صنعاءنيوز/أحمد عبدالله الشاوش -
اختزل عام 2012م في ذاكرة الشعوب العربية وعلى وجه الخصوص نحن اليمنيون الكثير من المآسي والأحزان والقليل من الأفراح نتيجة الانقسام وهيجان القوى السياسية ومراكز القوى المصاحبة للربيع العربي والذي مايزال أثره جليا حتى هذه اللحظة في الكثير من جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، ورغم تلك الأحداث المؤسفة الا ان العام 2012م كان الأكثر هدوءاً والأكثر استقراراً للنفوس وجبر الخواطر باستثناء بعض حوادث الدراجات النارية التي مثلت عنوانا بشعا للجريمة السياسية ومقارنة بالعام 2011م عام الثورات والازمات والانقسام وتصفية الحسابات التي ساد الاحتكام فيها إلى صوت البندقية وهدير المدافع ونياح الساحات والمتاجرة بالشهداء من جميع الأطراف، وما إن تحققت بعض المكاسب وبدأت عجلة التغيير في مسارها حتى صمتت فوهات البنادق وطرحت الحرب اوزارها بانتخاب مرشح التوافق الوطني الرئيس عبدربه منصور هادي وكان الاحتفال بمرور عام على نجاح المبادرة الخليجية هو دليل ناصع على قناعة اليمنيين بأن الحوار هو خيار السلم والسلام وان الاستفادة من الدروس هي الدافع الرئيسي للبدء بارساء مداميك الأمن والاستقرار والتوجه نحو البناء المؤسسي مهما كانت المعوقات والجراح.
وها نحن نستقبل العام الجديد 2013م وكلنا امل وثقة بان هذا العام هو عام الرشد السياسي التي ستتحاور فيه جميع القوى السياسية عبر ممثليها بعد ان اكتوى بنار العنف السياسي وسيكون ادب الحوار والمرونة والبعد عن الإفراط والتفريط وحمى التشدد والاحتكام إلى العقل والمنطق ضرورة لنجاح الحوار والتئام الصف الوطني وتفويت الفرصة على المتاجرين بالأوطان والابتعاد عن الجدل البيزنطي العقيم والارتهان السياسي أيا كان محليا أو اقليميا أو دوليا فالعام الجديد مبشر بالخير خصوصا وان الكثير من نوايا القوى السياسية صادقة وارادتها تتجه نحو تحكيم العقل وتغليب الحكمة اليمانية التي امتتدحنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالحوار هو حوار القلب والعقل الواحد من أجل التعايش واستعادة المكانة التاريخية لليمن السعيد والبداية الحقيقية لوضع اللبنات الأساسية للدولة المدنية الحديثة.