صنعاء نيوز -
هاجم الناشط في الحراك الجنوبي فادي باعوم -نجل رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لتحرير الجنوب حسن باعوم- فضائية «عدن لايف»، وقال إنها أصبحت تمثل طيفاً واحداً من الحراك الجنوبي.
واتهم باعوم القائمين على القناة بتشويه والده الذي وصفه «بالأب الروحي للثورة الجنوبية»، وقال إن من يشكك في وطنية «الزعيم» هو «مرتزق وليس قائداً». ودعا فادي قيادات الصف الأول في الحراك إلى التوقيع على وثيقة «ألا يتولوا مناصب في دولة الجنوب القادمة» التي قال إنها «قاب قوسين أو أدنى».
وتحدث باعوم في هذا الحوار مع «المصدر أونلاين» عن الخلاف بينهم وبين فصيل الحراك في حضرموت، الذي يقوده أحمد بامعلم، قائلاً انه «قدم الكثير من التنازلات». وتحدث عن قضايا متعددة.. إلى التفاصيل:
*التقاه: راضي صبيح – عارف بامؤمن
* بعد مرور خمس سنوات على انطلاقة الحراك الجنوبي، أين يقف الحراك اليوم؟
- كما ترون ويرى العالم كله، الحراك الجنوبي قطع شوطاً كبيراً جداً وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من نيل استقلالنا، وإعلان دولة جنوبية مستقلة، وهذا كله بفضل الله، ثم بفضل الشباب.
* لكن البعض يقول لا توجد تحركات تجسد معنى الثورة على الأرض وإنما أصبحت إحياءً لذكريات لا غير؟
- طبعا الظروف تغيّرت، ولكن ثورتنا سلمية، والثورات السلمية تقوم دائما على التظاهر وحشد البشر والمطالبة بحقوقهم المشروعة (الدولة الجنوبية)، عندما تقول اقتصر دور الحراك الجنوبي على الفعاليات المركزية أقول لك نحن قمنا بعمل كبير جدا، ووصلنا إلى كل المناطق والقرى، ولا يخلو بيت من علم الجنوب، الحراك الجنوبي توسّع إلى كل الأسر الجنوبية؛ من الضالع إلى المهرة، وأصبح علم الجنوب في كل بيت في كل شارع. وعندما نقول «ثورة سلمية» معناها الخروج للميدان والتعبير عن حقنا المشروع في الاستقلال. نحن لسنا ثورة مسلّحة، إنما ثورة سلمية قائمة على السلم، وبسلميتنا هذه استطعنا أن نُلفت أنظار العالم، وأصبح الكل الآن يتحاور معنا ويتواصل لإيجاد حل لقضيتنا. وأقول إن الثورات السلمية تظل هكذا دائما، ولكن إذا ما تم تحويله إلى كفاح مسلح فهذا شيء آخر، وما دمنا نقول سلمية سنظل في الميادين والاحتشاد بأكبر قدر. وأظن أننا طوال الفترة الماضية وصلنا إلى أن نُنزل أربع «مليونيات» داخل عدن، وهذا بحد ذاته شيء جميل وممتاز، وإلا كيف تقول «ثورة سلمية» إذا لم تكن هكذا.
*ثورتكم تحريرية أم استقلال أم استعادة دولة؟
- نحن نعد في ظل دولة احتلال يمني، دخلنا في وحدة سلمية عام 90 وغدر بها في 94، وحل محلها ضم وإلحاق بالقوة العسكرية، فالوحدة السلمية انتهت وحل محلها احتلال عسكري حتى اليوم، ونحن نناضل لطرد هذا المحتل.
* ما هي خطواتكم القادمة لاستعادة دولة الجنوب؟
- مطروح الآن مشروع التصعيد من خلال حشد «المليونيات» وحشد الناس في الشوارع، وهذا الذي نريده.
* هل عندكم نية لإقامة ساحات على غرار ثورة اليمن الشبابية؟
- نعم، وهذا ندرسه، رغم أن عندنا بعض العوائق، وستُقام قريباً - بإذن الله.
*أنتم ترون الجنوب «محتلا» من أي عام؟
- من عام 94.
* بعض الفصائل مثل العصبة الحضرمية تتحدث عن احتلال من عام 67؟
- العصبة الحضرمية لهم أفكار نحترمها، ولكن نختلف معها مائة في المائة، لم يدخل أحد حضرموت بقوة السلاح، وإنما كل حضرموت بسلطناتها ومشيخاتها اتحدوا وكوّنوا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لم تؤخذ حضرموت بالقوة.
* أنت تقول الجنوب محتل من 94، لكن الطرف الفاعل في هزيمة البيض وأنصاره هم أبناء المحافظات الجنوبية؟
- نحن لا ننكر أنه كانت هناك سياسة خاطئة، وأن الحزب الاشتراكي يتحمل المسؤولية الكاملة؛ لأنه ببساطة زج بالبلاد في نظام لا يقبله شعب ولا دولة. والحزب الاشتراكي الذي تعداده 30 ألف زج بالجنوب في وحدة (مسخ) وحدة ظالمة وغير مدروسة، ونعد هذه جريمة جارية مثل الصدقة الجارية؛ لأن 30 ألف نسمة حكموا على شعب تعداده 4 ملايين. هذا قرار غبي وقرار سيحاسب التاريخ عليه الحزب الاشتراكي، ومن قام بهذه القرارات، أي وحدة يتكلمون عنها هذه محرقة ليست وحدة.
* في ظل تعدد الرؤى والقوى الجنوبية بمختلف أطيافها، أين تتجه الأمور؟
- رأيي الشخصي، لا يوجد في الجنوب إلا مشروع واحد وهو الاستقلال. أما بالنسبة لمشروع الفيدرالية أظنّ حتى الذين كانوا قائمين عليه قد وقّعوا قبل أربعة أشهر في القاهرة مع الزعيم حسن باعوم، وكلهم رفعوا السقف إلى التحرير والاستقلال. فاليوم لا يوجد إلا مشروع التحرر والاستقلال، والكل مجمع وموافق عليه. أما بالنسبة للعصبة الحضرمية أو عدن للعدنيين، أظن -مع احترامي لهم- ليس لهم أثر في الميدان إطلاقاً، وبإمكان أي شخص يطلع النت (الانترنت) ويصدر أربعة وخمسة بيانات بكل بساطة، لكن بالمقابل أين هذه المشاريع؟ أين هي في الشارع الحضرمي والعدني؟
* لكن رئيس العصبة الحضرمية يقول إنهم يراهنون على الوقت والحشد النوعي؟
- نحن نراهن على تضحيات وصمود أبناء الجنوب؛ لأن الثورة الجنوبية لم تأتي هكذا، ولم يتسلق على ظهرها أحد، ولا على أكتافها أحد، ولم تأتِ على ظهر قناة الجزيرة. صنعنا ثورة في ظل ظروف قاسية، والكل كان ضدنا حتى المحيط الإقليمي، وعانينا تعتيما إعلاميا. ورغم هذا استطعنا أن نصمد سبع سنوات صمود الأبطال في الميادين. هذه الثورة لا يمكن أن تمحى بين يوم وليلة، يتشرف بها الصغار قبل الكبار، بالتالي فما يراهن عليه الأخوة في العصبة الحضرمية شيء راجع لهم، وغداً بيننا، وسنرى من على الصح نحن أم هم؟ وفي النهاية الحرية متاحة لكل شخص أن يقول ما يريد، ولكن مثلما نحن نحترم الآراء عليهم أن يحترموا رأي الأغلبية، وأقول نحن معنا مشروع وهم لديهم مشروع، والنهاية نحتكم إلى رأي الشعب الجنوبي، انزل إلى شعب حضرموت وعمل استفتاءً، هل تريدون حضرموت دولة أو حضرموت مع الجنوب؟
* يعني ستعطى حضرموت الحق في تقرير مصيرها حال تحقق الانفصال؟
- نحن أقرينا في مجلس الحراك السلمي أن الدولة الجنوبية المقبلة ستكون دولة فيدرالية؛ حضرموت تحكم نفسها، وشبوة وغيرها، ولكل محافظة خصوصيتها تؤخذ بعين الاعتبار.
* البعض يتحدث عن دستور أعده الحراك في 2010، يُعطي لحضرموت نصف ثروتها والباقي للمركز، هل هذا صحيح؟
- غير صحيح، ولكن، في النظام الفيدرالي في الدول الموجودة، المحافظة تأخذ كفايتها، والباقي للمركز، ويتوزع على البقية، هذا الذي نفهمه.
* في ظل التباينات، وكل طرف يريد أن يفرض رأيه، إلى أين تتجه الأمور؟
- نحن لسنا دولة، ولن نفرض رأينا بالقوة، لا هم ولا نحن، لدينا ميدان ولدينا شارع، وكل واحد يقنع الناس بمشروعه.
* موقفكم من الحوار المرتقب عقده في 18 مارس القادم؟
- بالنسبة للحوار والمبادرة الخليجية هي أتت لحل أزمة في اليمن الشمالي، وأظن هذه المبادرة والحوار خاص بالأزمة اليمنية، ولم تأخذ بالاعتبار القضية الجنوبية. نحن إذا جاءت مبادرة أخرى تأخذنا بعين الاعتبار وتأخذ القضية الجنوبية محمل الجد ليس لدينا مشكلة في الحوار والتفاوض بين دولتين.
*ألا تخافون من العصا الدولية أن تصلكم في حال رفضكم للحوار؟
- أيش من عصا، ليس معنا أرصدة في البنوك، ولا نحن نسافر كل يوم إلى دول، أيش الذي سنخسر.
* أي جنوب تطالبون به؟
- نقول استعادة الدولة الجنوبية السابقة، وفيما بعد تخضع الأمور لاستفتاء؛ تريدون جنوبا عربيا أو يمنيا أو حضرموت الكبرى، هذا شأن يخص الجنوبيين، ولا نتدخل فيه. الشعب الجنوبي هو الذي يقرر.
* الوثيقة التي وقّعت عليها بعض فصائل الحراك ووقّع عليها البيض، أنتم لم توقعوا عليها، لماذا؟
- نحن تفاجأنا، ولا نعرف أي شيء عن هذه الوثيقة، سمعنا عنها في التلفزيون، كيف؟ وما هي؟ لا ندري، وما هي المكونات التي وقعت؟ لا ندري، ولم تعرض علينا، ولم نعرف الذين وقعوا عليها، ولم نقرأها، تفاجأنا أن عشرة مكوّنات، لا ندري ما هي، وأظن أنه حتى البيض تراجع عن هذه الوثيقة.
* الوثيقة تتضمن -كما نشرت وسائل إعلام- أسس وثوابت الحوار الجنوبي؟
- عندما تأتي الوثيقة وتحدد أنت الحاجة التي تريدها، وتريد الناس أن يتحاوروا عليها، إذاً ماذا أبقيت للناس، أنت قلت للناس واحد واثنين وثلاثة، وتعالوا تحاوروا معي. إذاً ماذا أبقيت لهم؟ وعلى ماذا الحوار؟!! إذا ما فيش حوار، أنت فرضت على الناس فرضاً، وهذه مشكلة إذا انت معك حوار مع الآخرين اطرح نقاطاً معينة وخذ وأعطي فيها، تُوصل في النهاية لاتفاق شامل للحوار الذي تريده، أم أنك تفرض 16 نقطة وقعت عليها، وتقول للناس تعالوا تحاوروا عليها، فعلى ماذا تريد الناس أن تتحاور.
* البعض يتحدث عن تحركات والدك الأخيرة إلى السعودية، وهناك املاءات جديدة على الوالد لتغيير توجّهاته من الاستقلال إلى الفيدرالية، هل هذا صحيح؟
- هذا كلام مستفز يدل على عقلية – للأسف - لم ترقَ إلى مستوى نضال أبناء الجنوب. الزعيم حسن باعوم فجّر الثورة الجنوبية، والأب الروحي لها حسن باعوم صاحب مشروع الاستقلال، ودفع 20 سنة من عمره من سجن إلى سجن، لا يأتي اليوم مجموعة من هواة السياسة أو متطفلوها ليتكلموا عن باعوم. باعوم عندما ذهب إلى السعودية أقنع مشايخ وسلاطين الجنوب بوثيقة الاستقلال. وعندما ذهب إلى القاهرة والتقى بالعطاس والجفري أقنعهم بالتوقيع على التحرير والاستقلال. باعوم عمره لم يخضع لإملاءات ولن يخضع. وما عنده إلا مشروع واحد يموت ويحيى به وهو مشروع الاستقلال، وغير هذا لا يعرف شيئا. ومن يقول غير هذا فهو إما أنه لا يفهم أو أنه شخص يريد أن يشوّه صورة الزعيم؛ لأنكم -كما تعرفون- حسن باعوم لم يأتِ على قناة معيّنة ولم يأتِ بدعاية معيّنة، ولم يأتِ بمبالغ يصرفها ولم يأتِ بصور يصرفها، وإنما أتى على 20 سنة من الكفاح والنضال والعناء المستمر. 20 سنة من حبس إلى مستشفى إلى تشريد.
* هل ترون أن هناك توجّها من بعض قوى الجنوب لتشويه والدك؟
- هناك توجّه من قبل البعض، لا نسميهم قادة؛ لأن من شكك في وطنية الزعيم حسن باعوم لا نسميه قائداً بل نسميه مرتزقاً، ومن يشكك في وطنية الزعيم عليه أن يأتي بالدليل، ويقول من هو؟ حتى يقيّم المناضل حسن باعوم الذي امتزج مع أبناء شعبه منذ عشرين سنة، لم يأتِ منذ أربع سنوات أو خمس سنوات، وإنما رجل صنع ثورة، وقدم تضحيات كبيرة، وأصبح الأب الروحي للثورة الجنوبية، من العيب التشكيك فيه. لكل ثورة رمز، وعندما تشكك في رمز الثورة فأنت تشكك بالثورة بحد ذاتها. باعوم أصبح رمز الثورة الجنوبية، ويجب أن يعوا هذا الكلام عيّب ما يقول هذا الكلام.
* نشرتم في بيان للحركة الطلابية التابعة لمجلسكم أن قناة «عدن لايف» انحرفت عن مسارها، ما الذي دعاكم إلى هذا؟
- قناة «عدن لايف» أصبحت – للأسف - لا تمثل كل الجنوبيين، أصبحت قناة تمثل طيفاً معيناً داخل الحراك الجنوبي. كنا نريد أن تكون لكل الجنوبيين، ولكنها تأبى إلى أن تكون لتيار معيّن داخل الحراك الجنوبي، وهذا ما لمسناه ولمسه كل أبناء الجنوب. وهي قناة من غير مجلس إدارة أو سياسة واضحة، وإنما تسير بالتلفون «اعملوا وطلعوا وانزلوا»، وكأن احنا في دولة علي عبدالله صالح، وهذه القناة هي التي تتزعم تشويه الزعيم باعوم.
*بامعلم قال إن الوثيقة التي وقّع عليها البيض هي محل خلاف بيننا وبين حسن باعوم، وإذا وقع على الوثيقة نحن مستعدون لأن نلتقي ونتحاور؟
- كلام غير صحيح وغير مقبول، وغير مسؤول، وما قاله الأخ أحمد بامعلم كلام غير مسؤول وغير صحيح.
*جوهر الخلاف بينكم وبين فصيل بامعلم؟
- بامعلم ليس فصيلا، هو يتكلم باسم البيض، في إشكالية بسيطة بيننا والرئيس البيض سيتم حلها قريباً.
*كيف أحييتم فعالية التصالح والتسامح في المكلا بفعاليتين؟
- هذا السؤال يوجّه للأخ أحمد بامعلم؛ لأني جلست معه أكثر من ثلاث مرات وكان كل مرة يقول لي أنا أرفض الدخول معكم في مسيرة موحّدة؛ لأن قواعدي ترفض، وعندي بيانات وشهود على هذا الكلام، وراجعوا الأخ بن مالك الذين قام بمبادرة لتوحيد الفعالية وسيقول لك إن الأخ أحمد بامعلم كان رافضاً تماماً بأن يدخل في فعالية واحدة.
* هو يقول إنه يرفض الدخول في فعالية واحدة؛ لأنه يتم في نهايتها مشادات بين الفصيلين، فهو يفضل إقامة فعاليتين تحاشياً لذلك؟
- على ماذا نتصارع، كلنا مؤمنون بالتحرير والاستقلال، كلنا نمشي في خط واحد هذا، إذا كان هو مؤمناً بهذا المشروع، ما سبب التصارع، نمشي كلنا في مسيرة واحدة، يطلع واحد ويلقي أي بيان، وانتهى الموضوع، وكلٌ يرجع إلى بيته، إنما هناك من يريد أن يكون هناك تصارع، أما نحن نرفض أن نتصارع مع إخواننا، ما الذي بيني وبين بامعلم حتى أتصارع معه.
* ما الجهد الذي بذلتموه لحل الخلاف؟
- قدّمت كل التنازلات أنا شخصياً، حتى إنني أعلنت أنّي مستعد الذهاب إلى بيت بامعلم، ولكن هو يرفض الدخول في فعالية واحدة.
* رئيس «عصبة حضرموت» يقول إن أبناء حضرموت لن يرضوا بأن يحكمهم أبناء الضالع وغيرهم؟
- يجب ألا يخلط الأخ باحاج الموضوع، كلامنا واضح الدولة الجنوبية المقبلة ستكون دولة فيدرالية، أي بمعنى صاحب حضرموت يحكم حضرموت، وصاحب الضالع يحكم الضالع، ولا أحد يحكم أحدا، سيجمع بيننا رئيس واحد وسياسة خارجية واحدة وجيش واحد، لما الخوف، احكم حضرموت كما تريد، لن يأتي أحد من الضالع أو من عدن ليحكمك. وأنا استغرب الدعوات في الوقت الحالي، كنت أتمنّى أن يكون أكثر شجاعة وأكثر قوة، وعندما دخل المحتل في 1994، ويقوم باسم العصبة الحضرمية ويناضل ويقدم التضحيات ويدخل السجون ويقدموا الشهداء، لماذا لم يظهروا إلا الآن؟ أين كانوا؟ الحضارم قدّموا تضحيات كبيرة وغالية في الثورة الجنوبية، وهم أساسها، ويأتي الآن من يريد أن يتسلق على ظهور الآخرين، إذا عندي شيء أنا بخرج الميدان، وسأقدم تضحيات، أين كنتم في عام 2006 و2009؟
* البعض يقول إن الحراك يريد أن يعيد قيادات سابقة زجّت بالجنوب في وحدة غير مدروسة، هل ستسلم الجرة مرة ثانية؟
- نحن نقول لهم هذا «عشم إبليس بالجنة»، لا أحد يحلم أنه سيحكم الجنوب من القيادات السابقة. حتى نحن لن نحكم هذا الجنوب، نحن -إن شاء الله- إذا تحقق الاستقلال لن يكون لنا حقوق، يكفي أن نكرّم فقط لا غير، ويمسك البلاد ناس أهل ثقافة ودراسة. وأعتقد بأنه يجب من الآن أن نوقّع وثيقة (على كل قائد جنوبي الآن في الثورة أن يوقع أنه لن يتولى أي منصب جنوبي في الحقبة القادمة)، وأنا مع هذا المقترح، حتى نعرف من يريد ثورة ومن يريد منصباً.
* لكن، الآن ترفع صور قيادات سابقة، وكأنها رسالة لإعادتهم مرة أخرى؟
- بالنسبة للزعيم باعوم هذا رجل كبير في السن، وبلغ من عمره عتيا، والناس ترفع صوره تلقائياً، لكن بعض القيادات ترفع صورهم بالمبالغ. ونحن كشباب نقو لهم «عشم إبليس بالجنة»، لن يحكم أحد أبداً إلا الشباب الواعي. فنحن سنجلس في بيوتنا، ويكفي أننا نكرم فقط، لا غير. ونتمنّى أن يوقّع الصف الأول في قيادة الثورة على وثيقة عدم تولي أي منصب، وأنا سأكون أول موقّع. |