صنعاء نيوز/ عبد الله السالمي -
مِنْ بين أشرّ وأحقر عِلل ومصائب هذي البلاد تتبدى «العنصرية» كسبخة موبوءة منتنة لا يكتفي الكثيرون بالاستحمام فيها، وإنما يشربون من أوحالها كذلك.
لا تكاد تمرّ على أحدنا لحظات مِن نهار – إنْ في العمل أو الطريق أو السوق.. – إلا ويسمع مفردات «التمييز العنصري» تتطاير في كلّ اتجاه، ليس فقط من أفواه الذين لا يتظاهرون باستنكار العنصرية، وإنما أيضاً من أفواه مَنْ يتظاهرون باستنكارها وتجريمها!!
لي زميلٌ «صحفي» عزيزٌ طالما عبّرَ عن مقته لشيء اسمه «العنصرية». وذات مقيل كان يتحدَّث عن ضرورة أن يتزوَّج أحد الزملاء «حتى ولو بخادمة!!»!!
هذه العبارة: «حتى ولو بخادمة!!» وَرَدَتْ على لسان ذاك الزميل الصحفي الذي يمقت «العنصرية» ولا يطيقها!!. قلتُ له: «هذا وأنت تمقت "العنصرية" فكيف لو أنّك لا ترى فيها بأسا؟!».
لم يفطن الرجل إلى ما أرمي إليه، وهنا الكارثة. لقد مضى يُكْمِل حديثَه غير آبهٍ لِسَقْطَتِه تلك.
إنّه - كما كثيرين غيره – على أشدّ ما يكون رفضاً واستنكاراً لـ «التمييز العنصري» إنْ مُوْرِس، على سبيل المثال، من هاشمي على غير هاشمي، أما «التمييز العنصري» المُمَارَس بحق شرائح واسعة في المجتمع - تندرج ضمن ما يُمْكِن التعبير عنهم بـ "المهمشين" – فإنّ ذاك الزميل وكثيرين معه لا يرون فيه غضاضة، ولا يجدون أنّ في وقوعهم فيه ما يضير.
................................................. وللحديث بقيّة..
عن صفحة الكاتب في الفيسبوك