صنعاءنيوز/أسامه حسن ساري -
شَكِّلْ بلادك في المعنى يداً وفما
من نور ربي.. ولا تنفخ بها العدما
تـُنـبـِت لك الأرض قرآناً وجمجمةً
وذافقارٍ أمام الروم ما انهزما
فمولد النور إحياءٌ لمنهجه
هذا زمان رسولٍ خَـصَّـبَ الأمما
هذا الحضور رساليٌّ يسافر في
حشد العصور وما أبقى بها صنما
هذا زمان رسول الله ، مولده
في كل يومٍ وعامٍ أورق الهمما
هذا الزمان من القرآن منشأه
حيث البراكين تجري في العروق دما
حيث الرجال مدارات اليقين.. إذا
تمايل الدرب شع البدر وانتظما
بين الفصول خيول الدين مشرعةٌ
فصل غمادٌ ، وفصل بالقنا هجما
فما لغازٍ هنا تلويح قبعة
وما لبارجةٍ أن ترتجي قدما
وللرئاسة إن ضلت مخالبها
درباً إلى الشعب أن تستنطق الحمما
فها هنا أمةٌ بركان ثورتها
من الجنوب إلى ( مرّان ) محتدما
وها هنا باتساع الجرح صرختنا
الله أكبر.. كبر ترتقِ القمما
ومن هنا حيث كان القتل يرصدنا
ملء الكشوفات.. صار الحق مُـعْـتَـصَما
*****
يامولد النور ، أبحر في مدائننا
فالموج أشرك بالشطئان وانقدحا
ولم يعد في خطوط الكف متسع
لمركب يقرأ الفنجان والقدحا
مذ أبرحت حاملات الطائرات هنا
أشلاءنا واغتذت خيراتنا منحا
وأوغل الزيف في أصداء نظرتنا
حتى تسربلنا أبواق واتشحا
هنا الحكومات تمضي في مصائرنا
على بياض سفير خطها ومحى
هنا القرارات باسم الدين سائسةٌ
عجلى كراقصة من رامها امتدحا
وبرلمان تخطته القباب إلى
نفح البنوك فما أرغى ولا نبحا
هنا الذئاب وزاراتٌ محركها
شيكٌ ودرعٌ خليجيٌّ.. وما سنحا
هنا انفتاحٌ على سرواله التهبت
أيدٍ تُـرَقِّـمُها تنورةٌ و لِحى
هنا الحوارات شكلٌ من تبرجهم
ترتد عن شوقها إن جد أو مزحا
هنا بلادٌ.. مغاراتٌ مشفرةُ
والسندباد ( علي بابا) هوىً و رحى
هنا غدا بسطاء الناس أحجيةً..
جوعى وعطشى.. وصَـدرُ النفط ما انشرحا
هنا المذابح.. تاريخٌ تؤرشفه
حصانة القتل.. ويحٌ للذي انذبحا!!!
والشعب حمال آهاتٍ يزوقه
بين السياسات من أمسى ومن صَبُحا
ستون عاماً.. وهذا الشعب مُـغْـتَـصَـبٌ..
طحاّنُهُ الريحُ.. يا لغز المدى اتَّــضِـحا؟!!!
عشرون مليون إنسانٍ تـُبَـخِّـرُهُم
نار الزعامات.. والدستور ما انجرحا!!
******
أرقى الثقافات ما أحنى الجباه لمن
سوّى منابتها في ظله حَرَما
الملك لله... قانون السماء له
سلطان حقٍّ..فما المحكوم من حَكَمَا
الأرض لله.. تجري في مناكبها
أَزِمّةُ الأمر منهاجاً لمن كَرُما
فيارسول الهدى ، أنت الكثير هنا
في كل قلبٍ مُذابٍ فيك ما سئما
لبـيك..إن ليالي الجور شاغرةٌ
من الميازين حتى استعذبت صمما
إن الثقافات من فيض الزخارف قد
ضاقت كهولتها فاستوحشت عَلَما
وجندت في فيافيها الجرادَ.. وفي
بذر الندى فَيرَسَت واستهوت اللمما
فصار صوت الهدى عبءً لسامعه..
ثقلاًً على زعماء حـزّبوا الندما
وجرح صعدة ما ضمت ضمادته
برءاً سوى النور عدّاءً ومحتشما
فيها القيادة والمنهاج ، يبزغ من
جنبيهما الفجر همساً ينشر السّلَمَا
تمتد في ظمأ الآفاق دعوته
تهمي غيوباً تُجَّلِّي لوثةً وعمى
إنّا امتدادك ياطه..تعسكر في
أرواحنا..تمتطينا الخيلَ والكَلِما
******
لبيك لبيك.. هذا العصر قادته
براية الفتح بُـنـَّاءٌ وروّادُ
لبيك .. إنا مصابيح الهدى.. هتفت
حناجر الأرض : أحفاد النبي عادوا
لبيك.. وانطفأت نارُ الطغاة كما
من قبلُ أطفأ نارَ الفرس ميلادُ
لبيك لبيك.. يوم المولد انحسرت
عساكر الظلم في الأغوار شُرّادُ
لبيك .. إنا - رسولَ الله - أفئدةٌ
هتّافةٌ لهدى القرآن تنقادُ
حدائق النور من ميلادك انزرعت
على التلال.. لبيت الله قُصّادُ
وثابةٌ في حقول فردست أمماً..
تزف بشراك للأكوان أعيادُ
يكفي بأن سنا أنوارك انطفأت
فيها الضلالات ، إشراكٌ وإلحادُ
وأن عامَك لم يحفل بأبرهةٍ
ولا بمن هو للنسوان وَئّادُ
ولا بمن كان للرومان محتشد
ولا بمن هو للتجهيل حشَادُ
ولا بمن أورثوا الانسان مخمصة
ولا بمن هو للأصنام سجادُ
ولا بمن زوروا الأحجار آلهةً
وفي محاجرها يقتات جلاد
ولا بمن في عروق الانتظار قضوا
ستين قرناً ، لفضل الله حُسادُ
وحرفوا دينهم واستعبدوا أمماً
بلا اكتراث.. وقالوا أنهم هادوا
وخندقوا مدن الصحراء.. والتبسوا
ميلاد أحمد ، قَـتـَّـالٌ وصيادُ
لكن محمد سر الله أودعه
في كعبة النور برقاً هد ما شادوا
نبوة في ضواحي مكة اندلقت
كواكباً ونجوماً غير ما اعتادوا
وظللتهم سماوات مُخَّصَّبةٌ
برحمة الله ، للأنداء ترتاد
وحدث الغار : إن الأرض سنبلة
وحدث الجوع : إن الناس جُحَّادُ
وحدثت إبلَ الصحراء غيمتُها
وحدثت يثرب الغراء من جادوا
عن معجزات وحراس ملائكةٍ
وتضحيات رجالٍ في الوغى سادوا
وزلزلوا الليل في أجفانهم قلقاً
فأيقظوا الفجر.. ما أرجاه ميعاد
وسافروا في ثنايا الشمس أوردةً
تطفي الهجير بتقوى الله.. فازدادوا
كانوا الحضارة في جدب العصور.. ومن
دمائهم ولدت للعز أطواد
هذي البلاد شذىَ من نار نخوتهم
هذي الجموع لها من نهجهم زادُ
فهم بناء رسول الله.. طينتهم
من رشح جنبيه سقاها.. فما حادوا
أستاذهم من ندى القرآن أوردهم
كأن بذرته للأرض أوتاد
تسمو اخضراراً إلى كل السلال.. ومن
ترقى سنابله بالهدي زوّادُ
************
اليوم عاد أبوجهلِ ، أبو لهبٍ
عاد ابن هند لجيش الروم قَـوَّادُ
عادت حذام ولكن لانصدقها
كأننا في سبيل الله زهاد
كل المحيطات شقر من بوارجهم
كل المطارات بالمارينز تـُرتادُ
والقتل أسرف في تخفيض كلفتنا
كأننا العبء .. وهو اليوم نقّادُ
له لغاتٌ.. وأسماء معلبةٌ..
مستوردون.. وشُرَّاءٌ .. ورُصّادُ
من تركيا ، من ضواحي نجد ، من قطرٍ
ومن نيويورك خُطـَّابٌ وكَيّادُ
ودولة أبحرت في الشعب قرصنةً
ومدفع الجيش زمَّارٌ ونشادُ
وقادة لنياشينٍ وأوسمةٍ
لهم على الشعب إزبادٌ وإرعادُ
تمضي الخطابات فتلاً في شواربهم
وفي السفارات نساكٌ وعبادُ
يغمسون المقاهي في توثبهم
بقهقهات لها في الأرض إخلاد
و(يفرشون لجيش الغزو أعينهم)
كأنهم ما رأوا شيئا ولا جادوا
كأن فينا رسول الله ما نطقت
بروقه وله الأفلاك شُهّادُ
كأن ما كان قرآنٌ ولاسننٌ
ولا رجالٌ لنور الله تنقادُ
عذراً محمد.. إن القوم ما شرعوا
نهجاً يغاضب أمريكا ولا زادوا
ورصعوا ألسن السفهاء أدعيةً
فأبرزتهم إلى مثواك أحقادُ
ومزقوا يافطات أنها شَرُفَتْ
برفع ذكرك ، واسم النور رصّادُ
جيرالد ، أهوى لهم ، فاستنطقوه هُدىً
وروضوه : أَنِ اقتلْ كلَّ من حادوا
*****
عذراً حبيبي.. ولكن الرجال هنا
لهم إليك من الإجلال إيفادُ
أنصارك اليوم أجروا في جوانحهم
صداك ، فالكل صرّاخٌ ووقـّادُ
وأنت منهل أرواحٍ تَعَتَّقَ في
أفواجها النور..، للقرآن قد عادوا
لَبَّوكَ.. فاحترفوا فنّ البلاغ ولم
تبطئ عزائمَهم بِيْدٌ وأنجادُ
صَلّوا عليك ، وصلى الله ، وامتثلت
كل الملائك.. والأكوان تِردادُ
أرقى الصلاة على طه وعترته
فيها ترقى أساطينٌ وأسيادُ
صنعاء - ربيع الأول 1434هـ الموافق يناير 2013م