صنعاء نيوز /فيصل الصوفي -
ثلاث طائرات تسقط على العاصمة خلال 5 أشهر.. هذا كثير، وعندما يتم التكهن حول الأسباب لا يدخل الإرهاب ضمن أوراق القرعة، وما يثير الغيظ أن يأتي عبقري يقول لك: أستبعد أن يكون وراء ذلك عمل إرهابي! .. لا ندري لم هذا القطع المطمئن؟

وللتذكير.. يوم 21 نوفمبر 2012 سقطت طائرة أنتينوف على الحصبة، واستشهد 10 من صقور الجو.. شكلت لجنة تحقيق.. العثور على الصندوق الأسود.. ممنوع تحليق الطائرات العسكرية فوق العاصمة.. والعمل الإرهابي مستبعد.. ويوم 19 فبراير 2013 سقطت سيخواي 22 على حي القادسية وسط العاصمة، واستشهد قائدها النقيب محمد شاكر و12 مدنيا وأصيب 17 آخرون.. شكلت لجنة تحقيق.. تم العثور على الصندوق الأسود.. الإرهابي غير محتمل.. وممنوع تحليق الطائرات العسكرية فوق العاصمة..

يوم أمس الاثنين باست طائرة سخواي 22 بيت بوس في جنوب العاصمة، واستشهد قائدها النقيب هاني الأغبري..ستشكل لجنة تحقيق.. البحث عن الصندوق الأسود جار.. والإرهابي مستبعد.. وكان المستبعدان الحقيقيان هما التحقيق، ومنع تحليق الطائرات فوق الأحياء السكنية.

اغتيل 3 طيارين يعملون في قاعدة العند بلحج قبل أيام برصاص إرهابيين، وأحدهم سعودي الجنسية، واغتيل زملاء لهم قبل ذلك في لحج، وفي مناطق مختلفة من الجنوب والشمال، فلم نستبعد أيدي الإرهابيين من حادثة أمس، وحتى الطائرتين السابقتين رغم ما قيل عنهما؟

لقد تعرضت القوات الجوية لفوضى وعبث سياسي خطيرين خلال الأزمة السياسية، فلم نستبعد استغلال الإرهابيين لعبث السياسيين، ولفوضى العسكريين الذين تجاهلوا الأخطار من بداياتها؟

قاعدة العند استهدفت من قبل الإرهابيين، وقاعدة الديلمي استهدفت من قبل تنظيم القاعدة، ضمن خطتي "قطع الذنب" و"النهر المتدفق" اللتين أعلن عنهما التنظيم في وقت سابق، وهما خطتا حرب تستهدفان الجيش والأمن. تعرضت قاعدة الديلمي لعدة هجمات أعلن تنظيم القاعدة مسئوليته عنها، وأمام المحكمة الجزائية يحاكم اليوم شخص من تنظيم القاعدة فجر طائرة انتينوف داخل الديلمي، كما اغتيل ضباط في الجوية، وأعطبت على الأرض طائرات، لكنها أقل بكثير من تلك التي تتفجر وتعطب في الإعلام اليمني المضلل الذي يزيد من محنة الديلمي والدفاع الجوي، ومؤسسة الدفاع عموما، بعد أن منح نفسه الخوض في تفاصيل وأسرار الجيش.

وبعد.. نشعر بالألم عندما نقرأ أن وحدات عسكرية وأمنية يواجه بعضها البعض الآخر في مأرب، وتعز، وأبين، وغيرها، بينما جميعهم مستهدفون من قوة أخرى حقيقية أنذرت نفسها لقتلهم.

*صحيفة اليمن اليوم