صنعاء نيوز/فكري قاسم -
قالت دراسة أمريكية حديثة إن ضرب الأطفال في الصغر يؤدي إلى اكتئاب في مرحلة البلوغ.
ذلك صحيح بنسبة كبيرة، ولكن ماذا عن ضرب كبار السن؟!
أظنه فعلاً قبيحاً، يسبب للاكتئاب نفسه أنفلونزا مزمنة لا تغير من نبرة الصوت فحسب، بل ومن شكل الوجه المتورم باللكمات.
لا يزال بعض العسكريين يضربون جنودهم، فقط، عشان "يشتحطوا" وينفذوا المهام بهمة عالية!!
والجندي المضروب بدوره، يعيد الدرس فوق رأس المواطن، ولا يتورع في ضربه كي "يشتحط" ويقف انتباه لبزته العسكرية.
والمواطن هو الآخر يضرب جاره عشان "يشتحط" ويحترم حق المجورة !
والجار يجرُّ ابنته وأخته أو زوجته من شعرها عشان "تشتحط" وتحترم حقه في السيادة وفي قوامته عليهن.. والزوجة بالتالي تضرب أطفالها كي يذهبوا إلى المدرسة.. والأستاذ المضروب سلفاً، يضرب التلميذ لأنه تأخر عن طابور الصباح.
والتلميذ يضرب زميله لأنه أخذ مكانه في الفصل!! ..و..و..و.. إلخ.
في حياة كهذه التي تلهو بأرواح الناس، يبدو الاكتئاب نفسه مكتئباً من حالنا، ويبحث عن قرار طبي يقضي بسرعة نقله للتداوي خارج هذا الخط الملتهب بالضرب على قدم وساق؟!
العنف له أسبابه الجوهرية، أهمها أن لدى كثير من مجتمعاتنا العربية قادة سياسيين واجتماعيين لا يتحدثون إلا عن القوة.. قلما تجد زعيماً منهم أو قائداً واحداً يتحدث عن الحُب.. فلا هم صاروا أقوياء بجد، ولا أنهم أحبوا وانحبوا بجد؟!
[email protected]
*صحيفة اليمن اليوم