صنعاء نيوز/بقلم/حنان حسين -
من جديدٍ، أطلت فزاعات المحاكمات، ومنح صكوك البراءة والغفران، والتذكير بفظائع يوم الكرامة وأهوال المحرقة (الهولوكست)، عقب ظهور الرئيس السابق (صالح) أمام جماهير الشعب في ميدان السبعين في استفتاء جديد على استمرار المعاناة ورفض الراديكالية الدينية التي قهرت الحرية، وقادت انقلابات مبكرة على مشاريع الدولة المدنية من تونس الخضراء، إلى مصر الكنانة... وحتى اليمن الذي أراد ذات مرةٍ أن يعود سعيداً.
نعم ظهر الرئيس السابق في ميدان السبعين مبتهجاً مع جماهير الشعب في موقفٍ مثالي لا شبيه له... حين لم تشهد قبل ذلك زعيماً يقيم احتفالاً لمناسبة تنحيه عن السلطة، ونقلها سلمياً إلى خلفه... في واقعةٍ سياسيةٍ عدتها الأمم المتحدة واحدةً من أهم المرجعيات الأممية لفض النزاعات في البلدان التي تشهد اضطرابات سياسية وحروباً أهلية.
وبالرغم من أن صالح في ذلك اليوم قد نادى بإصلاح ذات البين، وطالب بطي صفحة الماضي، والاتجاه إلى مستقبلٍ يبني اليمن ويتجاوز أوزار المواجهات الدموية، والتباينات السياسية، ويضع حداً للنزعات الطائشة التي راكمت كل هذا الكم الهائل من المتاعب والمعاناة لشعبٍ بات الخوف يقض مضــــاجع أمنه، ويأكل الجوع ما تبقى من تعففه، منذ مطلع العام 2011.
رغم ذلك الخطاب التصالحي، الذي استهجن العنف وأكد على الحوار، وأدان الانفصال، ورفض الارتهان إلى الخارج، مطالباً بالعودة إلى اصطفافٍ وطني تحت سقف الحوار في إطار الوحدة وتعظيم جهود الرئيس هادي في اتجاه عودة الاستقرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتوافق على حلولٍ لفض الاشتباك بين المصالح التي كادت أن تعصف بالوطن ومستقبل أبنائه ووحدة أراضيه.
رغم ذلك، ورغم تقدير الأسرة العربية والمجتمع الدولي، وإعجابه بهذا التجدد في الخطاب التصالحي للرئيس السابق، إلا أن فرائص الراديكالية الدينية، لم تقوَ على مغادرة التفكير المحاصر بأيديولوجيا الحق في الحاكمية والولاية المطلقة، ورفض الآخر، حيث لم تجد أمام هذا التحول النوعي في الأداء السياسي سوى العودة إلى تشغيل تلك الاسطوانة الممجوجة والمملة، وحشد القطيع للمطالبة برفع الحصانة عن صالح، وإشهار مطرقة المحاكمة عقاباً له وللجماهير المحتفلة بيوم الوفاء في كل البقاع اليمانية المباركة.
لقد كان ذلك الحشد الجماهيري مفزعاً للغباء السياسي (والقحط) الإخواني الذي اتكأ على أوهامه، وظن أن المسيرة - أيّ مسيرة - يدعو إليها صالح وحزبه لا قيمة لها خاصةً إذا ما وقعت بين فكي (القحطانين)؛ قحطان الإصلاح، الذي أعلن مساء المهرجان: أن صالح لم يعد قادراً حتى على حشد مائة شخص، بعد أن تم تجريده من خزائن المالية - حد تعبير قحطان - وقحطان الداخلية الذي سيتكفل بإغلاق مداخل صنعاء وشوارعها، وإعاقة فيالق المشاركين بيوم الوفاء.
لكن الجماهير الوفية لصالح والمؤيدة لهادي.. كسرت حاجز توقعات قحطان الإخوان، واجتاحت حواجز قحطان الداخلية، وبرهنت على أنها أوسع من آفاق قحطان الأول، وأقوى من قيود قحطان الثاني.
إنني أشفق عليكم معشر(المرجفين في المدينة) وأنتم تعبثون بكل شيءٍ جميلٍ في الكون... تعبثون بالمنطق والعقول، تلوون أذرع الشرفاء بأبواقكم المتنطعة في بيوت الله، وإسهالاتكم المتعفنة في (سهيلكم الآفل) الذي كره الناس بسببه الكواكب، والنجوم، إن كانت تنشر الإحباط والإفك والفساد في كوكب الأرض ونجوم السماء..
أشفق عليكم وأنتم تستدعون الحلال والحرام وتُسَخِّرونه لخدمة مآربكم.. وأنتم ترمون تخلفكم على غيركم وتستثمرون دماء الأبرياء.
فبعد مهرجان الوفاء الذي بعث إشراقةَ أمل للناس وأرسل باقات السلام والتصالح إلى المجتمع الدولي، ليطمئن على أوضاع البلاد والعباد، ويضاعف من جهوده ودعمه لليمن، لأخرجها من المأزق الذي دفعتم البلاد إلى متاهاته، عدتم من جديد مُصِرِّين على أن يظل المشهد قاتماً، ورفضتم أن تدخلوا (في السَّلم كافة)، وخرجتم مع القطيع (المُظَلَّلِ) بالكهنوت، مطالبين برفع الحصانة والمحاكمة ظناً منكم أنكم قادرون على إزاحة صالح وحزبهِ والتفرغ لحلفائكم في المشترك اقتداءً بسنة (مرسي) والمرشد (البديع) في مصر العروبة.
عليكم إدراك أن هذه الفزَّاعة الآفلة قد غربت وأكلها الصدى ولم تعد ترهب أحداً من العالمين، وبات كل مسؤول شريف في أي مرفق تحاولون لي ذراعه لأخونة مرفقه يدرك الشعار الاستئصالي (إما الأخونة وإما الإدانة والمحاكمة).
السلاح الذي رفعتموه بالأمس في وجه محافظ تعز السابق حمود الصوفي، حين انبرت أبواقكم تحشر اسمه، وتهدده بتهم القتل ومسرحية المحرقة المزعومة بعد أن رفض مشروع (الأخونة)، في المحافظة، وفضَّل الاستقالة، وترك الوظيفة على البقاء وتطويع المحافظة لرغباتكم.
وبعد أن كان شوقي هائل من أولياء الله الصالحين حد وصف منابركم، ثم القوي الأمين، تحول إلى قاتلٍ مشاركٍ في المحرقة، ولم يسلم من سفاهاتكم المقززة، ولو كان لي سلطة النصح لشوقي لنصحته بالاستقالة بعد صاحبه لينأى بنفسه عن جريمة الأخونة التي استجاب لها في أهم مرافق المحافظة في صفقة ساذجة... قابلها اعتذار فاضح في صحيفة (الجمهورية).
ثم ماذا؟
أقول للرئيس السابق: إذا كانت الحصانة هي مطلبك أنت ومن عمل معك، فإني أبرأ منكم إلى الله، وسأكون أول المطالبين بإلغاء قانون الحصانة، وترك العدالة تأخذ سبيلها إلى المنتهى.. على أن يتولاها القضاء الدولي، ولا ضير في ذلك في ظروف نعيش فيها تحت (وصايةٍ غير معلنة).
إننا نطالب بمحاكمة كل من ارتكب جريمة في حق هذا الوطن وأبنائه، من ارتكب جريمة القتل في يوم الكرامة، ومن فجّر بيت الله في جمعة الله في أعز يوم من أيام الله، من قتل عبدالعزيز عبدالغني ومن معه من المصلين، وشوه وجرح الآخرين، من أغلق الجامعات واحتل المدارس وحولها إلى معسكرات، من قتل الجنود في النقاط، من أغلق الشوارع، واقتحم المكاتب والمؤسسات، من اقتحم البنك في تعز وأخذ أموال المودعين، واعترف بما فعل، وقال: سيسلمها إلى الخزينة ولم يفعل، من فجّر أنابيب النفط، وضرب أبراج الكهرباء، من خطف وعذب سواءً في سجونه أو في سجون الدولة، من شكل العصابات المسلحة، من حرم الخريجين من التوظيف، واعتمد تجنيد مائتي ألف خارج قوام وزارة الدفاع، من شن الحرب على الجنوب، وأفتى بجواز قتل أبنائه، ونهب مقدراته، وأحرق مكاسبه، من شوّه صورة الوحدة وقضى على الحلم الجميل، من اعتدى على المظاهرات السلمية وقتل الشباب.
كل هؤلاء وغيرهم ينبغي محاكمتهم.. الرئيس صالح عليه أن يواجه هذه الحقيقة، ويبادر للمطالبة بإلغاء قانون الحصانة.. وأن يواجه ما ينسب إليه دون تردد، ولن تطاله نار العقاب.. حتى يكون غيره قد اكتوى بسعيرها.. والله المستعان.
كاريكاتير ساخر لوزير الكهرباء سميع للرسام المبدع كمال شرف
براقش نت - اثارت التهنئة والشكر التي قام وزير الكهرباء في حكومة الوفاق صالح سميع برفعها الى حمير الاحمر على تسديد فاتورة الكهرباء في احدى الصحف الرسمية بمناسبة تسديد فواتير الكهرباء حملة سخرية واسعة من الوزير سميع , التي تكشف تبيعة الوزير سميع لا الأحمر ,رسام الكاريكاتير المبدع كمال شرف كان له رؤيته في ذلك ...