صنعاءنيوز/*محمد صالحي -
مؤسسة ”هريتيج” الشهيرة في تعاون مع صحيفة ”وال استريت
جورنال” الامريكية يعد تقريرا سنويا عن الوضع الاقتصادي في العالم. هذه المؤسسة
لها10 ميزات لتصنيف الدول على اساس درجة الحرية الاقتصادية ومنها حرية العمل,
حقوق التملك, درجة الفساد و... ايران تحت حكم الملالي, حصلت على رتبة168 من حيث
الحرية الاقتصادية بينما عوائد ايران النفطية وفق ما يقول جميع الخبراء خلال
السنوات الاخيرة كانت اكثر من كل العوائد النفطية منذ البداية.
تحولت الاجهزة القمعية للنظام بما فيها حرس الثورة ووزارة المخابرات الى
”مافيا” الاقتصادية التي تضع ايديها على الاصعدة الاقتصادية والانتاجية برمتها
في البلد وصل الامر الى حد ان احمدي نجاد في صراع العقارب بين العصابات
المتسلطة يطعن حرس الثورة بتهريب البضائع و فرض سيطرة شاملة على المواني
ويسميهم ”الاخوة المهربين”.
يمتد نطاق هذا النهب الاقتصادي الى صادرات شتى المحاصيل والمواد الزراعية وحصر
استيراد السلع من الدول الاخرى, وما يحصل منه سوى ان يتدفق الى الحسابات
الشخصية لرئوس النظام, له مجالان اساسيان آخران للاستعمال فالاول انه يُصرف
للتقدم والتطور في مشروع النظام النووي لاجل الحصول على القنبلة النووية والآخر
لتصدير الارهاب والتطرف الى البلدان الاخرى, مثلما يحدث في البحرين واليمن
والكويت ولبنان وسوريا حيث يستثمر النظام من الزمر المتطرفة ويعينها نقدا
بمبالغ هائلة من المال من خلال حرس الثورة وفي سوريا يدعم الاسد كي يحول دون
سقوطه, وفي داخل البلد يبسط الاجهزة القمعية.
ولكن كيف ينعكس هذا النهب والاستثمارات الارهابية والتبذير على الشعب الايراني؟
ابعاد الكارثة في المجتمع الايراني عميقة ومثيرة للخوف, الغلاء يفوق التصور
واصبح كابوسا للأسر الايرانية في توفير مستلزمات الحياة الاساسية وبلغ نسبة
التضخم الاقتصادي110 في المئة, تتفوق مقاساة العلاج على معاناة الداء لان لا
يستطيع الناس ان يتحمل كلفات المداواة بينما هم عاطلون عن العمل او يتلقون
رواتب لا تذكر, وببالغ الاسف اصبح الموت التدريجي مشهدا ثابتا امام المستشفيات
في ايران, ووفق تقرير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية, المعارضة الرئيسية
للنظام الايراني ويقع مقره في باريس وله مصادر موثوقة قوية في ايران خلال الشهر
الماضي اصيب330 نسمة في مدينة ”اراك” بالسرطان لان محطة الكهرباء في هذه
المدينة لم تكن على مستوى مألوف دولي ويستشري مرض السرطان بينما الشعب ليس
بقادر على تحمل كلفات العلاج الهائلة بسبب البطالة وضآلة الرواتب. وعلى سبيل
المثال الحقنة الرئيسية المداوية لهذا المرض التي يجب حقنها9 مرات او حتى17
مرة, تسعر5 ملايين تومان, مبلغ يجاوز راتب عامل في السنة.
وفق ما جاء في تقرير صحيفة ”لوس آنجلس تايمز” الامريكية ”تعتقد الدول الغربية
بان يتلاشى اقتصاد ايران من الداخل في مستقبل قريب بحيث قد يشل بشكل كامل في
الربيع القادم”.
البروفسور ”استيو هانك” ( Hanke) الخبير الاقتصادي في جامعة ”جون هابكينز”
الامريكية بعد ان اعلن المصرف المركزي الايراني ان نسبة التضخم هي27/4 في المئة
قال لصحيفة ”نيويورك تايمز” الامريكية: يعتاد المصرف المركزي الايراني ان يتنصل
من الاحصاء الحقيقي والنافع, فلذلك ما تم اعلانه من قبل هذا المصرف الرسمي,
اصفه انا من حيث الخبرة بما يعادل قصة ”آليس في ارض العجائب”.
وقالت قناة ”ان بي سي” الامريكية في تقرير عن طهران والظروف الاقتصادية
المتدهورة فيها ان ”يرى المراقبون إن ما يهدد النظام الايراني ليست الغارات
الجوية بل تهديده الرئيسي هو هبوط اقتصاده وتزايد نسبة البطالة بين الشباب
الايرانيين”.
ومع كل ذلك ما يُتصور لنظام متأزم ومحاط بعاصفة ثورات الربيع العربي في بلدان
جواره و كما يتنبأ الخبراء تلاشي اقتصاده حتى الربيع الآتي؟
من جانبها أشارت السيدة رجوي زعيمة المقاومة الايرانية في مؤتمر تم عقده في
قاعة ”كوبلر” للمجلس الوطني الفرنسي الى النقمة الشعبية وجهوزية الشارع
الايراني لتغيير النظام والازمات المستعصية المحيطة بالنظام وأكدت قائلة : لم
يبق أمام الملالي خيارًا. اذا تراجعوا عن البرنامج النووي أو عن دعمهم للنظام
السوري فانهم قد رضخوا لانهيار نظامهم واذا ما واصلوا السياسة الراهنة فينتهي
ذلك الى الحرب وسقوط نظامهم.
ومن جانب آخر قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عبر بيان ان ” الواقع أنه
طالما الفاشية الدينية الحاكمة في ايران قائمة على السلطة فلا يرى الشعب
الايراني الأمن والراحة والرخاء كما لا ترى المنطقة والعالم السلام والهدوء وأن
الثروات الهائلة الايرانية تصرف في أعمال القتل والقمع واثارة الحروب في ايران
والعالم”.
*كاتب و باحث إيراني |