صنعاءنيوز/ أحمد عبد الله الشاوش -
• جاءت المبادرة الخليجية كمخرج سياسي بعد أن بلغ السيل الزُبى والحلقوم الحناجر وسادت لغة الخناجر والرصاص والفجور محل العقل والحكمة وحقنا لدماء الأبرياء وإيقافاً للفوضى ومسلسل الحرائق المفتعلة والخروج من المأزق السياسي والحرب الأهلية وهروباً من المساءلة القانونية والجنائية وبعض المصالح غير المشروعة وتحت ضغط القوى الإقليمية والدولية اتفقت جميع القوى السياسية والمستقلة من أبناء الشعب اليمني على انتخاب مرشح التوافق الوطني "عبدربه منصور هادي" رئيسا لليمن والذي سطع نجمه بإرادة شعبية حره لم نجد مثيلا لها في التاريخ العربي والعالم الخارجي مستلما السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح بسلاسلة وبكل رضاء قاطعا الطريق على أرباب المشاريع الفوضوية.
• هاااادي الرجل الحكيم جاءت به الظروف الخطرة للبلد ووضعته في مكان لا يُحسد عليه ناذرا نفسه لله والوطن وارثاً تركة كبيرة مثقلة بالهموم وقابلة للانفجار في أي لحظة ناتجة عن فوضى سياسية لا أول لها ولا آخر، وخزينة فارغة واقتصاد تحت الصفر وجيش وأمن يحمل أكثر من ولاء ونغمات ما انزل الله بها من سلطان، ونسيج اجتماعي متصدع وتنمية فاشلة ومراكز قوى عابثة وامراء ومشائخ وقادة "تجار حروب" وقبائل متسلطة على الدولة ومشائخ متسلطين على القبيلة والدولة إلا من رحم ربي ووضع في قمة الخطورة واصعب مما يتخيله المرء هو نتاج طبيعي لفوضى عارمة وسرطان مستشري أصاب أجهزة ومفاصل الدولة حتى النخاع لفقدان القيم الفاضلة وتمرد القوى الظلامية تحت يافطة الدين والتقدمية حتى صارت اليمن أشبه بمبلعب دولي لتمرير سيناريوهات أضرت بالسيادة برا وجوا وبحرا والشعب في أمنه واستقراره ومعيشته محاولة ايقاف عجلة التغيير الحقيقية مستخدمة كل المساحيق والاقنعة المنتهية شعبيا بعد أن اشرقت شمس الحرية.
• هااااادي وجد نفسه فجأة وسط غابة من الوحوش والصقور الجارحة وثعابين السياسة وتجار الحروب والأحزمة الناسفة ومفجري الأزمات من شياطين الأنس وناهبي الموارد والثروات.. بدأ بالترويض رغم المخاطر الكبيرة وعدم الانجرار وراء الصراعات الجانبية وتحكيم العقل وانتهاج سياسة متوازنة مع كل الأطراف محاولا لملمة الجراح ولم الشمل وتجسيد الوحدة الوطنية وحماية السيادة والتخلص من آثار الفتنة التي أدخلت اليمن في دوامة وبإرادة صلبة استطاع الرئيس هادي تجاوز الخطر حتى الآن وأن ينجو باليمن نحو الأمان والمستقبل المشرق بزخم شعبي ودعم دولي في مواجهة وتحجيم مراكز القوى العابثة المتاجرة بثروات البلد والشعب في سوق النخاسة الإقليمي والدولي والتي جعلت من المواطن اليمني أرخص سلعة في عالم البشر داخل الوطن وخارجه حتى تحولت سفاراتنا إلى أشبه بدكاكين في سوق الملح بصنعاء والدبلوماسيين تجار شنطة ومتعهدي فنادق ومستشفيات أو مجرد اراجيز لقلة الخبرة وتعدد الولاءات وأصبح المهاجر في الخارج والمواطن بالداخل ماله وعرضه ودمه مباح ومجرد إظهاره لجواز سفره نقطة ضعف ويثير أكثر من علامة استفهام وإبراز بطاقة الهوية بين المدن اليمنية قد تجعلك قيد الأسر في لحظات في دهاليز القبيلة أو القوى السياسية وأصبح المواطن مسلوب الإرادة رغم تغني القوى السياسية بمشاريعها للدولة المدنية الحديثة التي لم نجده إلا في وسائل إعلامها وورشاتها وخطاباتها السياسية الزائفة وتبنيها مشاريع مشبوهة شرط خدمة الدفع المسبق وما تردد بعض القيادات على بعض السفارات إلا تأكيدا لسوء النية ورغم ذلك إلا أن ثقة الشعب اليمني في الرئيس هااادي كبيرة رغم التآمر والارتهان فهل آن الأوان لبناء الدولة المدنية الحديثة أيا كانت المعوقات ومهما كان الثمن من أجل اليمن السعيد طالما والقدوة والإرادة متوفرتان.. أملنا كبير.
[email protected]