صنعاء نيوز/محمد أسعد بيوض التميمي -
لماذا هذا الذي يجري في مصر كنانة الله في أرضه؟؟
مداهنة ومهادنة من يُحادون الله ورسوله خروج عن الإسلام أيها الإخوان
بداية أن الله أمرنا أن نقول الحق لا نخشى في الله لومه لائم دون مهادنة ولا مداهنة
(وقل الحق من ربكم) ] الكهف:29 [
لذلك عندما سيقرأ البعض هذا المقال من الذين لا يتدبرون كتاب الله ولا يفقهون دين الله,ومن العلمانيين ومن أعداء الدين اجمعين,ومن الذين يتعصبون لجماعاتهم وأحزابهم المُسمى بالإسلامية ولو خالفت شرع الله وتدور معها حيث تدور,سيتهمونني بتهم شتى أقلها بأنني تكفيري ووهابي ومتطرف وحاقد متحامل الخ الخ ....
فكل هذا لا يعنيني ولا يؤثر بي شيئا ما دامت نيتي لله وغايتي رضى الله وليس رضى الناس,فما أنا إلا ناصح لله ورسوله والمؤمنين كما أمرنا رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه,فالنصيحة لله بتطبيق شرعه والنصيحة لرسوله بتطبيق سنته والنصيحة للمؤمنين بدعوتهم لإتباع شرع الله وسنة نبيه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم,ومعاذ الله أن أكون معصوما,بل لعلي من أكثر الناس خطأ والله أعلم بحالي,فأنا هنا أحلل واقع وأشخصه وأوضح أسبابه وأنصح بالعلاج الذي أعتقد به والمجرب وهو شرع الله ومن باب حبي لله ورسوله والمؤمنين,فعلينا أن لا نتعصب إلا لدين الله وندور معه حيث يدور وليس للأشخاص والجماعات والأحزاب وندور معهم حيث يدورون ولو خالفوا شرع الله,فشرع الله حجة علينا جميعا,فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول
(تركت فيكم من ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ويقول تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)
فعلى من سيعترض على كلامي باعتباره طعنا في الجماعة الاسلامية التي ينتمي اليها أن يضع كلامي في ميزان القرآن والسنة فما توافق معهما فليأخذ به وإذا ما تناقض معهما فليضرب به عرض الحائط وليس ما توافق مع جماعته أوتناقض معها,فعلينا ان نخضع اعناقنا وعقلنا وهوانا الى شرع الله
((هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً* وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) ]النساء:109-110 [
فمن طلب رضى الناس بسخط الله أسخط عليه الناس,فإن أخطأت فمن نفسي وإن اصبت فمن الله
((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)) ] ال عمران:8 [
فو الله ليس بعد هذه الدنيا إلا الجنة أو النار,فعلينا ان نختار
(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)) ] الشورى:20 [
فماذا يجري في كنانة الله في ارضه مصر ولماذا ؟؟
سنجيب عن هذا السؤال بوضوح وصراحة ومن باب النصيحة وبما يرضي الله وبما قد يغضب الكثير من الناس فرضى الله غايتنا
أولاً:ان ما يجري في مصر هو بسبب أن انتفاضة الشعب المصري لم ترتقي الى مستوى(ثورة).....
فالثورة الحقيقيه هي التي تخلع النظام من جذوره وتغير الواقع تغييراً شاملا كاملا بمفاهيمه وقيمه وعلاقاته وسياساته ورموزه من رأسه الى أخمص قدمه,وإقامة واقع جديد مناقض للواقع الرديء الفاسد الذي أطيح به بكل مكوناته وأبعاده ورجاله ورموزه,وهذا لم يحصل في مصر للآسف حتى الآن .
فالذي حصل في مصر انتفاضة شعبية أطاحت برأس النظام ولكنها أبقت على هيكل ومؤسسات(نظام مبارك الفاسدة المهترئة)كما هي,بل أننا وجدنا(رجال مبارك ورموز نظامه الفاسدين)الذين كانوا ينفذون سياساته التدميرية التخريبية التي دمرت مصر يترشحون للانتخابات البرلمانية والرئاسية من أمثال
(عمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحي ومصطفى بكري وغيرهم كثير))ويتصدرون الفضائيات والإعلام المصري وبكل وقاحة وعهر .
وعندما أخذ(الرئيس مرسي)قرارا بعزل(النائب العام عبد المجيد محمود)الذي هو بمثابة حسني مبارك مكرر,والذي كان يُشرع الظلم والقهر واغتصاب الحقوق ويُزور الانتخابات والأحكام,ويتستر على الفساد ويحمي الفاسدين ويعدم الموحدين لله رب العالمين بتهمة الإرهاب,وبسبب أن(محمد مرسي)قرر إعادة محاكمة مبارك وزبانيته وفتح ملفات تتعلق بكل رموز عهد مبارك أقام هؤلاء الدنيا ولم يقعدوها وثارت ثائرتهم وأخذوا ينضحون كالمناهل..
فهاهم هؤلاء ونتيجة عدم اكتمال الثورة قد استردوا أنفاسهم واستجمعوا قواهم ليقوموا بثورة مضادة لإجهاض الانتفاضة وذلك حماية لأنفسهم,حتى ان النائب العام محمود عبد المجيد صرح في مؤتمر صحفي بعد قرار عزله قريبا(ستجدونني عند حسني مبارك بتهمة الفساد والتغطية على الفاسدين وراء القضبان)لأنه يعرف نفسه,فلسان حاله كان يقول يكاد المريب يقول خذوني.
ثانياً: السبب الثاني لما يجري في مصر هو بأن((جميع القوى والتيارات والأحزاب غير الاسلامية من ليبراليين وعلمانيين ويساريين وقوميين وملاحدة وأقباط))ترفض الاسلام رفضا قاطعا وبأي شكل من الاشكال ولوعلى شاكلة منهاج((الاخوان المسلمين))الذي هو اقرب للعلمانية من الاسلام أي على الريحه((القشرة اسلامية فقط فهم يمنعون تطبيق شرع الله باسم الإسلام وهذا اخطر من العلمانية))فهؤلاء قد وجدوا بانتخاب رئيس لمصر ينتمي لحزب يحمل اسما اسلاميا هو هزيمة((للغزو الفكري اليهودي الصليبي))فهؤلاء جميعا هم نتاج وأدوات((الغزو الفكري الصليبي))الذي تعرضت له مصر منذ ما يقارب مائتي عام والى الآن,والذي عمل جنوده وتلاميذه طوال هذه المدة بكل ما أوتوا من قوة لنزع مصر من الاسلام ونزع الاسلام من المصريين,فبمجرد سماعهم لكلمة الاسلام والمسلمين يُستفزون كالشياطين,فبابا الاقباط الجديد قد صرح بأن وضع مادة في الدستور تنص على أن دين الدولة الاسلام ومصدر رئيسي للتشريع سيُحدث كارثة في مصر,وبالفعل أصدر فتوى يدعو فيها جميع الاقباط النزول الى ميدان التحرير للاحتجاج على ذلك,ورغم هذه الروح الحاقدة على الاسلام من قبل الاقباط فإن القرضاوي المحسوب على الإخوان في خطبته الشهيرة التافهة في ميدان التحرير بعد سقوط مبارك مدح دور الاقباط الرئيسي والمهم في الثورة وفي اسقاط مبارك,وبالغ بمدح هذا الدور الى درجة أنه أخذ يخترع القصص والحكايات البطولية عن دورهم,وتجنب ان يخاطب الناس في ميدان التحرير في صلاة الجمعة ب(أيها المسلمون كما قال حتى لا يستفزالأقباط)وإنما خاطبهم ب(أيها المصريون)تحديا لله وإكرام للأقباط الذين لن يرضوا عنه إلا إذا أصبح قبطيا,وكاد أن يقول بأن الثورة هي من صنع الاقباط بالكامل رغم أنه كان يعلم أن البابا شنودة أصدر فتوى بتحريم النزول الى ميدان التحرير أو الاشتراك بفعاليات الثورة,ولولا ان تكفل الله بحفظ دينه والحمد لله رب العالمين لقضي على الاسلام في مصر على ايدي هذا الحلف الجهنمي الذي هو امتداد للغزو الفكري الصليبي وعلى يد علماء السوء والشياطين تجار الدين .
ثالثا:ان من اسباب ما يجري في مصر ان(الرئيس مرسي)ينتمي الى جماعة وهي(جماعة الاخوان المسلمين)التي لا تؤمن بالتغيير الجذري الكامل الشامل على أساس تطبيق شرع الله وبواسطة الثورات والخروج على الحكام,فهي حركة إصلاحية ترقيعية تربوية وهي تقول بذلك,فهي تدعو الى اقامة الدولة الاسلامية في صدور الافراد وليس في المجتمع وعلى ارض الواقع,لذلك فإن الإخوان لا يؤمنون بالتغيير الكامل الشامل للواقع ليتوافق مع الاسلام وإنما هم يؤمنون بأن الاسلام دعوة إصلاحية فقط وليس دولة ومنهاج حكم,وهذا ما أكد عليه مرشدهم الثاني(حسن الهضيبي في كتابه دعاة لا قضاة)وهذا الكتاب كُتب تحت اشراف المخابرات المصرية وبوحي منها في عهد الطاغية المجرم الخائن الخاسر عبد الناصر اثناء وجود الهضيبي في السجن في عقد الخمسينات وذلك رداً على فكر(السيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال ومعالم في الطريق الذي اعدم بسببهما)والذي كان محسوبا عليهم حيث أخذ هذا الفكر ينتشر في السجون كردة فعل على الظلم الفادح والعذاب الاليم الذي تعرضوا له على يد اليهودي الخاسر عبد الناصر,فسيد قطب رحمه الله والذي نحسبه عند الله شهيداً كفر كل من لم يحكم بما أنزل الله وأن الحاكميه يجب أن تكون لله كاملة شاملة وأن الواقع يجب أن يتكيف مع الاسلام وليس العكس,وأكد على عقيدة الولاء والبراء,وانه لا يجوز التحالف والتعاضد مع الاحزاب والأفراد والأيدلوجيات المعادية لشرع الله مستندا في ذلك للكتاب والسنة,مما ادى إلى انشقاق في حركة الاخوان فصار أتباع(سيد قطب رحمه الله)والذي نحسبه عند الله شهيدا يُسمون ب(القطبيين)وتبرأ الاخوان من السيد قطب بسبب ذلك حتى أن عدو الله القرضاوي قد أخرجه من الإسلام بسبب دعوته للحاكمية والتمسك بالولاء والبراء,وذلك بناءاً على طلب مدير المخابرات المصرية المجحوم صلاح نصر في عهد المجحوم الخاسر عبد الناصر والذي كان على علاقة وثيقة معه,حيث يقول القرضاوي
(أن السيد قطب قد بعد عن الصراط السوي لأهل السنة والجماعة)
فيبدو أن القرضاوي وهو أحد أقطاب الأخوان لم يسمع كلام رب العالمين الذي قرر فيه بأن الحكم له وله فقط واستثنى أي حكم اخر غير حكمه
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا)) ] النساء:60 [
(ان الحكم إلا لله)]يوسف:40 [
فالقرضاوي لا يعجبه كلام الله سبحانه وتعالى,وكتاب(دعاة لا قضاة)الذي تبناه الاخوان,فهو لا يدعو لا الى التمسك بعقيدة الولاء والبراء ولا الى الحاكمية ولا الى تغيير الواقع ولا الى تكفير من لا يحكم بما انزل الله,فالإخوان يدعون الى اصلاح الواقع للإبقاء عليه بترقيعه ووضع له نصف نعل,أي أنهم يعتبرون الاسلام كأي دعوة اصلاحية اجتماعية لا تصلح للحكم فلا يوجد فيها إلا بعض المفاهيم والقيم الاخلاقية مثل الإنسانية والتسامح والتعايش والمهادنة والمداهنة ولا مانع من التحالف مع غير المسلمين ولو كانوا من أشد أعداء الله ورسوله والمؤمنين على قاعدة
(الوحدة الوطنية ونقاط الالتقاء والتقاطعات المشتركة وان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا)
وكل ذلك من باب مصلحة الدعوة,لذلك فإن الاخوان سرعان ما يتكيفون مع أي واقع يجدون أنفسهم فيه ويسعون أن يكونوا جزءاً منه ومن حجارة الشطرنج التي يتحكم بحركتها اللاعبين الأساسيين والحقيقيين من باب مصلحة الدعوة,وقد يتهمنا من يُقدمون الجماعة والأشخاص والحزب على الاسلام بأننا مفترون,لذلك سنورد فيما يلي بعض الحقائق التي تؤكد على صدق ما نقول
فالإخوان المسلمين في العراق قد تحالفوا مع الامريكيين والشيعة الصفو يين في العراق,وصاروا جزءاً من الواقع الذي فرضه(الاحتلال الصفوي الصليبي)في العراق بل شكلوا ما يعرف ب(الصحوات)التي قامت نيابة عن الصليبيين والصفو يين بمحاربة المجاهدين الذين قاتلوا في سبيل الله اعداء الله من الصليبيين والصفو يين لتكون كلمة الله هي العليا في العراق وكلمة الذين كفروا السفلى,وكانت هذه الصحوات بقيادة المرتد زعيم الاخوان في العراق(طارق الهاشمي)وبعد ان ادى مهمته رماه الصفو يون والصليبيون في المزبلة حيث مثوى الخون والمرتديين ....
وكذلك فعلوا نفس الشيء في افغانستان بزعامة(رباني وسياف)حيث تحالفوا مع(الصفوين والصليبيين)ضد(المجاهدين الطالبان)....
وهم قد تحالفوا في الجزائر مع(الجنرالات الفرانكفونيين)في الجزائر ضد(جبهة الانقاذ الاسلامية)التي اكتسحت الانتخابات البرلمانية,وكادت أن تستلم الحكم في الجزائر فخرج زعيمهم(محفوظ النحناح)في جميع وسائل الاعلام يُحرض الجنرالات عليهم ويحذر من خطرهم على نفوذ فرنسا في الجزائر المتمثل بالجنرالات ,فجميع الشعب الجزائري يعرف هذه الحقيقة التي حصلت في عام 1992 ....
وها هو راشد الغنوشي زعيمهم في تونس يُصرح تصريحا مدويا لم يجرؤ عليه الفرنسيين ولا المجحوم بو رقيبة ولا الهارب عدو الله زين العابدين,وهذا التصريح هو((لا مكان للشريعة في تونس))وفي الدستور التونسي الجديد الذي وضع تحت اشراف حكومة الاخوان,رفض الاخوان بان يوضع الاسلام مصدر التشريع أو أن دين الدولة الاسلام ورفضوا أن يضعوا نصا يُجرم ويُحرم التطبيع مع الكيان اليهودي الغاصب لفلسطين ....
وهم يعتبرون جميع هذه المواقف المناقضة للقرآن والسنة من باب مصلحة الدعوة وفقه الواقع القائم على جلب المصالح أولى من درء المفاسد وأين تكون المصلحة يكون الاسلام ولو خالفت هذه المصلحة القرآن والسنة,أي انهم قدموا المصلحة على الاسلام,فالمصلحة هي الطريق التي توصلهم الى غايتهم وهي حرث الدنيا وليس التغيير,وان هذا الاصلاح لا يتم إلا بالتحالف والتعاون مع القوى والتيارات والأحزاب والديانات الاخرى ولو كانت من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين,لذلك عين الاخوان المسلمين في مصر نائب رئيس حزبهم(الحرية والعدالة)نصراني انجيلي صليبي((رفيق حبيب))ورشحوا على قائمتهم في الانتخابات البرلمانية أقباط وقوميين ويساريين وليبراليين وعلمانيين,
فأي مصلحة للإسلام في ذلك؟؟
ألم ينهى الله سبحانه وتعالى أن نتولى الكافرين....
فأي اسلام هذا الذي يسمح بتوليهم وموالاتهم وأخذهم عضدا؟؟
وهل ممكن ان يمكن الله لدينه بالتحالف مع أعداء دينه الذين حرم موالاتهم؟؟
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)]التوبة23[
((كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ*تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ)) ] المائدة:79-80 [
(ألم تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) ] المجادلة: 14-15 [
أما نحن فنقول أينما يكون الاسلام تكون المصلحة ولو خالفت هذه المصلحة هوانا وأفقدتنا حياتنا في سبيل الله
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)]البقرة:145 [
لذلك من باب المصلحة قام الاخوان بتبديل وتغيير كلام الله بتغيير وتبديل مصطلحات القرآن الكريم بمصطلحات تغازل بها أعداء الاسلام سواء كان هؤلاء الأعداء محليين أو خارجيين مثل
(الاسلام المعتدل)وما هو إلا اسلام معتل و(الاسلام الوسطي الذي وضعه القرضاوي على هواه ووضع له ثلاثين بندا)وما هو إلا اسلام أخر ليس له علاقة بالإسلام الذي انزل على محمد صل الله عليه وسلم الذي يقوم على خمسة اركان,مذبذبين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء,و(الكافر)استبدل بالأخر,ووحدة الامة ب(الوحدة الوطنية)والحاكمية ب(الديمقراطية)والجهاد ب(المقاومة)والولاء والبراء ب(القواسم والتقاطعات المشتركة والتحالفات الوطنية والمهادنة والمداهنة)
وبما أن الشعب المصري متعطش للإسلام ويريد ان يُحكم بالإسلام,وبما انهم أقدم حركة تنتسب الى الاسلام وترفع شعارات اسلامية وعوام المسلمين لا يعرفون حقيقة الامور انتخب الشعب المصري مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية وانتخب مرشحهم للرئاسة محمد مرسي,دون أن يقدموا برنامجا ومنهاجا للحكم شامل كامل ينبثق من الاسلام ودون رؤيا واضحة,لذلك وحسب فكرهم ومنهاجهم الاصلاحي قام الرئيس المصري المنتخب (محمد مرسي)باتخاذ المضلين عضداً,الذين حرم الله اتخاذهم عضدا ومن الذين قال الله عنهم
((وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدً)) ] الكهف:51 [
((لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)) ] التوبة:47 [
حتى انه عين مستشار له نصراني انجيلي (سمير مرقص)من الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم
((أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين))] المائدة:51 [
وكان اول من غدر به....
فلأن(محمد مرسي وجماعته)لم يؤسسوا بنيانهم على تقوى من الله فلم يتبنوا دستورا اسلاميا كاملا شاملا,وإنما هو دستور يبيح الخمر والزنا والربا وكثير من المحرمات,ولم يتخذوا من(المؤمنين)أولياء وعضد ومستشارين وإنما اتخذوا من(النصارى والعلمانيين واليساريين والقوميين والملاحدة أعداء الاسلام تلاميذ وجنود الغزو الفكري)مستشارين لهم فإن بنيانهم وحكمهم على شفا جرف هار,فهؤلاء المستشارين عند اول اختبار حقيقي لسلطات(مرسي)وأول أزمة واجهها والتي جعلت كرسي الرئاسة يهتز بعنف من تحته وتكاد أن توقعه عنه بدلا من أن يُناصروه ويشدوا من أزره وعضده ويدافعوا عن سياساته وقراراته بقوة غدروا به فانفضوا من حوله وتركوه وحيدا,بل انقضوا عليه وثاروا في وجهه وقدموا استقالاتهم من اجل إحراجه وإضعافه وهز صورته وإسقاطه,فهؤلاء يحقدون على الاسلام ولو كان على الريحه
((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) ] التوبة: 109-110 [
لذلك فإننا من باب النصيحة للمؤمنين ومن باب غيرتنا على ديننا وإيماننا المطلق بأن الله متم نوره ولو كره الكافرون,وأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين وعن كل من ينتسب الى هذا الدين دون ان يحتكم بمواقفه الى القرآن والسنة ولا يؤسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان رضي من رضي وغضب من غضب,وقد يقول البعض ان(محمد مرسي)يحفظ القرآن فإننا نقول أن من يحفظ القرآن تكون مسؤوليته أمام الله أعظم وحسابه عند الله أشد إن لم يحتكم الى كتاب الله,فالقرآن لم ينزل ليُحفظ في الصدور وإنما ليكون حياة تسير البشرية على هداه وتحكم بموجبه,فعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حطم إمبرطوريه المجوس الفرس وإمبراطوريه الروم لم يكن يحفظ إلا سورة البقرة فالله تكفل بحفظ دينه,وخالد بن الوليد سيف الله المسلول كان يحفظ قصار السور...
لذلك مهما قدم مرسي وجماعته تنازلات على حساب دين الله,ومهما داهنوا وهادنوا أعداء الله فلن يرضوا عنهم إلا إذا انخلعوا من الاسلام نهائيا وأعلنوا جهاراً نهاراً بأنهم قد ارتدوا عن دين الله وأصبحوا كفاراً وأعداءاً لله ورسوله والمؤمنين مثلهم.
فيا(محمد مرسي)ويا(ايها الاخوان)ويا(كل من تنتسبون الى الاسلام)كفاكم مهادنة ومداهنة لهؤلاء المجرمين الكفرة,فكلما داهنتموهم وهادنتموهم على حساب الاسلام ازدادوا كفراً وعناداً وركبوا رؤوسهم في موقفهم من شرع الله وازدادوا وقاحة وخسة ونذالة,فهؤلاء منذ اكثر من مائة عام وهم يحكموننا فماذا جنينا منهم؟؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ* بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)) ]ال عمران: 149-150 [
لقد أهلكونا وأذلونا وألحقوا بنا الخزي والعار ونشروا الخراب في كل مكان ,وهدموا دولتنا الاسلامية وفتتوها ومزقوا رايتنا,وأوجدوا ما يُسمى(اسرائيل)وحموها وأهدوها أعظم انتصاراتها بخياناتهم وتآمرهم,فالإسلام هو المستهدف اولا وأخيرا عندهم...
فلماذا لا نعلن الحرب عليهم كما يعلنوها علينا بكل حقد ووقاحة؟؟
وهؤلاء جميعا في طريقهم للاندثار,فهم لا يشكلون أية قوة حقيقية,فهم عبارة عن مجموعات صغيرة العدد,نخب تافهة حقيرة لا تشكل أي تيار في الشارع,وهذه النخب عميلة مدعومة من الصليبية والصهيونية العالمية....
فلماذا تعملون على إحيائهم بالتحالف معهم أو مُداهنتهم أو مُهادنتهم؟؟؟
وعلى الأقباط ان يعلموا بأن الشعب المصري بنسبته العظمى الكاسحة 96 % من المسلمين ويريدون ان يحكموا بدينهم
فلماذا لا تعلنوها مدوية أننا نريد تطبيق شرع الله شاء من شاء وأبى من أبى,وأن تقوم يا(مرسي)بتقديم رؤيا واضحة وبرنامج كامل شامل متكامل يقوم على أساس الاسلام من اجل النهوض في مصر؟؟
فلا سبيل غير ذلك بعد أن جربنا كل شيء فما أفلحنا ولن نفلح بغير ذلك....
فو الله إن فعلت ذلك لتجدن أن الله معك اولا ثم الشعب المصري المسلم ستجده من أمامك ومن خلفك يقوم بالإطاحة بكل القوى المعادية لله ورسوله والمؤمنين الذي يرفضون شرع الله ثم المسلمين أجمعين في مشارق الارض ومغاربها
((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) ] التوبة:71-72 [
فانا واثق والل |