صنعاءنيوز/خــــاص -
رسالة من أكاديميون يمنيون الي رئيس الجمهورية عن معاناة الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج والطلاب المعتصمين حاليا في السفارة اليمنية في برلين.
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية/ المشير عبدربه منصور هادي المحترم
حفظكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم ...
تحية طيبة وبعد،
نحن أكاديميون يمنيون عاملون في بعض الجامعات ومراكز البحوث الأوروبية والأمريكية والكندية واليمنية في مجالات الطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والإدارة والتعليم ، انطلاقاً من شعورنا بالمسئوولية تجاه الوطن الغالي، ورغبة منا في المشاركة الفاعلة في دفع عجلة التطور في وطننا الحبيب، نرى أن الواجب يحتم علينا أن نسهم بما نستطيع من أفكار تعلمناها خلال السنوات الطويلة التي قضيناها في الغربة، ونقدم بعض الآراء التي تولدت نتيجة متابعتنا الحثيثة لما يجري في اليمن منذ سنوات.
إننا نثمن عالياً خطواتكم المباركة لإخراج الوطن من محنته والإنطلاق به إلى آفاق التنمية والإستقرار لإستعادة إرثه الحضاري ووضعه في مكانته اللائقة بين الأمم.
إننا نؤمن بالمبدأ القائل أن الإنسان هو الأساس في تقدم الشعوب والأمم ولا تنمية بدون استثمار حقيقي ونوعي في بنائه وتعزيز مهاراته التنموية. لذا رأينا ضرورة أن يكون الاهتمام بالإنسان اليمني أول أولويات مشاريع التنمية. ومن موقعنا كأكاديميين بالدرجة الأولى، رأينا أن تولي الحكومة جل اهتمامها بالطلاب اليمنيين المبتعثين إلى خارج اليمن للدراسة الجامعية أو الدراسات العليا في مختلف مجالات المعرفة. فهؤلاء الطلاب هم بذور النهضة التنموية المنشودة والإستثمار فيهم هو البوابة المثلى لتنمية مستدامة ومستقبل زاهر اتتظره الوطن طويلاً ونأمل أن يتحقق في عهدكم الميمون.
لقد قمنا مؤخراً باستقراء آراء عدد من الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى عدد من الدول، خاصة تلك التي يوجد بها عدد كبير منهم، وقد آلمنا الوضع العام الذي يعيشه الطلاب اليمنيون في غربتهم وعدم قدرتهم على التكيف في بيئات جديدة عليهم وذلك لعدم تأهيلهم قبل وصولهم إلى هذه الدول، مما كان له الأثر السلبي في مختلف جوانب حياتهم، وقد كان أكثر ما آلمنا، المعاناة التي يعيشونها جراء شحة مواردهم المادية. فالمنحة المالية التي يستلمونها لا تكفيهم لتغطية احتياجتهم الأساسية مما ينعكس سلباً على تحصيلهم العلمي وينسف كل الأهداف التي ابتعثوا لأجلها، إضافة إلى أنهم لا يستلمون المنح في موعدها وقد وصل الحال إلى تسرب الكثير منهم من الجامعات التي يدرسون فيها والإنخراط في أمور قد تقودهم إلى ما لا يحمد عقباه.
إننا نعرض لكم بعض صور معاناتهم مما وجدناه في ما كتبه الطلاب. حيث أصبح طلابنا في صراع مرير مع الفاقة والعوز وأصبح التحصيل العلمي عصياً عليهم. . كما أنه لا يخفى عليكم أن عدداً من طلابنا في ألمانيا معتصمون داخل الملحقية الثقافية والسفارة منذ يوم الإثنين وحتى اللحظة إحتجاجاً على تلك المعاناة. والحال لا يختلف كثيراً في ماليزيا والدول الأخرى.
إننا نضع هذا الأمر بين أيديكم آملين منكم التوجيه بسرعة معالجة هذا الأمر واعتماد مخصصات مالية واقعية تتناسب مع احتياجات طلابنا في الخارج وتعينهم على أداء مهامهم بنجاح ليساهموا في بناء مداميك الدولة اليمنية الحديثة. إضافة لذلك نرى أنه قد حان الوقت لإعادة النظر في إستراتيجية برنامج الإبتعاث والآلية المتبعة في تنفيذها، بحيث يتم تأهيل الطلاب بشكل جيد؛ ونحن على استعداد للمساهمة الفعالة في إنجاح هذه الجهود.
وفقكم الله وسدد خطاكم..وتقبلوا خالص تحياتنا...
اخوانكم أكاديميون يمنيون في برلين:
الدكتور عبدالكريم ناشر
الدكتور هلال الأشول
الدكتور أحمد الدبعي
الدكتور ناصر الزاوية
الدكتور نزار الحبشي
الدكتور أكرم الأميني
الدكتور خالد العامري
الدكتور شاكر الأشول
الدكتور أيوب الحمادي |