صنعاءنيوز/أحمد عبدالله الشاوش -
منذ اللحظة الأولى للربيع العربي الذي جاء نتيجة طبيعية لحالة الضعف والهوان وفساد الجمهوريات الملكية حتى النخاع وحالة الاحتقان والغليان الشعبي المتزايدة بفعل الأنهيار الاقتصادي وتصدع النسيج الاجتماعي والانحلال الأخلاقي والبطالة المتفاقمة مما أسال ذلك لعاب الإعلام الدولي الذي سارع عبر وسائلة المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية إلى استغلال واستثمار تلك الأحداث واللعب على وتر الأزمات بصورة مؤسفة في دول بعينها من خلال التغطية الإعلامية للأحداث على مدار الساعة وبصورة مظللة أو مبالغ فيها وأحياناً تقشعر منها الأبدان فمن خلال متابعة وسائل الإعلام الدولية نجد أنها بعيدة كل البعد عن الحياد والمصداقية وانها لا تخضع لأي ضوابط اخلاقية أو مهنية خصوصاً في الأزمة السورية وأن الكثير من الوسائل ومراسليها تسعى إلى تعمد الاثاره والشبهات في بؤر ومناطق معينة في حين أنها تغض الطرف ولا تحرك ساكناً وإن تناولت فعلى استحياء فالبحرين والأردن وغير ذلك.
وبهذه المعايير المزدوجة تفقد الكثير من الوسائل الإعلامية احترامها لدى المتابع والمشاهد، والملاحظ أن الإعلام في الفترة الأخيرة تحول إلى أشبة بصاعق أو برق لتفجير الازمات وعامل مساعد في اشعال الحرائق واثارة الفوضى وتفكيك الوحدة الوطنية ومثير للطوائف والمذاهب وجارف لحالة الاستقرار وحالة من حالات إعلان الحرب ودق طبولها واصبح بإمكانه أن يسقط دولاً بعينها في وسائله قبل أن تسقط، أو تخسر الحرب إذا دعت مصلحة الدول الكبرى إلى ذلك وبهذه الصورة المشينة والمجحفة انجر الإعلام العربي الى ما هو أكثر من ذلك وصار الأكثر تأثراً بآلهة الإعلام الدولي والأكثر سقوطاً واسقاطاً للبيت العربي الآمن ويطلق عليه المثل القائل «أبناؤها أجناؤها» ويتجلى ذلك في تناوله للأزمة السورية بغض النظر عن المخطئ أو المصيب فالإعلام العربي ينقل للمشاهد تقارير واخبار وتحليلات مظللة في الغالب وصور بشعة ومشوهة تسيء إلى مهنة الصحافة ورجال الإعلام وتنزع من القارئ الثقة والاحترام فهل آن الأوان للاعلام العربي أن يتحرر من القيود السياسية ومراكز القوى العابثة حتى يحافظ على ماء الوجه؟... أملنا كبير.