صنعاء نيوز الكاتب: احسن خلاص مدير النشر فى صحيفة الجزائر - لا أكاد أصدق أن ما يجري في مصر من احتقان وصراع يختلط فيه التصويت والهتاف والهراوات والأسلحة والخردوات التي يقال إن نائب مرشد الإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر قد جلبها لتكون أدوات تستعمل إذ وجدت الفتنة من يوقظها في الأيام والأسابيع المقبلة. لا أصدق فعلا أن كل هذا إنما هو حول الدستور وإلا فإن مصر لا يمكن تصنيفها إلا ضمن البلدان التي بلغت الغاية في الوعي السياسي والرغبة في التعايش وتحقيق الإجماع الوطني والمضي قدما نحو نموذج من الديمقراطية لا يضاهيه نموذج في العالم العربي. لا أصدق لأن الحقيقة في موقع آخر حيث البلطجة السياسية هي سيدة الموقف وقد لا نجد في هذه اللحظة الديمقراطية التي هب فيها المصريون ليدلوا بدلوهم في الدستور الجديد إلا لحظة هدنة قد تعطي من الفرص أكثر لاندلاع فتنة أشد موضوعها هذه المرة الاختلاف حول نتائج الاستفتاء والاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة حول صدقية هذه النتائج وما يكون قد تخلل العملية من تجاوزات. الاستفتاء الذي انتهى أمس في ساعة متأخرة جدا ليس إلا جولة من جولات المنازلة التي سوف لن تنتهي على خير برأي المراقبين وقد يضطر الجيش المصري للعودة للإمساك بالوضع كي لا ينفلت ويسحب اعتماد الديمقراطية من يد الشعب والقوى السياسية في البلد فحينئذ لا صوت الأحزاب ولا صوت القضاة وحتى علماء الدين ورجال الكنيسة يعلو على صوت العسكر |