صنعاء نيوز|/فيصل الصوفي - في أيام مؤتمر الحوار، وفي ظل ما يردده زعماء الأحزاب السياسية والدينية المختلفة من كلام حلو عن حرية الرأي، وعن التسامح والوئام والتفاهم، وعن حرية العقيدة والفكر والتفكير، وعن حقوق الإنسان، وعن قضية صعدة، انتظم سلفيون وإخوان في طابور واحد، لممارسة الضغط المادي والمعنوي على مؤسسة السعيد في تعز لإجبارها على إغلاق جناح مؤسسة ثقافية من صعدة شاركت في معرض الكتاب، أشاع إعلام السلفيين والإصلاح أن في جناحها كتبا تسيء لبعض كبار الصحابة، وأن المؤسسة توزع شعار أنصار الله "مجانا".. والعجيب أن مؤسسة السعيد، صاحبة المعرض الدولي للكتاب (!) أغلقت جناح "مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح للإنتاج الإعلامي والفني" استجابة لتلك الضغوط التي اتكأت على بعض كبار الصحابة، وتوزيع اللعن بالمجان.
ملايين الكتب والكتيبات الوهابية المكتوب على أغلفتها "توزع مجانا ولا تباع" يوزعها حزب الإصلاح والجمعيات السلفية في اليمن على ما فيها من إثارة للعداوات العنصرية والفتن المذهبية الداخلية، فوق أنها تقسم توحيد الله إلى ثلاثة: ألوهية وربوبية وصفات، على غرار التثليث المسيحي! بينما شعار موجه للخارج أصلا، يصبح مدعاة لإغلاق جناح المؤسسة لأنه يوزع مجانا.. عندي أن شعار الموت لأمريكا واللعنة على اليهود شعار كريه، والكتب التي"توزع مجانا ولا تباع" أشنع منه في الكراهة.
ومما يستحق التوقف عنده قولهم إن في جناح المؤسسة كتبا تسيء لبعض كبار الصحابة.. إذ لو أن كل كتاب تضمن غمزا أو قدحا في صحابي كبير أو صغير يغلق بسببه جناح مؤسسة ثقافية، لوجب إغلاق معظم معارض ومكتبات ودور نشر أهل السنة قبل الشيعة ومنها الزيدية.
إذا كان مصطلح الصحابي يطلق على كل من عاصر الرسول، أو رآه، أو صاحبه، أو أخذ منه، فأحرقوا كتب أهل السنة التي تقدح في عثمان وعلي وعائشة ومعاوية وفروة وغيرهم.. فيها أن عائشة سئلت عن آيات من القرآن فقالت: هذا كان قبل أن يغير عثمان المصاحف.. فإذا كان عثمان قد غير المصاحف وحذف آيات من القرآن، فهذا يطعن في صحابيته، وإذا لم يفعل فصحابية تتهم صحابيا تهمة شنيعة.. وأحرقوا تفسير الطبري الذي نسب إلى أبي بن كعب- جامع القرآن- كلاما خطيرا مفاده أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة!.. وصادروا تفسير ابن كثير، وتفسير القرطبي الذي ينسب لصحابة القول إن سورة التوبة كانت تعدل البقرة، فحذف أولها ومعه حذفت البسملة.
*صحيفة اليمن اليوم |