صنعاء نيوز/ أحمد عبدالله الشاوش -
أجرت القناة التلفزيونية التركية خلال الأسبوع المنصرم مقابلة مع الطفلة الفلسطينية "عهد التميمي" التي أذهلت العالم بشجاعتها وعنفوانها وكبريائها الذي دفعها إلى الوقوف أمام الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح مع أختها "فرح" بصلابة وتحد كبيرين في مسيرة سلمية شارك فيها أطفال ونساء وبعض رجال الصحافة والإعلام في شهر أغسطس الماضي لدخول الأراضي الفلسيطنية منع الفلسطينيين من دخولها بحجة أنها تحولت إلى منطقة عسكرية في حين سُمح للمستوطنين الغُرباء وثم الاعتداء على الأطفال واعتقال النساء والإعلاميين الذين قاموا بتغطية المسيرة بحيادية وبصورة مهنية صادقة ولهذا التميز والإبداع والمخاطرة في نقل الصورة المشرفة والمشرقة لا يسعنا إلا أن نسوق التحية لوسائل الإعلام على تميزها وعلى وجه الخصوص الإعلام التركي الذي توقف رجاله في توثيق المشهد صوتاً وصورة ونقله للمشاهد والقارئ عبر التلفزة والصحافة والمواقع الالكترونية وإظهار الحقائق الغامضة وبعض صور العنف والتعسف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الطفل الفلسطيني.
الطفلة عهد كبيرة بحجم الوطن الفلسطيني وجهت عدة لكمات وركلات للجنود الإسرائيليين في الهواء بكل تحدٍّ واصرار واستهزاء لمنعها من دخول أرضها مما سبب إحراجاً كبيراً وخزياً للجنود والمؤسسة العسكرية أمام عهد واختها فرح ووسائل الإعلام التي كشفت المعاناة ونقلت الحدث الأليم للمشاهد والجري والمفرح في آن واحد وهي تسخر من الجندي الإسرائيلي وتقول له روح والله لا أفضحك بالإعلام لو اقعد عشرين سنة هوت.. روح أحكي لامك أنك كنت تخوف الصغار واختها رافعة العلم الفلسطيني قمة الشجاعة والشموخ.
الموقف مثل صدمة لإسرائيل في وسائل الإعلام وأثر في الكثير منا ويدعو للتعجب والإعجاب ويحمل أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الطفولة الفلسطينية التي نقشت فلسطين في أعماق قلوبهم ولا يعرفون في قاموس طفولتهم إلا التحرر ورفع العلم الفلسطيني، خصوصاً وأن الجيل القادم جبار وعصي لإيهاب الموت كونه خارجاً من رحم المعاناة التي لم يلمس فيها شيء من العدالة الدولية رغم أن الإعلام قد نقل للمشاهد والمجتمع الدولي صورة حية من صور الظلم والجبروت الإسرائيلي وبراءة الطفولة الفلسطينية وما حظيت به من إشادة وإعجاب وتكريم من قبل الرئىس الفلسطيني ورئيس وزراء تركيا وبلدية باك شهير في اسطنبول بجائزة حنظلة للشجاعة.. فتحية للإعلام الصادق.