حضورها في التعليم العالي هنا؟
= شكرا على هذا السؤال، وحقيقة مذ وطأة قدماي أرض المغرب وأنا أفكر جديا في هذا، وذهبت إلى الوكالة المغربية للتنسيق معهم في كيفية الاستقبال الرسمي للطلاب القادمين من خلال الوكالة، فقالوا لا مانع لدينا، فقط عليكم أخبارنا بتاريخ وصولهم شريطة أن يصلوا بيوم واحد، ونحن على استعداد تدبير وسائل الاستقبال الرسمي، تظل المشكلة عزيزي أن كل طالب يصل وحده، وذلك يشكل مشكلة علينا في السفارة وعلى الجانب المغربي، فليس من المعقول أن نذهب لاستقبال كل طالب لوحده، ثم لم يبلغنا أي من الطلاب بموعد وصله. أما بالنسبة للأخوات الطالبات: فهذا العام الكشف خال من أي طالبة يمنية، وأجدها مناسبة للإشادة بالطلاب فهم أوفياء وكرام ومتعاونون، وربما هم السبب أيضا في عدم إتاحة الفرصة لاستقبال الطلاب، فكل من جاء من اليمن إلا وله من الأصدقاء والزملاء من يستقبله ويضيفه ويتعاون معه، ونحن نحرص على خدمة إخواتنا الطالبات بقدر استطاعتنا، ولكنهم أيضا عادة ما يحضرن بصحبة أزواجهن أو إخوانهن، وأستطيع القول أن 90% منهن لم يحضرن لوحدهن، والحمد لله - وهي ميزة هنا- أنها تأتي و لها منحة ومن معها معه منحة أيضا، ونادرا ما تكون ممنوحة لوحدها، ويمكن القول أن هذه المشكلة محلولة، ولم نواجه فيها أي شكوى حتى الآن.
* إذن كم عدد الطلاب الدارسين بكافة المستويات في المغرب، وإذا أمكن طرح معلومة تقريبية عن عدد الجالية اليمنية عموما؟
= بالنسبة لطلاب التبادل الثقافي الذين يتقاضون راتبا ماليا من اليمن: في التعليم العالي بحدود 270 طالبا، وفي التعليم الفني بحدود 70 طالبا، ومن الجامعات اليمنية بحدود 70 طالبا، ومن مختلف الجهات كـ( الصحة، رئاسة الجمهورية، الأوقاف، العدل..) بحدود15 طالبا، بمعنى أن عدد الطلاب يتجاوز 350 طالبا، ولا نستطيع حصر العدد بدقة لأنه كل يوم واحد يتخرج وآخر يأتي، ويصل عدد الطلاب من غير الحاصلين على منحة مالية لحدود 100. أما بخصوص الجالية هنا فهي قليلة جدا، ولا تتجاوز 300 فرد معظمهم يشتغل في المجال التجاري.
* نعلم باتفاقية تبادل ثقافي بين اليمن والمغرب، فهل هنالك حصر للمقاعد الدراسية ( بكالوريوس، فني ومهني، ماجستير، دكتوراه)، وهل يتم الالتزام بها، وكيف تتم الاستفادة منها، وهل ثمة تعاون من الطرف المغربي يسهل حال الاضطرار بقبول زيادتها ببضعة مقاعد؟
= البروتوكول الموقع في ذلك عزيزي لم يشمل آلية تنفيذ دقيقة بحيث يحدد منح كل مستوى بعدد معين، وقد واجهتنا هذا العام مشكلة فقد جاءنا 13 طالب تبادل ثقافي أقسام علمية والبقية أقسام أدبية، ومعلوم أن الأقسام العلمية تذهب للتكوين في اللغة الفرنسية لمدة عام بكلية علوم التربية، فمقرهم واحد فلا إشكال مع الأقسام العلمية، فيبقى الإشكال مع الأقسام الأدبية، وقد التقينا بالوكالة المغربية في أكثر من أربعة لقاءات وخاطبناهم بعدة خطابات، والمشكلة أن الأقسام الأدبية يرسلوا إلى عدة جامعات وكليات ووحدات، وكنت أخي محمد ممن أطلع على هذه المشكلة وقد تعاونت معنا في متابعة بعض الملفات بجامعة مولاي إسماعيل وبذلت جهدا تشكر عليه في ذلك، وكما تعلم كثيرا ما تصلنا الردود برفض الملفات، وعموما البروتوكول لم يحدد لنا وأبقاها عامة. لذا فقد حرصت منذ وصولي على الاستفادة من كافة المنح، وأرسلت مقترحا للأخ وزير التعليم العالي بينت فيه أن التخصصات بالمغرب من النوع الدقيق جدا، ويمكن الاستفادة منه في الجامعة، وقد استجاب الدكتور حينها صالح باصرة - الله يذكره بالخير- وحدد من المقاعد اللي كانت تعطى للخدمة المدنية نصفها للجامعة، ولا زلت مؤمنا أن هذه المقاعد يجب أن تستفيد منها الجامعات اليمنية، ولا أخفيك جاني عدد من خارج التبادل الثقافي أو منه طلبة البكالوريوس، فأرى أنه من غير المنطقي وعندنا 18 جامعة يمنية أن يأخذ المقعد طالب بكالوريوس لتخصص كالإسلامية أو علوم القرآن مثلا. البروتوكول أيضا -وهذا مما يحسب للجانب المغربي- وكما يعلم الجميع عن الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، فالكثير من البروتوكولات قد انتهى العمل بها ولم تجدد، فطالبنا بالتجديد وقد وافقت وزارة التعاليم العالي من حيث المبدأ على التجديد، وخاطبناهم برغبتنا في التوقيع وردوا بالموافقة، وفي زيادة بالمنح 5 في التعليم العالي، و10 لمن أكملوا الدبلوم للمواصلة. وما زلنا ننتظر توقيع هذا البروتوكول.
* معذرة دكتور ذكرت أن هنالك زيادة منح، ومعلوم أن التعليم بجميع مستوياته وأنواعه مجاني هنا، فهل ثمة توجه بإصرار لزيادة المقاعد؟
= أولا بالنسبة للتعليم في المغرب أعتقد أنه جيد للدبلوماسيين كلهم، والسفراء قالوا: نحن سنلتزم بالحصة المخصصة لكل بلد، فالمغرب يستقبل عددا من الطلاب من 83 دولة، ثانيا تعلم بوجود مظاهرات في المغرب حول زحمة الفصول وقلة الإمكانات، فمثلا عدد القسم 25 والمسجلين 100، فهم يعانوا من مشكلة، لكن البلد كريم وفاتح أبوابه، وانظر أن المخصص لنا 25 ومع ذلك قبلوا لنا 80، ولكن يبقى أهمية السؤال: هل نحن نستفيد من هذه المقاعد، أقولها - للأسف- لا؛ لماذا؟! لأن معظم التخصصات التي تدرس هنا هي موجودة ببلدنا.
* لا يعلم الكثيرون باختلاف إجراءات التسجيل إذ تمر بعدة قنوات رسمية ربما تختلف عن التسجيل ببعض الدول العربية، فهلا تكرمتم ببيان هذه القنوات المؤثرة في العامل الزمني المنعكس على نفسية الطالب؟
= من خلال تجربتي في كثير من الدول فالمغرب هو الوحيد المنشئ لما أسماه: الوكالة المغربية للتعاون الدولي، وهي عبارة عن وسيط ما بين مختلف السفارات والتعليم العالي، تطلب منا الملفات عادة في نهاية شهر 7 ومعروف إن8 و9 إجازة، يبدأ العام مع شهر10 ترسل الملفات إلى التعليم العالي ومنه إلى الجامعات فالكليات فالوحدات ثم يطلب مباراة من الطالب، يكون الوقت حينها قد انتهى، وقد طرحنا هذا الإشكال على الوكالة المغربية في أكثر من اجتماع، ونحن اليوم بصدد إرسال مذكرة للوكالة المغربية نوضح لهم تجربتنا، على الأقل أنا كنت في المملكة العربية السعودية، تطلب منا الملفات في شهر2 فـ4،3،2.. يكون لا زال الوقت. فعلى سبيل المثال: جاءتني مذكرة في شهر 1 أن على الطالب اليمني إجراء مقابلة في شهر 11. التعليم العالي يدرك هذه المشكلة، والاخوة في الوكالة المغربية كذلك، بدليل أنهم لا يردوا الطالب، فهم متعاونون معنا كثيرا.
* لا شك هنالك مصاعب ومشكلات تقف في الطريق، وسيسعدنا الاصغاء لحديثك في تناولها بصورة شاملة، ولكن نتوقف عند مشكلة جديدة تخص أوائل الجمهورية للتعليم الفني للعام2011 المرشحين للدراسة هنا إذ يشتكون تأخير سفرهم وفوات الدراسة عليهم، ما ملامح هذا الإشكال، وأين وصلتم في طريق إنهائه؟
= نعم وبالتفصيل ففي العام الماضي تم التواصل مع وزير التعليم الفني حول إرسال طلابهم فرد بأنه ليس لدى الوزارة اعتمادات مالية لذلك - وسنزودكم بما يبينه- وعندما تشكلت حكومة الوفاق أرسل إلينا بالتنسيق ولكن في شهر2 وطبعا كان الوقت قد انتهى، ورغم ذلك خاطبنا الوكالة فردوا معتذرين بفوات أوان التسجيل، جاء الطلاب الجدد لهذا العام وبالتواصل مع الوكالة المغربية أخطرونا انتهاء البروتوكول المنظم للتبادل الفني في 2006- 2007م، فتقدمنا بالتماس عبر الوكالة إلى وزارة الخارجية المغربية، شارحا لهم الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، ومنبها أنه رغم انتهاء البروتوكول في التاريخ المذكور إلا أنه قد تم استقبال الطلاب في السنوات الماضية، وقد تواصلت مع وزارتنا التي تواصلت مع السفير المغربي وتم الاتفاق على إرسال وفد يمني لتجديد البروتوكول، وأنبه أنه عند وصولي للعمل هنا واطلاعي على انتهاء البروتوكولات الفني والتعليم العالي أيضا، بادرت مراسلا الوزارات في اليمن حاثا على تجديد البروتوكولات مقترحا تعديلها، لأنها يا أخي لا تعكس حقيقة التبادل وعراقة يمننا الحبيب، فنصوصها يقدم الجانب المغربي كذا وكذا وكذا ولا يوجد ما يقاربه، فيظن مطالعه أن اليمن ليس لديه شيء؛ فاقترحت -مثلا- يقدم الجانب المغربي كذا منحة، ويقدم الجانب اليمني كذا منحة، وهكذا، وزارة التعليم العالي وافقت وفوضت الملحقية بتجديد البروتوكول، والحمدلله استفدنا في البروتوكول الجديد زيادة كما أخبرتك أضافوا لنا زيادة 5 منح جديدة، و10 مواصلة، وزارة التعليم الفني أيضا وافقت على التجديد، ولكني كملحق ثقافي في العمل الدبلوماسي حدودي هنا، والبروتوكولات السابقة مثلا موقعة من الدكتور القربي والأستاذ صوفان، وتجديد البروتوكولات يتم عبر السفارة ، فخاطبنا عبر السفارة وزارة الخارجية المغربية لأنه من اختصاصها، ونحن ننتظر وصول وفد من اليمن بتاريخ 16/12/2012م لإنهاء الاشكال، وقد كنت استفدت من البروتوكول الموقع في 2001م وهو سابق للبروتوكول الحالي، وقد وجدت في أخره فقرة تنص على سريان العمل بالبروتوكول مالم يطلب أحد الطرفين إلغاؤه، وقد تواصلت مع وزارة التعليم الفني بأكثر من لقاء في ذلك وتأكدوا أنه لا زال ساري المفعول ولا يوجد ما يلغيه، وطلبت منهم التدخل لدى الجانب المغربي الذي وسعت لقاءاتي به على أعلى المستويات في وزارة الخارجية والتعليم الفني والعالي وغيره وتظل المشكلة أن البروتوكول منتهي من 2006م، وهي في طريقها إلى الحل المتوقف على زيارة الوفد المنتظرة للمغرب.
* إذن ورغم جهودك الموثقة بالوثائق، لازلنا نسمع البعض يتهم الملحقية بالتلاعب بالمقاعد الدراسية وخاصة منح التبادل الثقافي، فما ردكم على ذلك؟
= أولا ولما فصلت بعضه سابقا ناهيك عن رد الوكالة بالرفض لبعض الملفات، وهنا أشكر لسفارة المغرب في اليمن تدخلها لقبول ملفات كثير ممن رفض ملفه وتم قبولهم بناء على هذا التدخل الكريم، والحقيقة أن هذا الاتهام مناف للوقائع والدليل أخي الكريم أن منح التبادل الثقافي أصلا 25 منحة فقط، وقد تم تسجيل أكثر من80 طالبا، فهل ترى ثمة تلاعب، إلا أن كانوا يقصدون التلاعب الإيجابي. وأحسب الإشكال أخي العزيز بسبب ما أشرنا إليه سابقا من تفرعات وتعقيدات التسجيل فالوحدات الدراسية تفتح ومتى انهت ميزانيتها تغلق، وهذا الأمر لا نشتكي منه نحن فقط بل كثير من السفارات والملحقيات المتعددة شاركتنا هذا الهم. وقد تقدمت بمقترح أن تقدم الملفات بشهر2 بحيث يكون لدى الجميع متسع في المتابعة وفرصة لتخطي المشكلات.
* تدرس التخصصات العلمية هنا باللغة الفرنسية وغالبا ما يشكو الطلاب من تأخر تسجيلهم وقصر المدة المقررة لدراسة اللغة، فما عملته الملحقية لتجاوز هذا الإشكال؟
= نعم، فقد ذهبت قبل سنتين إلى أحد المعاهد المتميزة بتدريسها للغة الفرنسية، وطلبت منهم إقامة دورات بأسعار رمزية لطلابنا وقد استجابوا مشكورين لذلك، وطلابنا حقيقة مجتهدين كثيرا في اللغة الفرنسية، رغم أني ما ذهبت إلى جامعة إلا ويقولوا مشكلة طلابكم في اللغة الفرنسة، لذا ومن خلال متابعتي الأكاديمية أقولها وبكل صراحة أن ثلاثة طلاب من الكم الكبير هم من احترفوا اللغة الفرنسية.
* يشتكي بعض الطلبة من عدم المتابعة لقضاياه وضعف التواصل مع الجهات المختصة، فما تعليقكم؟
= صراحة ما أعلمه أن هنالك شكاوى عدة من كثير من الجهات المعنية بالطلاب أني آذيتهم واشغلتهم بالمتابعة المتواصلة. حتى أننا أحيانا نذهب لبعض الجهات دون تحديد موعد مسبق، بل وعندم جاء الدكتور عبدالكريم الروضي وزار الكاتب العام بالوكالة المغربية شكي إليه أننا فوق رؤوسهم كل يوم، فقال أنا اعتذر عن الأميري فهو دائما كذا كثير النشاط ويحب المتابعة، واعتقد أنه لا يوجد طالب طلب منا خدمة إلا ولبيناها ولعلي في ظرف سنتين ذهبت إلى أبعد منطقة 9 مرات لحل مشاكل الطلاب هناك وحضور مناقشاتهم، ويبقى على العموم القول الذائع: صاحب الحاجة أعمى لا يرى إلا قضاها، بل لا أخفيك ان الكثير من الطلاب يقول لي أعمل لي مذكرة للجهة الفلانية ووديها لي، (فيشتونا اكتبه واسرحه واتابعه ايضا) {ضحكنا}، وبعضهم يطلب أشياء ما تدخلش العقل، ومع ذلك أحرص على إرضاء كل الطلاب قدر الاستطاعة .
* يرى البعض عدم تجاوز الملحقية الثقافية لـ(قسم بريد!) لوزارة التعليم العالي وليس لديها صلاحيات كافية، كيف تجدون مستوى الصلاحيات الممنوحة لكم؟
= حقيقة نحن وسطاء، ولا يمكن أن أكون وزير تعليم عالي ولا وزير تعليم فني ولا ولا، بل لا أخفيك قد صدرت شكوى قدمت للجنة مكافحة الفساد أن الأميري قد تجاوز كل صلاحيات مسؤولي اليمن وأن الأميري وزير كذا وكذا وكذا، فما عدت أدري اصدق من ذكرت أم من أشتكى( يضحك)، فحقيقة نحن مجرد وسطاء، وكم أستغرب عندما يأتيني طالب موقوف منحته من وزارته ويقول لي يا دكتور أصرفه أنت أيش عملك!. ففي الأخير أنا موظف لدى الوزارة وفي بروتوكول يحكمنا، فمش معقول أتحول إلى دور الآمر الناهي.
* أحيانا وخاصة في التخصصات العلمية واذا ما ربطناه مع ضعف المنحة المالية، يحتاج الباحث لتوفير مادة بحثه للسفر خارج المغرب، فهل هنالك من توصيات للداخل بشأنه، وما دور الملحقية في تسهيل ذلك؟
= أولا يجب مراعاة تقسيم الطلاب إلى طلاب جامعات، وتعليم عالي، فطلاب الجامعات يحصلون من جامعاتهم على بدل بحث ميداني فيخرجوا من هذا السؤال، فقط أشير إلى البعض يأخذ هذا البحث فقط للذهاب لليمن، فمثلا يكون موضوع الطالب: السياسة الخارجية للمغرب، وهو يطالب ببدل بحث، لذا أغتنمها فرصة لأنصح أبنائي الطلاب أن يدرسوا مواضيع وثيقة الصلة باليمن، لدينا مشكلات كثيرة في اليمن اجتماعية واقتصادية وسياسية وبيئية الخ، وهي أحق بصرف الجهود العلمية نحو طرحها ومعالجاتها. أما طلاب التعليم العالي فلا يوجد لديهم بحث ميداني.
* عفوا ألا ترى دكتور خاصة مع التخصصات العلمية لطلاب التعليم العالي ممن تحتاج مادة دراستهم لمعامل متطورة وما شابهه، أنهم بحاجة لتوفير ما يعينهم على الذهاب للدول المتقدمة بما يحقق تقديمهم لنتائج مرضية؟
= أقولها وبحضور المستشار المالي أني على استعداد تام متى تواجد بحث بتلك المواصفات مدعوما بتوصيات المشرفين على بحثه بحاجته لما ذكر، بمخاطبة وزارة التعليم العالي لمنحه تذاكر وبدل بحث، وتبقى الاستجابة من عدمها للجهة المسؤولة في وزارة التعليم العالي، أما نحن فعلى استعداد للتعاون الكامل.
* إذا تجاوزنا المشكلات الإدارية واغتنمنا فرصة تواجد المستشار المالي الأستاذ عبد القوي السلمي، فهناك مشكلة تأخر منحة بعض الطلاب، فما تتخذه الملحقية والسفارة عموما من حلول في ذلك؟
= بالنسبة للملحقية بمجرد وصول الطالب عندنا من أول يوم نعمل له مذكرة للجهة المعنية بل مذكرات وحتى اتصالات..
* (مقاطعا) عفوا دكتور: طيب أرسلتم واتصلتم وما قصرتم بشيء، ولكن لم تتم الاستجابة السريعة، فما هي الحلول الناجعة التي تحفظ ماء وجه طلابنا في غربتهم؟
= أولا يجب أن نعود لجذر المشكلة، فالطالب يتحمل سببها، لأنه يصل إلى المغرب قبل صدور قرار تسجيله، بل بعضهم يصل بالليل ويأتي صباحا للملحقية يطلب سلفة، وقد حدثتك سابقا عن ضعف ميزانيتنا وتعرف مجانية التعليم هنا، فمثلا بعض الملحقيات لديها رصيد كبير يتمثل في رسوم الطلاب، وتجد إمكانية بقاء وفر بها فتسطيع الملحقية بوجوده من مساعدة من لم تصل منحتهم بعد، ثم عندنا هنا تصل المنحة في الليل فيبكر لي الطالب يسحب راتبه، وأنت من خلال تواجدك هل سمعت أننا أخرنا منحة طالب وأعطينا غيره، لن تجد ذلك.
* على ذكر المنحة هل توافق الطلاب في عدم كفايتها خاصة والكثير منهم بصحبة أسرهم، وهل من توصيات تراها مهمة للمعنيين بالأمر؟
= حقيقة اقول كان الله في عون طلابنا، واقولها بحضور المستشار المالي أننا سنتابع قضية زيادة المنحة المالية، ولكن المشكلة أن الأمر يحتاج قرار أكبر من مستوى السفارة وحتى وزارة التعليم العالي، ولا أخفيك أننا قد بادرنا وخاطبنا الجهات المختصة بضرورة زيادة المنحة المالية ممهورة بتوقيع السفير، وآخر مذكرة أرسلناها في شهر 6 من هذا العام، ولم يصلنا الرد حتى الآن.
* يشتكي بعض الطلاب من حرمان الوكالة المغربية منحهم للعام الماضي، فهل ترون إمكانية عمل شيء ما لإنصافهم؟ أم هنالك صعوبة في ذلك؟
= كنت أتمنى توجيه هذا السؤال للوكالة المغربية لسبب بسيط: أني أخجل من دولة كريمة تعطيني أكثر مما هو متفق عليه في البروتكول وأقولهم زيدوه فلوس، المنحة المغربية هي لطلاب التبادل الثقافي ولها زمن محدد بثلاث سنوات، فانتهت الثلاث سنوات خلاص انتهى الموضوع.
- (مقاطعا) معذرة ولكن القانون المنظم للائحة المنحة المالية تجيز التمديد لسنتين، وهذا بنص الفقرة الثانية من المادة 12 باللائحة !
= شوف عزيزي أذكر عندما وصلت للمغرب ذهبت متحمسا للوكالة وحدثتهم عن المنحة، فنظروا إلي باستغراب وقالوا: تسأل عن المنحة المغربية أم اليمنية، فقلت: المغربية. قالوا: المنحة المغربية تخصصنا ووفق مسطرتنا، وهم لديهم معيار واضح في ذلك، فمثلا حصل عليها أربعة طلاب يمنيين العام الماضي ولم تعرف الملحقية بذلك، وعند سؤالنا وجدتهم أعطوها للأول من جامعة فاس الأول من جامعة محمد الخامس الخ، و والله عرفت اثنين، وحتى اليوم لم أعرف الباقين، وأما ما عنيته من عدم حصول البعض لحقه بالتمديد سنتين بعد انتهاء 3 سنوات، فلم يصلني أحد باي شكوى في ذلك، ومكتبي مفتوح للتعاون مع أي طالب يشتكي في هذا الجانب، رغم ما أعلمه من معانة الوكالة في العامين الأخيرين من أزمة مالية.
* يستغرب الطلاب من الإصرار على التعامل مع البنك العربي في فتح حسابتهم لديه، ويشتكون من تعامله مشبهين له بالمنشار.. ففتح الحساب بعمولة، إيداع المنحة بعمولة، التحويل من الدولار إلى درهم بعمولة وحتى سحب النقود بعمولة، ناهيك عن رفض البنك لسحب الطالب لفلوسه الا بالتقطير مما لا تجده في تعاملهم لطلاب الجنسيات الأخرى؟
= أستأذن أخي المستشار المالي في مشاركته الرد على هذا السؤال: ولعل هذا الأمر من أوائل ما قابلتني من شكاوى، وقد ذهبت للبنك وتعرفت المشكلة عن قرب، ووجدت أن البنك العربي هو الوحيد الأنسب، ولم أجد بديلا أفضل منه. ولعل الأخ المستشار المالي يبين لك الأسباب.
= فقال الأستاذ عبد القوي السلمي موضحا: لو سألت كل السفارات في المغرب مع أي بنك تتعاملون لعرفت أنه البنك العربي، لماذا؟ لأن التعامل مع غيره سيكون فيه صعوبة ومشقة على الجميع، وذلك لأنه الوحيد في المملكة التي يتناسب تعامله للأجانب بالعملات الصعبة كاليورو والدولار وغيره، فمثلا أي بنك آخر تودع فيه الدولار فيحوله تلقائيا للدرهم، فلا يمكنهم الاحتفاظ بالعملة الاجنبية في أي حساب، حتى إذا أرسلت لك من خارج المملكة نقودا لأي بنك فلا يمكنك ان تستلمها الا بالدرهم المغربي، والبنك العربي هو الوحيد الذي تحتفظ بعملتك وتسحبها متى شئت بنفس العملة. وفي المقابل إذا أردت تحويل مبلغ لبلدك فالبنك العربي هو الوحيد الذي يرسلها بالدولار، لان غيره لن يرسلها الا بعد تحويلها للدرهم, ثم لأنه من البنوك العريقة المتواجدة في كل البلدان العربية وفروعه منتشرة في معظم المحافظات، والخلاصة أن التعامل مع البنك العربي هو لمصلحة الطلاب في المقام الأول، ولم نجد ب. أما بالنسبة لتلكؤ البنك في تسليم المبالغ كما ذكرت، فالمنحة أصلا قليلة فمن يستطيع منهم سحب مبالغ كبيرة، ورغم ذلك فالبنك مقره الرئيسي بالدار البيضاء، والرباط وغيرها من الولايات فروع، فمن أراد سحب أي مبلغ فليتوجه إلى هناك ولن يجد هذا المشكل، وللتوضيح أكثر فإن فرع الرباط الذي نعتمد عليه تصله التغذية المالية من الدار البيضاء، وعندما طرحنا لهم شكوى البعض قالوا لنا: نحن على استعداد أن نسحب كل المبلغ ولا نبقي فلسا لدينان ولكن بشرط أن يحضر كل الطلاب في يوم واحد ويسحبوا نقودهم، لأننا سنطلب المبلغ من الدار البيضاء، وتعلم أن هذا من المستحيل.
* شكرا أستاذ عبد القوي على هذا لتوضيح، وأعود إليك دكتور لأثير مسالة تعمد الكثير من الطلاب إخفاء خبر مناقشاتهم عن الملحقية، فما سبب ذلك؟
= صراحة يؤسفني أن يحدث ذلك من بعض الأعزاء، ولا تستغرب إن قلت لك أن بعض الطلاب مثلا ناقش في شهر7 واستمر في استلام منحته إلى شهر2، أما سبب تصرفهم فمرده إلى خشيتهم من إبلاغ الداخل بمناقشتهم فتتوقف منحتهم، رغم أن القانون ضابط لذلك.
* ما الضابط القانوني لذلك؟
= يبادر الملحق المالي بالقول: الشهر الذي ناقش فيه والشهر الذي يليه.
ويستأنف د. الأميري قوله: فلا يعرف الأعزاء أن استلامهم بعد المدة القانونية يخصم مننا، ومخالفتهم ترتد علينا، ودون أن اسمي لك خصم من مرتبات الطلاب مبلغ وقدره 12500 بسبب مخالفة أحدهم في ذلك، وهو طالب دكتوراه جلس على هذا الكرسي الذي تجلس عليه وقد ناقش في شهر7، وسألته متى تناقش فقال: العام القادم في شهر6، واستلم الرابع، وثاني يوم جاء لتعميد شهادته ويطالب بتكريمه، فلما راح اليمن يعادل خصموا علينا شهر 9و10و11و12. وآخر تناقشت معه في هذا وأخبرته بحيرتي في الابلاغ عن الطلاب المخالفين فيتضرروا، فقال: اتق الله، لا تفسد المال العام، والقانون يجب أن يطبق، فشكرته على نصيحته، وناقش دون أن يبلغ، فقلت له: لن تبلغ؟!! فرد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"!!!، طيب ما ذنبنا نحن في الخصم علينا، ومن أين نواجه هذه القضايا؟! لذا أتمنى من الطلاب أن يكونوا صادقين. وأن يفعلوا القانون الأخلاقي قبل أي قانون آخر، وبالنسبة لنا في الملحقية سنحرص على عدم الرفع بهم إلا بعد أن يأتونا بشهادتهم المستخرجة من الجامعات التي تخرجوا منها، مكافأة لهم وتعاونا معهم، ومراعاة لمن تتأخر إجراءات استخراج وثائقهم، ونرجوا أن يكونوا عند مستوى حسن الظن بهم.
* يلاحظ وجود نظرة دونية وامتهان في التعامل مع الطالب اليمني من معظم الأطراف المرتبط بها في تعامله العلمي أو المالي وغيره فما السبب، وما الحلول التي تقترحونها لتصحيح ذلك التعامل؟
= من خلال زياراتي الكثيرة للجامعات والمؤسسات وجدت إعجابا كبيرا بطلابنا اليمنيين وثناء على أخلاقهم، وهذا لا يعني وجود نماذج قد تكون سيئة وتترك انطباعا سلبيا لدى بعض الجهات.
* شكرا لانطباعكم الجيد عن أداء الطلاب العام، ولكن هل بلغكم شيئا عن إساءة بعضهم لأنفسهم وسمعة وطنهم، وإن كان فكيف كان تعاملكم معه؟
= لا أخفيك بوصول شكاوى من بعض الأفراد، ومتى وصلنا شيء من هذا النوع، فإننا نستدعي المعني ونوجه إليه بعض النصائح، كتذكيره أنه بمثابة سفير لبلده، وأنه طالب علم، وأن عليه احترام تقاليد البلد المضياف، والالتزام بقوانينه وما إلى ذلك، والحمد لله مثل هذه الحالات قليلة جدا.
* ما أبرز المشكلات التي واجهتكم في الملحقية، وأهم الإنجازات التي تحققت على أيديكم بإيجاز؟
- أهم المشكلات: أولا فيما يخص الجانب اليمني:
- تأخر المنحة المالية: ونحن دائما نظل نتابع الوزارات المعنية بسرعة إرسالها خاصة مع صعوبة ظروف الطلاب.
- دخول الطلاب دون أن يكونوا مقبولين، بل ولا حتى مرشحين. وقد أعلمنا جميع الجهات المختصة أن المغرب لا يقبل غير التبادل الثقافي، ولم يعد الوضع ميسرا كالسابق.
ثانيا: فيما يخص الجانب المغربي:
- تأخير إرسال الملفات إلى الجامعات.
- وصول ملفات بعض الطلاب إلى وحدات مغلقة.
- بعض الوحدات تشترط إجراء مباراة(إختبار) والطالب غير موجود، ويمنع دخوله إلا بشهادة التسجيل.
-أبرز الانجازات:
- - تم قبول عدد كبير من الطلاب الدارسين في المغرب، رغم أن تعليمات الوكالة تقضي أن يكونوا ضمن البروتوكول.
- قريبا بإذن الله سيتم تجديد بروتوكول التبادل الثقافي بمجال التعليم العالي وفيه زيادة لعدد المنح.
- تم إيجاد تؤمة بين العديد من الجامعات اليمنية وشقيقاتها المغربية.
- إقامة ندوات للتنمية البشرية من قبل المستشار بمجلس الوزراء الدكتور عبد الغني اسكندر.
- أهم منجز هو علاقتنا بطلابنا التي نعتقد أنها طيبة.
* قبل عدة أشهر وقف عدد من الطلاب في تظاهرة أمام السفارة اليمنية هنا مطالبين بالتمديد عقب انتهاء فترة عملكم كمستشار ثقافي بها، فهل استمراركم حاليا استجابة لمطالب الشباب أم نتيجة الوضع الدبلوماسي العام لوزارة الخارجية المتأثر بالأزمة السياسية بالبلد؟
أتقدم بداية بالشكر والتقدير لهم جميعا، وتلك الوقفة شهادة أعتز بها؛ والحقيقة أن فترتي لم تنتهي بعد، فقرار تعييني4 سنوات تنتهي في 2014م، أما بقائي فهو وضع استثنائي حيث لم يستدع أحد حتى الآن.
* اليمن مقبلة على مرحلة مهمة في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية متمثلة في الحوار الوطني المتوقف على نتائجه مستقبل وشكل الدولة المدنية المأمول، فما تعليقكم على الأحداث الحاصلة في اليمن في الوقت الراهن، وكيف ترون مستقبل الوطن بناء على المعطيات المشاهدة؟
نتقدم بداية بخالص شكرنا وتقديرنا للراعين للمبادرة، وعندما أشاهد أحداث سوريا أتألم وأقول: متى سيقيض الله لهم دولا كالخليج أو أشخاصا كابن عمر، وحزبا حاكما كالمؤتمر ومعارضة كالمشترك لإنهاء تلك المعاناة. كانت المبادرة تؤكد أن الإيمان يمان والحكمة يمانية، وما كان لها أن تتحقق لولا نضج المعارضة اليمنية، والتي يدعي البعض أنها باعت الثورة، أو تنازل المؤتمر الشعبي العام الذي يدعي آخر أنه فرط بشرعيته، والحقيقة أن اليمن هي المنتصر أولا وآخرا.
وهنا لابد أن نشير إلى أن المرحلة تقتضي أن نعمل كفريق واحد، ذلك أن الحكومة اسمها حكومة توافق، بمعنى أن الكل شريك في أي نجاح يحدث والعكس عن أي انتكاسة للمبادرة لا سمح الله، وعندما تتسارع الأحداث في مصر نتذكر الحكمة اليمانية، وهنا لابد من تسجيل كلمة حق في الأستاذ المغربي جمال بن عمر الذي استطاع بذكائه وحكمته وحنكته أن يسهل الكثير من القضايا، وكذا لا ننسى دور الأستاذ الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، والشكر كل الشكر لوزارة الخارجية ممثلة في شخصها القدير الدكتور أبوبكر القربي الذي استطاع حشد الرأي العالمي للمبادرة الخليجية وما الاجتماع الذي حضره الأمين العام للأمم المتحدة وكافة رعاة المبادرة إلا دليل على نجاح وزارة الخارجية.
أما فيما يخص الحوار الوطني: فإننا على ثقة بإذن الله ومن خلال معرفتنا المتواضعة لأعضاء لجنة الحوار بإن الحوار سيعطي ثمارا، وعلينا جميعا كيمنيين أن نقدم من أجل اليمن العديد من التنازلات، وأن نؤمن بقول الله تعالى﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ ، فتحت سقف الحوار ستحل كثيرا من المشاكل مادمنا مؤمنين بمجموعة من المبادئ الأساسية لا يمكن التنازل عنها، منها الاسلام عقيدة وشريعة والديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان ..، ولنعمل معا نتعاون جميعا فيما نتفق عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه، وعلينا أن نؤمن أنه لا يوجد شخص لديه الحقيقة يمتلكها مطلقا وأن الآخر لا يمتلكها. فمستقبل اليمن أولا بيده سبحانه، ثم بيد الخيرين من أبنائه الذين لا ولن يسمحوا بانجرار اليمن إلى مربع العنف والفوضى، ونحن على ثقة بأن اليمن يمتلك من الحكمة والدراية مالا يجعله فريسة لأولئك المتهورين ممن فقدوا مصالحهم.
* كلمة أخيرة تودون قولها.
في نهاية هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للبلد المضياف ممثلا بالملك محمد السادس حفظه الله، وحكومته التي ساندتنا موفرة لنا كل ما نريد، وهو موصول للوكالة المغربية ممثلة في كاتبها العام الذي استطاع بتعامله وطيبته أن يفرض احترامه علينا جميعا، والشكر لوزارة الخارجية ممثلة في وزيرها السياسي الفقيه الطبيب الدكتور سعد الدين العثماني، والشكر في بلدنا الحبيب لوزارة التعليم العالي ووزارة الخارجية وكل الجامعات والمؤسسات المتعاونة معنا في تسهيل قضايا الطلاب، وأخيرا وليس آخرا الشكر لطلابنا الأعزاء الساهرين على تحصيلهم العلمي الضاربين لأروع النماذج أخلاقا وتعاملا، كما أتوجه بالشكر لسفارتنا في المغرب ممثلة في شخص الأستاذ أحمد السالمي القائم بالأعمال، وكل الطاقم العاملين معه، ممن تميزوا بطيبتهم وحسن تعاملهم، والشكر لأولئك الموظفين العاملين بالملحقية الثقافية الذين سجلوا في تعاملهم أرقى أنواع التعامل وفرضوا احترامنا لهم جميعا.
ولا يفوتني شكرك أخي محمد على إتاحة هذه الفرصة لنضع بعضا من همومنا ومشاكلنا، ولبيان جزء من الحقيقة التي يغفل عنها البعض، والشكر للموقع ... والصحف التي تتحرى نشر الحقيقة وتخدم الطلاب في الداخل والخارج. |
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
حول الخبر إلى وورد |
|
|
|
|