صنعاءنيوز/ بقلم/ أروى عبده عثمان -
«قبل أيام، قيل لنا إنه قد سافر، وإنه يتعالج في إحدى أهم مستشفيات دول الجوار، وأن حكومة الأستاذ باسندوة، تكفلت بكل مصاريف العلاج، بل وتكرمت ومنحته طائرة خاصة، يا لصدقها حد الكذب».
***
عن وزن الإنسان في بلادي الذي قيمته أصغر من الذرة أو الجزئي، بل يتشظى أقل من جزئي، ولا يرى بالعين المجردة، بل ولا حتى بالميكرسكوب، ولو أتت أجهزة استكشافية لتتعرف على ملامح كائن اسمه «إنسان اليمن» سيتعب الجهاز والمكتشف، وسيلطمان ويولولان، ويصرخان: يا غارتاااااااااه، غيروا علينا، وحاكموا كل من تغنى بـ(أنا يمني واسألوا التاريخ عني، أنا يمني)، حاكموا كل من جعلنا «مُصنمين، خاشعين، متعبدين في محراب «اسألوا التاريخ»..
لم تتدنَّ قيمة الإنسان في بلادنا كمثل هذه الأيام الموحشة والمتوحشة، إنسان يمني، شاء حظه العاثر أن يكون يمني الجنسية، ومن أبوين يمنيين ومعه خبرة تتجاوز 50-60 عاماً في خدمة الوطن (وكان مثالاً للأخلاق الحميدة) عندما يحين موعد تأبينه.
***
عندما سألنا التاريخ، أجاب قائلاً:
البروفيسور عبده علي عثمان، من أهم أساتذة علم الاجتماع والأنثربولوجيا في جامعة صنعاء، بل ومن مؤسسي جامعة صنعاء، فقد دَرَسَ في أرقى جامعات العالم.. وتتلمذ على فكره المئات من الطلاب والطالبات، ونالوا درجات الماجستير والدكتواراه.. تلاميذه يشغلون اليوم كراسي الأستاذية في جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات الخارجية، بل وأحد طلابه يشغل اليوم رئيس جامعة صنعاء.. فضلاً عن مشواره السياسي، وتقلده منصب وزير البلديات والإسكان، ومن مؤسسى الخدمة المدنية، بالإضافة إلى تبنيه العديد من قضايا الإنسان والمجتمع كالديمقراطية، والحريات.
أستاذ علم الاجتماع، أصيب بجلطة، أقعدته على فراش المرض في مستشفى العلوم والتكنولوجيا لأكثر من شهر، وها هو يعود إلى بيته في «بيت بوس» كأي مواطن شريف تأبى كرامته ونفسه العفيفة على طرق الأبواب الموصدة للوزارات، ومجالس الرئاسة.
***
كان الأحرى برئاسة الجامعة وبالدكتور عبدالحكيم الشرجبي، أستاذ علم الاجتماع، ورئيس الجامعة السابق خالد طميم (وهما من تلاميذه) أن يسارعا بإسعافه إلى أي دولة، دون أن نستجدي رئيس الدولة، والحكومة أن يقوموا بهذا الفعل.. كان الأجدر بجامعته وتلاميذه، ومن ميزانية الجامعة الخاصة تتكفل بعلاجه من أول وعكة صحية، لا أن يظل حبيس جدران غرفة الإنعاش و(انتبهوا تقولوا مافيش فلوس، والميزانية لا تسمح، وو..)!!
ومادامت حكومة جامعة صنعاء «جامعة الستين» عاجزة عن أن تتحرر من قبضة عُكفي ودبابة، فكيف ستحرر العالم الجليل، عبده عثمان من مرضه؟!!
إذاً، لنتوجه بندائنا إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة باسندوة.. ليستقلا أية سيارة، ويذهبان لزيارة أستاذ اليمن الكبير عبده عثمان، أو يأمرا بسرعة البرق أن تستكمل إجراءات سفره لأي دولة لإجراء العملية.. هذا أبسط حقوق العالم الذي علمنا حرفاً، ولم يعلمنا كيف نصير عبيداً.. علمنا كيف نتحرر ونقوى عبر المعرفة.. علمنا معنى أن تكون طالباً جامعياً، يعني أن تستخدم عقلك، وتنبذ الخرافة والمسلمات، والثوابت، إنه علم الاجتماع، وعبده عثمان المعلم.
فكيف تشوفووووووا، من رئيس الجمهورية عبدربه هادي، إلى حكومة باسندوة، إلى حكومة عبدالحكيم الشرجبي رئيس جامعة صنعاء؟؟؟.
[email protected]