صنعاء نيوز/عدن/سامي عبدالعزيز: - يحدث فـقط في عدن..أغرب وأسرع حكم بالعالم..قاضية بمحكمة صيرة تحكم بنجاح طلاب رسبوا بـ 12 – 14 مادة واستنكار واسع لعملية تدمير التعليم الجامعي
نعم..يحـدث فـقـط في عـدن، فقد أصدرت قاضية في محكمة مديرية صيرة الادارية بعدن حكما يعد الأسرع والأغرب في العالم..، فلم يمض يومين على رفع الدعوى محامي لعدد من طلاب كلية الصيدلة بجامعة عـدن، حتى أصدرت القاضية حكماً بإعادة الامتحانات للطلاب الذين رسبوا بـنحو 12 – 14 مادة دراسية من المقررات الدراسية خلال مدة دراستهم لمستويين دراسيين.
فقد أثار حكم المحكمة الادارية بصيرة استغراباً واسعاً لدى أساتذة الكلية والجامعة والطلاب وشخصيات أكاديمية واجتماعية..، لأن الأمر متعلق بالمس بالعملية التعليمية الجامعية، وتعزز من حملة استهداف التعليم الجامعي والإضرار بمستوى مخرجاته من الكوادر المؤهلة تأهيلاً ينبغي أن يكون جيداً بل ممتازاً في تخصص مرتبط بصحة الناس بل بحياتهم.
أن أي محاولة لضرب وإلغاء الأعراف والتقاليد الأكاديمية العريقة المتبعة في كل جامعات العالم هو أمر يبعث على الاستغراب الشديد، لان عملية رسوب أو نجاح أو إعادة الامتحانات هو شأن جامعي داخلي صرف تحدده وتنظمه قوانين الجامعات اليمنية الموحدة، ولوائحها المنظمة، ولا يعقل أن يكون 14 أستاذاً أو حتى عشرة أو خمسة أساتذة جامعيين ممن قاموا بالتدريس وبعملية التصحيح لملفات امتحانات الطلاب مخطئين وظالمين..في حين يكون بضعة طلاب صدرت بحقهم قرارات الاقسام العلمية والمقرة من قبل مجلس الكلية بإعادة السنة الدراسية بسبب رسوبهم بمواد تتجاوز مانصت عليه اللوائح والقوانين الجامعية للانتقال لمستوى دراسي أعلى وهي ثلاث مواد كحد أقصى..، على حـق ومظلومين ويتم إصدار حكم قضائي لهم بإعادة الامتحانات للمرة الثانية والثالثة كي (...).
وإذا افترضنا جدلاً أن الطلاب مظلومين وكل أساتذة الكلية ظالمين "حاشا لله"، فثمة قوانين ولوائح في الجامعة تسمح للطالب بمراجعة الأمر، وكيف تم وضع درجاته على ملفات اجاباته، وتسمح للطالب كذلك بفتح ملف الاجابة من قبل لجنة بحضوره ليتم التأكد من صحة إجابته من عدمها، ومن صواب العلامة (الدرجة) التي وضعت في ملف الاجابة من خطأها، كما أن اللوائح تتيح للطالب ان يوجه تظلمه إلى رئيس القسم العلمي..، وكذا إلى مجلس وعميد الكلية بل وإلى نيابة شئون الطلاب بالجامعة وحتى إلى رئيس الجامعة.
والأهم من ذلك أن الدرجات التي توضع من قبل أساتذة الكلية يتم مناقشتها ومصادقة القسم العلمي عليها، ثم مصادقة مجلس الكلية..، ولا تمر الدرجات إلا بعد سلسلة من الإجراءات الاكاديمية الدقيقة..، ومن المؤسف أن يأتي من يشكك بنزاهة ومصداقية كل أساتذة كلية الصيدلة وهيئتها التعليمية وهم أساتذة أفاضل يؤدوا رسالتهم العلمية بكل تفاني وإخلاص وأمانة.
ولم نسمع من قبل ان طالب رسب في امتحاناته بالجامعة رفع قضية للمحكمة لتصدر حكم بإعادة الامتحان له أو لكي يفوز دون أن تسنده اجابته في ملف اجاباته.
كما إننا نتساءل هل يحق لمحكمة غير مختصة أصلاً وهي محكمة إدارية أن تصدر حكما في مجالا غير الاختصاص، وهل يحق للمحكمة أن تخرق قوانين ولوائح جامعية معروفه في كل العالم لتضع نفسها في مواجهة مع من يريد تعليماً أكاديمياً يخدم البناء والانسان، ومن لايريد تعليماً..!.
ويوضح قانون الجامعات اليمنية ولائحته التنفيذية للجامعات اليمنية لعام 2007م، واللائحة الموحدة لشئون الطالب الجامعي الصادرة من وزارة التعليم العالي التي أقرت كلها المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الوزراء، يوضح بجلاء مهام وواجبات وحقوق كل منتسبي الجامعات ونوع العقوبات التي يجب أن تتخذ..إلخ، التي ليس من حق أي جهة أن تخرق تلك اللوائح لأنها مقره بقرارات وقوانين رسمية من أعلى السلطات في البلاد، كما أن قرارات وتعميم وزير التعليم العالي التي صدر خلال الشهر الماضي فقط يصب في هذا الإتجاه ويؤكد عليه بشدة.
فتعميم وزير التعليم العالي للجامعات ينص إنه يمنع منعا باتا انتقال أي طالب من مستوى دراسي لأخر وهو فاشل بأكثر من ثلاث مواد دراسية كأقصى حد..، وفي حالة الفشل في كل المواد يتم فصل الطالب نهائيا من الكلية.
وإزاء هذا الوضع الغريب العجيب الذي نعيشه في ظل أوضاع البلاد التي لاتسر أحداً..، فقد استنكر عدد من أساتذة وطلاب جامعة عـدن والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة المحاولات المتكررة لاستبدال النظم واللوائح الجامعية المعروفة عالمياً باخرى ليس لها علاقة بالعملية الجامعية وضوابطها، والعمل على تقويضها والأضرار بمستوى التعليم الأكاديمي ومكانته ومخرجاته البشرية التي يفترض أن تكون على قدر عالي من الكفاءة والمعرفة العلمية.
وفي أحاديث متفرقة أوضح أساتذة وطلاب جامعة عـدن والشخصيات الاجتماعية والثقافية..، أن المجتمع لا يمكن أن يقبل مخرجات غير كفؤة ولاتمتلك قدر مناسب من المعرفة العلمية في مجال تخصصها، بسبب خطورة المخرجات الضعيفة على تطور المجتمع وتطلعه للبناء والتنمية.
ونوهوا أن أي طالب ينخرط في التعليم الأكاديمي الجامعي يفترض أن يكون عند مستوى المكانة العلمية للمؤسسة الأكاديمية التي ينتمي إليها وان يجتاز كل الاختبارات والامتحانات الدورية المقرة على كل طالب بنجاح كي يقيم مستواه العلمي ومدى استيعابه للمعارف التي تلقاها وفي حالة لم يستطع أن يواكب عملية التلقي العلمي جراء ضعف أو قصور في قدراته فان مجالات عملية ووظيفية أخرى يمكن أن تستوعب قدراته التي قيض لها ويمكن أن يحقق من خلالها حاجات مجتمعيه مهمة.
وتطرقوا إلى مايواجه التعليم الجامعي خلال الأعوام القليلة المنصرمة وحتى الآن من استهداف وذلك لإضعاف دوره وضرب العملية التعليمية بمقتل وإضعاف مخرجاتها من طلاب الجامعات..، منوهين أن هناك جهات تمارس ضغوطا متواصلة ومكثفة على جامعة عـدن تحديداً لإلغاء نظمها ولوائحها الأكاديمية المتعامل بها في كل جامعات العالم بهدف جعل الجامعة تمارس دور إعادة إنتاج الجهل والتخلف وإعادة إنتاج الشباب الجاهل.
وأعادوا التذكير بما واجهته جامعة عـدن خلال المدة الماضية من محاولات وقحة لنهب أراضيها وسرقة معداتها وأجهزتها التعليمية، وتكسير طاولات وكراسي طلابها..إلخ، والسعي الدؤوب لجرها لحلبة الصراعات السياسية..، موضحين أن كل تلك المحاولات سعت إلى إيقاف الدراسة في جامعة عدن أو ضرب العملية التعليمية الرصينة والملتزمة بالمعايير والأعراف الجامعية التي عرفت بها جامعة عدن طوال تاريخا لنحو 43 عاماً على إنشائها.
وعبروا عن استغرابهم لما قامت به أحدى القاضيات بمديرية صيرة خلال الأيام الماضية التي أصدرت أسرع حكم في البلاد لدعوة قضائية قدمها عدد من طلاب كلية الصيدلة وفحواها أن الطلاب يريدوا أن ينجحوا في الدارسة ويرفضوا قرار الاعادة الأكاديمي لسنة دراسية ويرفضوا للوائح ونظم الجامعة بعد أن رسبوا بـ 12 - 14 مادة دراسية؟؟، رغم أن قرار مجلس كلية الصيدلة كان انسانياً لان المفترض هو فصل هؤلاء الطلاب لعدم جديتهم بالدراسة - خاصة في كلية مرتبطة مباشرة بحياة الناس- وليس اتخاذ قرار بالإعادة لهم.
وقالوا: أنها مفارقة تبعث على العجب العجاب..ربما، تبعث على البكاء والألم..ربما، ولكنها تبعث على الأسى لما آل إليه حالنا وانقلاب الموازين في حياتنا إلى هذا المستوى.
وأضافوا بالقول: لم يقم القضاء بالحكم السريع أو البطيء ضد ناهبي أراضي جامعة عـدن وهم معروفين..!!، ولم يقم بالحكم على اللصوص الذين سرقوا أجهزة ومختبرات كليات الجامعة وتم الإفراج عنهم بعد ضبطهم وهم معروفين!!، لم يقم بمحاسبة بضع طلاب هددوا عميد كلية الصيدلة بالقتل وأرسلوا له ظرف يحتوي على رصاصات..!!، لم يقم بالتوجيه بالتحقيق ضد من قام بإحراق سيارة أستاذ أكاديمي بكلية الصيدلة..!!، ولكن قام بالحكم السريع وخلال يومين فقط ضد كلية الصيدلة وبمضمون حكم يتهم كل اساتذته الكلية دون استثناء..، وذنبهم أنهم التزموا بالنظم الجامعية ولوائحها وطبقوا نصوص القانون الجامعي بضرورة اعادة السنة لمن يفشل بثلاث مواد دراسية فكيف الحال لمن فشل بأربعة عشرة مادة!!!!.
وأوضح أساتذة وطلاب جامعة عـدن والشخصيات الاجتماعية والثقافية..، أن النظم تنص على فصل الطالب وإلغاء قيده الدراسي نهائياً إذا لم يراع حق المتطلبات الجامعية واجتياز الامتحانات النهائية لكل سنة دراسية بمعدل مناسب يحدده القانون الجامعي، غير أن مراعاة كلية الصيدلة لطلابها وتعاملها الانساني تجاوزت عن ذلك النص وحددت فقط للفاشلين الذين حملوا معاهم مواد فشل دراسية من المستوى الأول والثاني – حتى وأن بلغت 14 مادة دراسية – أن يعيدوا سنة لعل وعسى أن يجتهدوا ويذاكروا ويتقدموا للامتحانات القادمة ليسطروا إجابات الأسئلة على أوراق الامتحانات النهائية.
وقالوا أنهم تبينوا من خلال النزول والمتابعة في الكلية لاستقصاء الحقيقة الكاملة أن الطلاب الراسبين معروفين بمستواهم الدراسي المتدني، وقد حملوا مواد فشل من المستوى الأول وتم مساعدتهم من الكلية كي يصعدوا للمستوى الثاني ولكنهم رسبوا بكثير من المواد الدراسية في المستوى الثاني لتضاف إلى مواد الرسوب التي حملوها من المستوى السابق لهم.
وقالوا لقد تكشف لنا بالدليل أن هؤلاء الطلاب الراسبين والذين قدموا قضية ضد الكلية لم يدخلوا امتحانات القبول والمفاضلة (تعليم موازي) أسوة بالطلاب المتقدمين للدراسة بكلية الصيدلة، وهو مؤشر واضح، ولايحتاج لتوضيح.
ودعوا القضاء إلى أن يكون داعما للتعليم الجامعي وساندا للتوجهات المحافظة على مستواه ومكانته والغرض المتوقع منه في مدينة عدن والبلاد عموماً وأن يقف إلى جانب تطبيق اللوائح والنظم الأكاديمية كي يفخر الجميع بمخرجات التعليم الجامعي بجامعة عـدن وبالكوادر المنتظر منها تغيير الواقع إلى الأفضل.
إننا في زمن بتنا نسمع ونرى طلابا يغلقون بوابات كليتهم بسبب رسوب احداهم، كما حدث في كلية الصيدلة يوم الثلاثاء الماضي عندما أقدم بضع طلاب على إغلاق بوابة الكلية بالسلاسل والقفل..، وبتنا نسمع بعدم أحقية أحد محاسبة هؤلاء..!!.
وبتنا نسمع عن تعرض أساتذة لاطلاق نار أمام بوابة كليتهم كما حدث اليوم في كلية التربية صبر بلحج..، أنها إنتكاسات لاينبغي السكوت عنها وتقع على الجميع مسئولية الحفاظ على قيمنا ومبادئنا ومستقبلنا..، والله المعين والموفق.
|