صنعاء نيوز/فيصل الصوفي -
ماذا لو صح أن لواحد ملفا لدى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، يتعلق بفساد، ثم يصدر قرار جمهوري بتعيينه في الجهاز نفسه؟ سيعتبر تعيينه من قبيل مكافأة فاسد.. فضيحة..
لا نرمي إلى التعريض بأي واحد من الذين صدر هذا الأسبوع قرار جمهوري بتعيينهم في جهاز الرقابة.. ومع ذلك نريد أن نفهم لم كل ردود الأفعال هذه، والتي تشير إلى أن رئيس الجمهورية قد تعرض لخديعة!
مدير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بمحافظة إب قرر رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية للطعن في قرار رئيس الجمهورية بتعيين نائب لرئيس الجهاز، ووكيليالشئون المالية والإدارية في الجهاز أيضا.. أعضاء مجموعة الأجهزة الرقابية في مؤتمر الحوار الوطني وقفوا أمس احتجاجا وطالبوا رئيس الجمهورية بالعدول عن القرار.. لذات السبب علق عضو مؤتمر الحوار محمد المقبلي مشاركته في المؤتمر.. عضو آخر هو حمزة الكمالي يقول إن بعض المعينين بقرار رئيس الجمهورية متهمون في قضايا فساد، وساق موظفون في الجهاز التهمة نفسها، وعلق ساخرهم بأن واحدهم عين لكي يتولى ملف الفساد خاصته!
الدكتور ياسين نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني علق على قرار التعيين بالتأكيد على ضرورة "مغادرة معايير الولاء والمحسوبية" وأن التغيير ينبغي أن يكون إلى الأفضل.. يعني التعيين خضع لمعايير الولاء والمحسوبية، والتغيير لم يكن إلى أحسن.. أما الدكتور عبد الكريم سلام، الذي عيِّن مستشارا بمكتب الرئاسة قبل شهر فقد تنازل عن قرار تعيينه احتجاجا على القرارات المخالفة للقانون، وهي- كما كتب- لا تقتصر على قرار التعيينات في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، بل أيضا التعيينات الأخرى في مكتب رئاسة الجمهورية.
وسبق الجميع الزميل محمود ياسين الذي كان أول من "صبح" القرار بتحية "الأكثر إفصاحاً وكمالاً لفكرة الخيانة..."، وسمى أحد المعينين بالقرار، ولكنه تأخر في كشف "صاحب ترشيح هذا الكائن".
وبوسع المتابع ملاحظة أن معظم هذه الاحتجاجات أو ردود الفعل تدور حول تعيين بجاش وكيلا للشئون المالية والإدارية في جهاز الرقابة، يقال إنه كان مديرا لمكتب رئيس وكالة سبأ سابقا، الأستاذ نصر طه مصطفى، الذي أصبح الآن مديرا لمكتب رئيس الجمهورية، ويعتقد كثير من المحتجين أن للأستاذ نصر دوراً في تعيين بجاش وكيلا لجهاز الرقابة والمحاسبة للشئون المالية والإدارية، بحكم أنه كان مديرا لمكتبه أيام كان رئيسا لوكالة سبأ.. يعني عُيِّن وفق معايير الولاء والمحسوبية! لكن لم لا يتكلم نصر؟
*صحيفة اليمن اليوم