صنعاء نيوز/محمود الحداد - الارياني : الحوار سيكون للتصالح وبناء الدولة المدنية
برنامج دعم الحوار الوطني ينظم ندوة عن تاريخ الحوار الوطني في اليمن
افتتح الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني مستشار رئيس الجمهورية اليوم بصنعاء ندوة وطنية نظمها برنامج دعم الحوار الوطني بالتعاون مع مؤسسة بيرجهوف الألمانية تحت شعار " تاريخ الحوار الوطني في اليمن " بحضور نخبة مميزة من السياسيين والمثقفين واعضاء مجلسي الشورى والنواب
وفي محاضرة قيمة قدمها الدكتور الارياني ضمن اعمال الندوة أكد فيها أن اليمنيين أمام محطة فارقة وفرصة أخيرة لحل اشكالاته والانطلاق لبناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة والاستفادة من الثقافة والمرجعيات والارث التاريخي الحضاري لليمن.
مشيرا الى أن الظروف والأجواء مناسبة اليوم أكثر من أي وقت ومضى باعتبار أن القوى التي كانت تتصارع على الساحة في السابق قد احتفت.
وأضاف :إن الحوار اليوم سيكون للتصالح والتسامح وبناء الدولة المدنية التي ينشدها الجميع كما أن صفة الحوار القادم تختلف عن كل الحوارات اللا محدودة التي خاضها اليمنيون منذ مئات السنين.
وأشار إلى أن ما يميز حوار اليوم هو أن الأزمة الناشبة أتت بعد الحركة الشبابية وصراعات أسفرت عن تغيير يجب أن يستغل جيداً ويؤدي إلى الأهداف المرجوة والنظام الديمقراطي العادل المنشود.
وشدد على ضرورة أن يفضي الحوار إلى شكل دولة ونظام جديد من دون انتقاص نظام يواكب العصر ودولة تستجيب لرغبات الناس مالم فلا جدوى منه.
وقدم رئيس اللجنة الفنية للتحضير للحوار في سياق محاضرته عرضاً تاريخياً للحوار اليمني الذي يحفل بتاريخ طويل من الصراعات والحوارات والتسويات، وهو ما دعا أحد المشاركين إلى التأكيد على دخول اليمنيين في موسوعة غينيس في عدد الحوارات والاتفاقات التي كان مصير معظمها الفشل أو الاندثار.
وقال الدكتور الإرياني: إن التفكير الجمعي والوعي المجتمعي عبر آلاف السنين للتاريخ اليمني قد ارتكز على مكونين رئيسيين هما الدولة التي تمتد لأكثر من 3 آلاف سنة وإرث الحوار الذي يلجأ إليه الناس لحل مشكلاتهم ومعالجة صراعاتهم ونزاعاتهم القبلية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
وأضاف: رغم ما كان يسود من قطيعة وخلاف بين مختلف القوى حينها إلا أن الحوار كان هو دائماً الملجأ والمآل الأخير الذي يقصده ويلجأ إليه الجميع.
وتناول الإرياني عدداً من المحطات التاريخية الحوارية التي بدأت منذ الدولة اليمنية السبئية والحميرية المندثرة وصولاً إلى المحطات التاريخية بين الملكيين والجمهوريين في شمال الوطن في ستينيات القرن الماضي وصولاً إلى 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963. وأيضاً بين شطري الوطن منذ السبعينيات والتي تركزت حول التئام شطري الوطن وتوحيدهما في كيان واحد، إلى أن تحقق في 22 مايو 1990م . لكن مسيرة الحوار ومحطاته المهمة لن تتوقف حيث ظلت مستمرة حتى يومنا هذا بالرغم من الإخفاقات والإنجازات التي تحققت في تلك التفاعلات الوطنية الحوارية والتي أكد الإرياني أنها تستأنف اليوم لإيجاد الحلول والمعالجات التي تجنب الانزلاق إلى العنف والدماء.
وقال: اليوم اليمنيون يستعيدون إرثهم التاريخي في الحوار، وهو الحوار الذي يتميز بالإعداد والتحضير العالي وتفاصيل القضايا والموضوعات التي سيتناولها بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ. ووفق ضمانات دولية وإقليمية ودون استثناء أو انتقاص من دور أحد.
مستدركاً في هذا الصدد: لكن إذا كانت رغبة بعض القوى السياسية –بالإشارة إلى المطالبين بفك الارتباط- المفترض مشاركتها كانت رغبة الرفض فإن اللجنة الفنية للحوار لن ترغم أحداً على المشاركة.
لكنه عبر عن أمله في مشاركة الجميع وألا يحرموا من صنع مستقبل اليمن المزدهر ودولته المدنية الحديثة.
وأكد الإرياني في معرض تعقيباته على مداخلات المشاركين في الندوة النقاشية التي نظمها أكد أن مؤتمر الحوار الوطني سيكون سيد نفسه ولن يكون من حق اللجنة الفنية فرض أي قضية أو طريقة ما على أي لجنة من اللجان الـ9. لكنه قال إن هناك شروطاً مرجعية يلجأ إليها الجميع.
ولفت رئيس اللجنة الفنية للتحضير للحوار إلى إن المبادرة الخليجية لم تتضمن تحديد أي قضية بعينها وإنما تقديراً من اللجنة رأت أن القضية الجنوبية وقضية صعدة كقضيتين ملتهبتين أن يحتلا ذلك التميز في أجندة الحوار.
موضحاً بأن النقاط الـ20 التي رفعت إلى رئيس الجمهورية والتي بدئ التحضير لها، لم تشر رسالة اللجنة إنها شرط رئيسي لإنجاز الحوار، لكنها قالت إن البدء بتنفيذها سيعطي ثقة واطمئنانا لدى الأطراف الأخرى.
مبيناً بأن هناك بعض القضايا التي وردت وتضمنتها أجندة الحوار الوطني سيستمر تنفيذها إلى ما بعد العملية الانتقالية |